بعد الربيع .. الأمن القومي في مهب الريح

ديفيد بن غوريون قال ( إنني أحلم بأساطيل داوود تمخر في البحر الأحمر )
وقال ( أن اليهود يخوضون مع العرب معركة المياه وعلى نتيجة هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل ، فإذا لم تنجح في هذه المعركة فأننا لن نبقى في فلسطين )
إسحاق رابين رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق قال ( لقد كان على عاتقنا النظام التدريبي الإثيوبي بالكامل ) .
الكيان الصهيوني ينتشر في دول القرن الأفريقي ويقدم المساعدات بسخاء ، وبات أهم المتحكمين في باب المندب الذي يعد أهم المعابر الدولية ، حيث يمر النفط من الخليج العربي إلى قناة السويس ، فهو تعلم الدرس بعد أن أستغلت مصر سابقا جزيرة ميون اليمنية في تعطيل الملاحة في البحر الأحمر ، وأخيرا الوصول إلى بحيرة تشاد .
وبات لاعب رئيسي حول البحيرات العظمى ، وداعم لسد النهضة الأثيوبي للضغط على مصر ومحاصرتها كونها الدولة الأكبر والمحورية في أي مشروع قومي ، وأصبح معلنا تواصل الكيان الصهيوني مع النظام في السودان ، وكذلك تشاد ومالي والنيجر .. وهذا يعيدنا لفكرة ( حلف المحيط ) التي أطقلها بن غوريون لربط العلاقات مع جوار المنطقة العربية بهدف تطويقها ..
أنها عملية التطويق للمنطقة العربية ، والتي تصل في النهاية لجعلها مقيدة في سياساتها بعد التحكم في المضائق والممرات المائية ومنابع المياه وطرق التجارة ..
ربما ننظر لزيارة ديبي تشاد في إطار ضيق ومحدود ، لكن المتعمن للأدوار الصهيونية من توطيد العلاقات مع الجوار العربي من تركيا مرورا بالأكراد وحتى القرن الأفريقي ودول الساحل الأفريقي .. يتأكد لنا أن تلك الخطوات مدروسة بدقة .. للوصول إلى تحقيق الحلم الصهيوني في إقامة ( أسرائيل الكبرى ) ..
وبعد توقيعه مؤخرا على أتفاقية لمد خط غاز نحو أوروبا ، بدعم من الاتحاد الأوروبي وبتمويل من الأمارات ، حسب القناة الإسرائيلية الثانية ، حيث يربطه باليونان وإيطاليا وقبرص بخط أنابيب 2000 كيلومتر .. قال وزير الطاقة الصهيوني يوفال شتاينيتس ( على مدى عقود ، كنا نشكو من النفوذ العربي في أوروبا، وسيكون تصدير الغاز من إسرائيل منافس للدول العربية ) ..
* في عام 2010 الباحث الاسكتلندي توماس براون في مقال نشرته صحيفة "جلاسكو هيرالد" الاسكتلندية يقول ( أن وكالة الاستخبارات الأمريكية السى آى أية ووزارة الدفاع البنتاجون أعدتا خطة بعيدة المدى بهدف حصار مصر ثم التهامها عسكريًا . وهذا المخطط بدأ بالسعي لاحتلال إقليم دارفور دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة ، وذلك لتحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران ) .
وأضاف ( أن المخطط الأمريكي يتجه نحو فلسطين أيضا عبر إثارة الفوضى في غزة والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس ، مما يتيح تواجد قوات أمريكية بدعم من المجتمع الدولي ، تنصب بها صواريخ ومدافع هاوتزر لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها )