هيومن رايتس ووتش// سكان تاورغاء يموتون في الصحراء في محاولة للعودة إلى ديارهم بعد سبع سنوات

تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش حول تاورغاء : سكان تاورغاء يموتون في الصحراء في محاولة للعودة إلى ديارهم بعد سبع سنوات
جنيف (20 فبراير / شباط 2018) - قال خبير في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن ليبيا يجب أن تضمن سلامة المئات من السكان السابقين في بلدة تاورغاء الشمالية، الذين تقطعت بهم السبل حتى الموت في الصحراء على الرغم من اتفاق يسمح بعودة آمنة.
وقد تم إجلاء جميع السكان البالغ عددهم حوالي 40،000 شخص قسرا في عام 2011 كعقاب جماعي على دعمهم المتصور للزعيم المخلوع معمر القذافي. وقد عرقلت الجماعات المسلحة عودتهم، تمشيا مع الاتفاق الذي أقرته الحكومة.
وقالت سيسيليا خيمينيز "اننى اشعر بالجزع ازاء انباء ان الاف الاشخاص من تاورغاء الذين اضطروا بالفعل الى مواجهة سبع سنوات صعبة بعيدا عن منازلهم منعوا من العودة ويجبرون على العيش فى ملاجئ مؤقتة فى الصحراء". -المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمشردين داخليا.
"توفي رجلان بالفعل بالسكتات الدماغية، بسبب الظروف الجوية القاسية مع انخفاض درجات الحرارة على مقربة من الصفر درجات في الليل.
ويعاني الكثير من الأطفال والنساء والرجال الذين تقطعت بهم السبل في الصحراء من ظروف معيشية سيئة للغاية مثل سوء المرافق الصحية، ونقص المرافق الصحية، ونقص الأدوية، ومياه الشرب المحدودة.
"من المهم أن تعمل الحكومة الليبية، وكذلك الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، لضمان عدم فقدان المزيد من الأرواح نتيجة لهذا الوضع، وأن يسمح لشعب تاورغاء بالوصول إلى ديارهم بأمان وكرامة".
ويعيش نحو 200 عائلة في خيام مؤقتة في قرارة القطف بالقرب من تاورغاء، في حين يعيش آخرون في خيام أو قاعات عامة في البلدات المجاورة.
وقال المقرر الخاص: "على الرغم من أن بعض العائلات التي تخيمت في الصحراء تتلقى مساعدات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فمن الضروري أن تفي ليبيا بالتزامها الدولي بالحماية ومساعدتهم".
" المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن النزوح الداخلي توضح بوضوح أن من واجب ومسؤولية السلطات الوطنية الأساسية تقديم المساعدة الإنسانية لتلبية احتياجات الناس الأكثر إلحاحا، من أجل دعمهم في التوصل إلى حلول دائمة - وفي هذه الحالة دعم عودتهم إلى إعادة الإدماج في مواطنهم الأصلية ".
وقد عرقلت السلطات المحلية والجماعات المسلحة من مصراتة المجاورة عودة تاورغاء الى ديارهم، على الرغم من اتفاق بين ممثلي المنطقتين لبدء العملية التي طال انتظارها في 1 شباط / فبراير.
واضافت انه "على الرغم من ان حكومة الوفاق الوطني ايدت الاتفاق، فان التاورغانيين العائدين واجهوا تهديدات بالعنف من قبل الجماعات المسلحة والسلطات المحلية ومنعوا من دخول بلدتهم".
واضافت ان "المدينة كانت غير صالحة للسكن خلال السنوات السبع الماضية نتيجة للتدمير المتعمد من قبل جماعات مسلحة من مصراتة ومن المهم جدا ان تضمن الحكومة وجود ظروف مستدامة لتاورغاء لاعادة بناء حياتهم هناك".
وكانت إحدى التوصيات الرئيسية التي قدمتها السيدة خيمينيز - داماري بعد زيارتها ليبيا في يناير / كانون الثاني هي أن تضع الحكومة خارطة طريق وطنية تحدد بوضوح الأدوار وتحسن التنسيق بين الوزارات والمنظمات المكرسة لضمان حصول الأشخاص الذين يجبرون على ديارهم على كل ما يلزم وفعال والحماية والمساعدة.
وقالت السيدة خيمينيز-داماري: "يجب إيجاد حلول دائمة لجميع المتضررين من النزوح في ليبيا، بما في ذلك من تاورغاء".
وستقدم المقررة الخاصة، وهي أول إجراء خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للقيام بمهمة قطرية إلى ليبيا، تقريرا عن زيارتها إلى مجلس حقوق الإنسان في حزيران / يونيه 2018.