ويمضي التاريخ ولا يرحم من فرط في وطن أو خان

( غرائب وطن )
كتب التاريخ أساطيرا
وغرائب شهدتها الأزمان
وحروب قبائل وشعوب
وكوارث مر بها الإنسان
وماطالعنا أبداً فيه
وسمعت من قبل الآذان
عن مثل فجيعة نكبتنا
ومدى الوحشية والعدوان
في زمن فيه إختلطت
وتساوت في العين الألوان
ونفوس كانت تخدعنا
كذئاب في ثوب الحملان
في وطن ضاع بأكمله
وإنهار كيانه والبنيان
وكبيت صار بلا سقف
وبلا أعمدة أو جدران
وعن بلد غالية بيعت
بمزاد الرخص بلا أثمان
وعن شعب جر لمذبحة
ينساق إليها كالقطعان

ومدائن صارت أطلالا
وخرابا تسكنه الغربان
ودخان حرائق يتعالى
من أرض تأكلها النيران
وتمزق شمل وقتال
وفراق الإخوة والخلان
وحرائر في السجن سبايا
في قبضة ظلم السجان
وشرفاء هاموا وإغتربوا
في هذا الكون بلا عنوان
كطيور لا أوكار لها
غرباء في شتى البلدان
حملوا جرحاً لا ينسوه
ولا يدنو منه النسيان
وحكايات عن كابوس
تبدو للسامع كالهذيان
تبقى للأجيال دروسا
وحديثاً في كل لسان
هذا من بعض غرائبنا
وقليل من فيض الأحزان
لكن ستدور بنا الأيام
ويمضي الحال إلى الدوران
وكم في التاريخ روايات
وحقائق تحفظها الأذهان
عن أمم عانت ويل الظلم
وصبرت يحذوها الإيمان
بأن الباطل مهما طغى
وتمادى ببراح الطغيان
يهزمه الحق فيتوارى
بجناح الريح كخيط دخان
ومهما مرضت وتهاوت
ما ماتت في الدنيا أوطان
فمهما طال الليل بنا
لا بد لنور الفجر أوان
وشمس الوطن كما غابت
حتماً ستعود بلا إستئذان
ويمضي التاريخ ولا يرحم
من فرط في وطن أو خان ،

فمهما طال الليل بنا
لا بد لنور الفجر أوان
وشمس الوطن كما غابت
حتماً ستعود بلا إستئذان
ويمضي التاريخ ولا يرحم
من فرط في وطن أو خان ،