علامات تعجب ..

* الجميع يشكو سطوة المليشيات ويبكي أختراق الرصاص لغرف نوم الأطفال ، وأستغاثة العائلات العالقة تحت القصف ، وتهديم البيوت على ساكنيها ، لكن لا أحد يتحمل المسئولية ، وكأن مكونات تلك المليشيات من الجن وليس ألاف الشباب المراهق من أبناء ألاف العائلات !!
* سلفية آل سعود تعلن غزوة بدر ضد اللواء السابع ، بينما أعلنت فتوى ألزم بيتك أمام قصف الناتو الصليبي ، وكأن الشريعة فصلت حسب عتاد القوة المواجهة !!
* الأمم المتحدة في غضون شهر فقط أقرت الحظر الجوي والتدخل العسكري ووضع قيادات النظام ضمن قوائم الجنايات ، بينما سبع سنوات من الإرهاب وقطع الرؤوس وتهديم البيوت على ساكنيها وتهجير الملايين والأشتباكات بالاسلحة الثقيلة والقصف بالطيران وسط المدن ، دون أن تبدي حتى القلق أو تضع من أحرق المطارات وسرق المصارف وأرتكب المجازر في قوائم المطلوبين !!
* الأفريكوم يستطيع أقتناص سيارة في بني وليد ، وضرب بيت في أوباري ، بينما لايتحرك ساكنا أمام قصف الأسلحة الثقيلة والقذائف العشوائية التي تتساقط على بيوت المدنيين في طرابلس حتى وصل عدد الضحايا مايقارب 100 قتيل ، بينما الفبرايريين مازالوا يصرون أنه تدخل في 2011 لحماية المدنيين !!
* مشير الأحداثيات يقول أن من غدامس حتى غات تحت سيطرتنا وأمنة ، وغريان والأصابعة وترهونة تحت الجيش الليبي ، والشيوخ الحاضرين يصفقون ، بينما الحقيقة تقول أن الجنوب خارج السيطرة تتفشى فيه السرقة والتهريب والخطف والأشتباكات المسلحة في سبها وأوباري ومشارف الكفرة ، أما غريان فتسيطر عليها مليشيات إجرامية بعضها يتبع الرئاسي وبعضها بدون تبعية ، والمنطقة الدفاعية تحت قيادة الجويلي ، وترهونة لا أدري كيف أعتبرها تتبع الجيش في ذات الوقت الذي يقول فيه أن اللواء السابع لايتبع الرجمة .. كل ذلك الكذب البواح يلاقيه شيوخ الرز بالتصفيق الحار ، وكأننا نستحضر تصفيقهم وتكبيرهم في حضرة الصهيوني ليفي !!
* مسمار الكرامة المتحدث الرسمي يتحدث وكأنه محامي دفاع عن ابن مشير الأحداثيات الذي خرج بكسر وكدمات على وجهه من غزوة مصرف الأمان بطرابلس ، وخرج بمليارين من مجاري مصرف بنغازي .. ويهدد هذا المسمار من المساس بأمن العاصمة ، وكأنه قادر على إتخاذ قرار دون أذن من الغرب الذي أجبره على إلغاء معركة سرت الكبرى التي أعلنها منذ عامين ونصف ، وإعادة إدارة الموانئ النفطية لمؤسسة طرابلس في أقل من 24 ساعة ، وأجبره على إعتبار الفرقاطات الإيطالية ضيوف كرام بعد خمس دقائق من الرد الإيطالي في أحد الصحف !!
* عارف النايض أمام ألات التصوير لقنوات العالم قاد الكرسي المتحرك لإبن عمر المختار ليجعله يقبل أيادي أبناء زايد في الأمارات ، بينما الإعلاميين الذين كانوا يتقاضون مرتباتهم من أمراء قطر ، وأصبحوا في قناة النايض يريدون أن يقنعوننا أنهم صوت الحقيقة ، والنايض خير من يقود ليبيا للسيادة والكرامة !!
* صالح رجب بعد أن كان أحد القيادات في دولة مهابة وتحت قيادة ركعت روما ، لبس الشنة الحمراء وقال لمشير الأحداثيات سيدي القائد .. أنه حقا زمن الرويبضة والسنوات الخداعات التي تسقط الأقنعة !!
* وإن كانت المعركة منذ أيام .. لكن التحشيد على أطراف العاصمة وداخلها كان منذ أشهر .. فرحبة تاجوراء وقصر بن غشير والسوانئ والقربوللي بها مئات الأليات المسلحة والتي تحولت لثكنات مدججة بأعتى الأسلحة .. كل ذلك كان أمام أعين غسان وووليامز وبيكر ، الذين كان كل همهم الإجتماع بمؤسسة النفط وهيئة الأسثتمار والمصرف المركزي وكبير الرئاسي كونهم واجهة الأموال والنفط والأرصدة .. ويبيعون الناس أوهام الوفاق والأصلاحات والأنتخابات والششرعية والمستقبل المشرق ، واليوم يصرخون وكأن الحرب كانت مفاجئة !!
* علامات تعجب تؤكد أن متصدري المشهد من طبرق والرجمة حتى أبوستة هم عملاء وكاذبين أنتجتهم حرب قذرة بثلاثين ألف غارة ، وأدمنوا بيع الوهم والكذب ، كما أدمن المغفلين والمتسلقين تعاطي المسكنات حتى والحقيقة تصفعهم كل ساعة ..
 

هل أنتهت المهمة .. ؟
عشرين قناة فبرايرية ثبت برامجها الأعتيادية بين الشعر ، والكرتون ، والمسلسلات المدبلجة ، والمقابلات الفنية ، والنشرات العادية ، ونتائج دوري أبطال أوروبا ، ومعلقات الغزل لجنرالات الأحداثيات ، دون أن تنزل من أحد مذيعيها دمعة أو تطلق أستغاثة أو تتوقف البرامج لبث مباشر من طرابلس التي تحولت لمسرح عمليات ، وجبهة قتال ، تسقط فيها القذائف من بن عاشور حتى صلاح الدين ، وأنتجت 30 ألف نازح و100 قتيل ، وعائلات تطلب ممر آمن ، حتى لاتكاد تمييز فرقعة الرصاص من بكاء الأطفال ، وأختراق القذائف لسكون الليل من فرار العائلات حفاة للإحتماء بأخر جدار أيل للسقوط .. بينما جميعهم في 2011 تحولوا إلى ندابات وشهود عيان ومعطيي أحداثيات وثوار أشاوس لايغادرون أستوديوهات الجزيرة والعربية للبكاء على طرابلس التي لم تعرف أي أشتباك أو قذيفة عشوائية أو تهجير عائلة واحدة طيلة ستة شهور إلا صواريخ الناتو ..
هل أنتهت المهمة ؟ وهل حقوق الأنسان ، وحماية المدنيين ، وفتوى الكفر والطاغوت ، وخرافات السحر والفياقرا ، وشعارات سوف نبقى هنا ، ويا ليبيا لن نخذلك ، أصبحت سلعة خاسرة ؟ وهل مرتبات النايض والسراري والشمام حولت الدموع لبدلات وربطات عنق أنيقة ، والثوار إلى منشطي برامج تعلو وجوههم طبقات المكياج ، وعبارات التهديد والوعيد إلى لمة العشية وأغاني الأعراس ؟ وهل حماية المدنيين ، ومجهلنا ، وبيحرقونا ، وبيحكمنا أويقتلنا ، والصدور العارية ، غادرت مع أخر صاروخ للناتو على الرتل المغادر من سرت رقم أثنين ؟
ربما .. خاصة وأن الجزيرة والعربية وأبوظبي التي أشعلت الميادين ببث مباشر 24/24 مدعوم بمحللين وشيوخ وشهود عيان ، وفواصل دم ودموع ، وشريط العاجل الأحمر ، ومختوم في نهاية كل أسبوع بجمعة الغضب والحرية والرحيل والفتح والتمكين .. هي الأخرى أدارت الظهر ، فالجزيرة لم يعد يعنيها إلا الرضا الأمريكي على قاعدة العديد ، والعربية مهتمة فقط بالخطر الإيراني وتمدده ، وأبوظبي مهتمة بإنفصال جنوب اليمن والإستيلاء على جزيرة سوقطرى والموانئ البحرية بالقرن الأفريقي ..
لا خديجة بن قنة تعرف اسماء الضحايا في طرابلس ، ولا نجوى القاسم تعرف نوع الأسلحة الثقيلة التي تدك طرابلس ، ولا فيصل القاسم يعرف طول الطوابير أمام المصارف ، ولا فدوى القلال تشعر بحرقة الأمهات اللائي تتفطر قلوبهن على فقد أطفالهن ..
هل للدموع مواسم .. وللنفاق فصول .. وللردة أزمنة .. أخبروا ملايين المغفلين الحائرين الذين أشبعتموهم شعارات ووعود وأحلام وتركمتوهم في غيابات الجب يعضون الأنامل حسرة وندم وفقد