إدارة الفوضى الخلاقة وجنى ثمارها ..

* حرب الكل ضد الكل ، لخلق مشهد مختلف وأنتاج مكونات أخرى ، يلعب فيها اللاعب الدولي بمتناقضات الصراع ، ومتناقضات الفعل ، حيث صمت محفز لمزيد من الأقتتال يتبعه قوائم عقوبات وقصف لبعض الأهداف ، وتلويح بمسكنات الإصلاحات والأنتخابات يتبعه هيمنة في شكل لجان تحقيق مصروفات المصرف المركزي ، ووصايا البنك الدولي ، وخصخصة المؤسسات السيادية ..
* السيطرة الغربية الكاملة تحتاج أدوات جديدة بديل الوجوه التي كرهها الشارع ويأس منها ، ومشهد فيه أمال ووعود بديل حالة الغضب والأنتحار ، بحيث يتيح للغرب التغلغل وسط حالة رضا في الشارع .. وهذا واقع تحققه حالة الأحتراب الشرس في العاصمة التي تجعل الشارع يبحث عن أي هدنة وخارطة أستقرار .. سيقدمها غسان عندما تصل الأمور قمتها من موت وخراب وتنكيل وتهجير ..
* الصراع يؤمن أختفاء وجوه أصبحت كروت محروقة ، وأنتاج بدائل من رحم المؤامرة يتنفس معها المغفلين الصعداء حتى أشعار أخر وخيبة أخرى ..
* تسريب فكرة الأقليم في مجلس النواب ، غذاها تسريب تقرير ديوان المحاسبة الذي أقر بإهدار 278 مليار ، مما أوجد ذريعة لحاملي شعارات الأقاليم وتقسيم الموارد وحتى الأنفصال في مرحلة لاحقة ..
* جولات الحوار تتجدد بصيغ أخرى وشروط أخرى ، والجوكر وليامز ترسل أشاراتها للأعبين الأوربيين إيطاليا وفرنسا للبدء في جمع القطيع تحت عباءة سلامة ، ويتكفل الإعلام بالترويج لها كبادرة حل وبارقة أمل وخارطة طريق ..
* الأفريكوم يحدد التقسيم الجغرافي للأطراف الرئيسية ، ويشغل كل طرف في خلافاته الداخلية التي تتسع بفعل فاعل .. من صراع المليشيات غربا ( رئاسي وضده ، سلفية ومقاتلة ، مصراتة وطرابلس ) ، إلى صراع مليشيات الكرامة شرقا ( صدام والورفلي ، السلفية والشورى ) ..
* تقرير الأمم المتحدة الأخير كان بمثابة تحذيرات للجميع بالإلتزام بقواعد اللعبة ، فهو أظهر سرقات كرامة صدام حفتر ، وأنتهاكات ردع كارة ، وتهريب الوقود لأمن الطرابلسي ، وتغول مليشيات العاصمة ، لذلك وضع الجميع في حالة خوف رغم التحفيز لجني مزيد من المكاسب من حالة الحرب .
* الجميع وقع في المصيدة بين أحلام البقاء وجنى المكاسب وبين أرضاء الغرب والبعثة الأممية ، وهذا المطلوب لقيادة القطيع وقبولهم خطة الهيمنة الغربية القادمة ، بل والمساهمة في فرش البساط لها ، وهذا بدا واضحا من خلال كلمة المشير الأخيرة التي عبر فيها على ضرورة الأنفتاح مع الخارج والسماح بالهجرة الذكية .
* الفوضى أمنت أتساع تجارة المخدرات والسلاح والبشر والوقود ، حيث أكد أحد الخبراء الاقتصاديين أن كميات الوقود المهرب تصل 500 مليون لتر سنويًّا ، وهي في معظمها تسير نحو أوروبا وبإشراف منطمات ومخابرات دولية . وهذا بنسخة مكررة مما حصل في العراق وسوريا .
* الأصلاحات تمت بعد أوامر تلقاها خالد المشري في لقائه بتونس مع السفير البريطاني فرانك بيكير ، والسفيرة الهولندية ماريون كابيني، والسفيرة الكندية آشلي آدمز، وممثل البنك الدولي ميكل شفر .
* البنك الدولي بدأ يتحرك نحو المؤسسات الحيوية حيث بدأ بإجتماع في سبتمبر 2017 مع أعضاء مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء بشعار تطوير قطاع الكهرباء والطاقات المتجددة خلال الفترة 2018 – 2030 عبر مشروعات سيمولها البنك الدولي .
* كل ذلك سيمر وسط ضجيج المعارك ، ويصبح أمرا واقع يتعايش معه الناس كأنه حلول ، بعد أن فقدوا سبل العيش الكريم والأمان وأحلام الغد

في الوقت الذي يصر قيادات فبراير من حفتر وعقيلة شرقا حتى السويحلي والسراج غربا لإعتبار فبراير ثورة وشرعية وصدور عارية ومطالب ديمقراطية .. ونهاية بالبراني الذي يقول أنه حقن الدماء بتسليم طرابلس .. وسخريتهم من النظام الذي قال أنه يقاتل تنظيم القاعدة الأرهابي ..
يرد مايكل موريل نائب رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA،" السابق ، في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأمريكية بمايو 2015 ، بالقول ( إن الاستخبارات أخطأت بتقييم نتائج الربيع العربي الذي شهدته عدة دول في الشرق الأوسط . والتقييم الذي قمنا به هو أنه وفي بدايات الربيع العربي قلنا بأن ذلك سيقطع الطريق على تنظيم القاعدة وتوجههم بأن العنف هو ما يأتي بالتغيير السياسي وتبين فيما بعد أن هذا الأمر كان خاطئا . الربيع العربي كان بالفعل ربيعا لتنظيم القاعدة حيث أن الربيع العربي أدى لتدمير مؤسسات كانت قادرة على الوقوف بوجههم وأفضل مثال هو ليبيا حيث وبعد سقوط الأنظمة الأمنية والاستخباراتية فيها استطاعت الميليشيات التحرك بحرية )

تتغير الأسماء والأماكن والتواريخ وعناوين الأخبار ويظل صوت الحكمة هو المرجعية والبوصلة التي تفسر التفاصيل وتوضح أسبابها وأهدافها ... هكذا قال منذ عام الردة ، وصداه يتردد مع كل حدث ، ويتحقق مع كل أنتكاسة .. فهل من متدبر ..
( هناك مجموعة قليلة مريضة مندسة في المدن ، تعطي الحبوب ؛ وأحيانا حتى النقود ، لهؤلاء الشبان الصغار اليافعين ؛ وتزج بهم في هذه المعارك الجانبية . الذين قُتلوا هم من الشرطة والجنود ومن هؤلاء الشبان ، وليس من الذين يحركونهم ؛ الذين هم قاعدين في بيوتهم أو قاعدين في الخارج ، يتمتعون بالآمان وبالراحة والمتعة هم وأولادهم ؛ ويحركون أولادكم ويعطوهم الحبوب ، ويقولون لهم «إذهبوا هاتوا سلاح ؛ أغيروا ؛ احرقوا يا أبطال» ؛ لكي يموت أولادكم ولكي نصبح نحن نقاتل بعضنا )
( عويلة صغار أعطوهم دبابات ، يجوبون بها الشوارع ، بعد أن دوخوهم ؛ أسكروهم ، أعطوهم الحبوب ، وعزلوهم عن أهلهم . من الغد ، تبدأ العائلات في جمع أولادها )
( إسحبوا أطفالكم من الشارع ؛ إسحبوا أطفالكم منهم ، فلقد أخذوا منكم أطفالكم ؛ يعبئونهم ؛ يسكرونهم ويقولون لهم ( إذهبوا إلى النار لكي يموتوا أولادكم ) . أودلاكم يموتون لأي سبب ، لأي غرض¯! لا لشيء ، إلا تدمير ليبيا ؛ حرق ليبيا )