منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حلب.. سنة ثانية نكبة

اذهب الى الأسفل

حلب.. سنة ثانية نكبة Empty حلب.. سنة ثانية نكبة

مُساهمة من طرف السهم الناري السبت يوليو 27, 2013 1:59 am

حلب.. سنة ثانية نكبة 757030

لا بدّ من حلب (وإن طال السفر)... قلنا لأنفسنا بعد أن بات الوصول إليها يتطلب تسع ساعات على الأقل، سواء قصدناها من دمشق أو من اللاذقية أو طرطوس.
تبدو عاصمة الشمال اليوم أشبه بجزيرة يحافظ النظام على تمركزه فيها، وسط محيط يختلط فيه الحابل بالنابل، فريف إدلب المتاخم واقع تحت سيطرة ميليشيات مسلحة متنوعة الانتماءات، والأمر ذاته ينطبق على أجزاء من ريف حماه، وعلى ريف حلب نفسها، بينما تقبع الرقة تحت سيطرة «جبهة النصرة». أما مدينة حلب فيسيطر النظام على نصفها، بينما تسيطر ميليشيات مسلحة متنوعة الانتماءات على نصفها الآخر.
ومع دخول العام الثاني لـ«تثويرها» يزداد غرق المدينة في دماء أبنائها، الذين تكالبت عليهم المآسي، ما بين حصار وقذائف وصواريخ عشوائية وغير عشوائية، ورصاص قناصين لا يميز بين طفل وعجوز، بينما بات الحديث عن «حلب غربية» وأخرى «شرقية» أمراً جغرافياً واقعاً.

الواقع الميداني.. الحابل بالنابل

يبدو الواقع الميداني في المدينة معقداً ومتداخلاً بطريقة غريبة. الأطراف المتقاتلة على الأرض كثيرة، فعلاوة على الجيش السوري تجد كتائب «البعث»، ولجان الدفاع الوطني (اللجان الشعبية سابقاً)، إضافة إلى حواجز مسلحة للأمن العسكري، ومسلحين تابعين لـ«حزب العمال الكردستاني»، ولـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وعلى المقلب الآخر ميليشيات عديدة تابعة لـ«الجيش الحر»، وتنظيمات أصولية، وألوية وكتائب تعمل بشكل شبه مستقل، من أبرزها «كتيبة أحرار الشام»، الى مسلحين تابعين لـ«جبهة النصرة»، وآخرين تابعين لـ «دولة العراق والشام الإسلامية» التي أعلنت مبايعتها زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري.
كما يُتوقع أن تكون المدينة وجهة أساسية لمقاتلي حركة «طالبان» التي أعلنت عن توجههم إلى سوريا. للجهاديين وجود فعلي على الأرض، وهم يحضرون بصورة تنظيمات، أبرزها «دولة العراق والشام»، ونشبت معارك كثيرة بين الميليشيات نفسها. ومنذ اشهر بات حدوث معركة بين الكتيبة الفلانية والجماعة العلانية حدثاً شبه يومي، ولأسباب مختلفة، وقد تفاقمت ظاهرة سيطرة الإسلاميين المتشددين على المشهد الميداني في الأحياء الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، واختفى تدريجياً علم النجوم الثلاث لتظهر للعيان الرايات السوداء.
وتبادل الجيش السوري والميليشيات المسلحة السيطرة على بعض المناطق مرات عدة. فما أكثر الحالات التي سيطر فيها الجيش على أحد الأحياء، ثم عادت الميليشيات لتسيطر عليه، والعكس بالعكس، على سبيل المثال، حي الجدَيدة، أجزاء من الأشرفية، الليرمون، الجامع الأموي... إلخ.
ثمة مؤشرات كثيرة توحي بأن السلطات السورية هيّأت نفسها منذ وصول الأزمة إلى حلب للتعامل مع الوضع الراهن، فقد تم نقل عدد من المؤسسات الحكومية الواقعة في مناطق ساخنة إلى مقار جديدة. ولعلَّ أبرز مثال في هذا السياق هو «شُعب التجنيد» التي كان مقرها سابقاً ملاصقاً لثكنة هنانو. وبالرغم من استعادة الجيش السوري السيطرة على الثكنة في أيلول الماضي، إلا ان مقراً جديداً قد استُحدث لشعب التجنيد في حي الفرقان، أحد الأحياء الغربية.

الأحياء الغربيّة.. في مرمى الهاون

تتمتع أحياء حلب الغربية بغنى متفاوت، ما بين الأحياء المتوسطة مثل «الجميلية»، إلى الباذخة كـ«الموكامبو». ويبدو غريباً أن معظم هذه الأحياء ليست بمنأى عن قذائف هاون الميليشيات المسلحة، فحي «حلب الجديدة» في مرمى هاون «ضاحية الراشدين»، وحي «الحمدانية» في مرمى «صلاح الدين»، و«العزيزية» في مرمى «الشيخ مقصود»، و«الخالدية» و«شارع النيل» في مرمى «بني زيد»... إلخ.
ويقول سمير (اسم مستعار)، وهو أحد متخرجي المعهد العالي للعلوم السياسية، «هذه الملاحظة دقيقة، لكنها ليست مثيرة للاستغراب إذا ما قيست بتهاون النظام أساساً في الحفاظ على حلب تحت سيطرته، وفي الوقت الذي سقطت أحياء واسعة بين ليلة وضحاها في قبضة الميليشيات المسلحة (الشيخ مقصود مثلا) فإن مركزاً امنياً واحداً لم يسقط، والمعارك الضارية التي دارت وتدور حول فرع الاستخبارات الجوية خير مثال على أن النظام قادر على إحكام قبضته حيث يشاء».
تعايش سكان المناطق الغربية مع الحال الذي فرض عليهم، فأوجد كثيرون منهم فرص عمل جديدة كانوا يظنون انها موقتة، واستُحدثت مسارات جديدة لخطوط النقل العام، وأصبح حي الجميلية أشبه بـ«وسط البلد»، فالنشاط التجاري فيه على أشده، البسطات منتشرة في كل شوارعه، وانطلاق سيارات النقل العامة منه، ومآبها إليه، ليحل بذلك محلّ «باب الفرج» و«باب جنين» اللذين يُعتبران خطي تماس ساخنين. ولعلّ اللافت أن معظم المطاعم والمقاهي واصلت عملها، بل إن مطاعم ومقاهي جديدة تم افتتاحها أثناء الأزمة، وقد عانت تلك الأحياء مؤخراً أزمة غذائية حادة، بعد الحصار الشهير، الذي رُفع منذ أيام، وعادت السلع إلى الظهور في أسواق تلك الأحياء، وبأسعار تزيد عن سلع الأحياء الشرقية.

معبر الموت

ثمة طريق واحد لا بد للمدنيين من سلوكه للتنقل بين الأحياء الغربية والأحياء الشرقية، وهو مدخل حي «بستان القصر» من جهة حي «المشارقة»، أو ما كان يُعرف سابقاً بـ«طريق كراج الحجز»، وما بات يُعرف اليوم بأسماء تتعدد ويوحّدها الوجع، وأكثرها تداولاً «معبر رفح»، و«معبر الموت»، والتسمية الأخيرة مرتبطة بحوادث سقوط ضحايا مدنيين على المعبر بشكل شبه يومي، وبرصاص قناصين متمركزين في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
على مشارف المعبر ستستوقفك مظاهر لافتة، فعلى سبيل المثال هناك ركن مخصص لتأجير الكراسي المتحركة، يلجأ إليه من يرغب في نقل قريب له طاعن في السن، أو يعاني مرضاً ما، يحول بينه وبين تجاوز المعبر بالسرعة المطلوبة، عندها يتم استئجار الكرسي، وترك ضمانات مالية أو ثبوتية، تستعاد لاحقاً بعد أن تنجح عملية العبور ويعاد الكرسي المُستأجر. الآلاف يجتازون المعبر يومياً ومن الاتجاهين، وهناك من يضطر إلى اجتيازه مرتين في اليوم الواحد، ذهاباً وإياباً، في رحلة الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود موقتاً.
ويخضع المعبر لسلطة الميليشيات المسلحة، وقد تناوبت عليه فصائل مختلفة، فعلى سبيل المثال كانت تتولى أمره إبان الحصار الشهير كتيبة تابعة للواء «شهداء إحسم»، ثم تولاه مسلحون غير سوريين، تابعون لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، قبل أن يذهبوا ويأتي مسلحون تابعون لفصيل آخر.. وهكذا. يمتدّ المعبر على مسافة تقارب كيلومتراً واحداً، مسافة مكشوفة أمام نيران القناصين، ويتم عبورها ركضاً، وفي الحالات التي يكون نشاط القناصين في أوجه قد يحدث تدافع ويسقط البعض أرضاً، وتتفرق الجماعات.
قبل عبورنا حاولنا أن نقف على أسباب بكاء سيدة في العقد الثالث من عمرها، لنفهم أنها كانت تعبر مع زوجها وطفليهما، لكنها فقدتهم في غمرة الزحام، وتحاول العثور عليهم.
مع بدء حالة الحصار التي فُرضت على الأحياء الغربية راجت معلومات عن صدور قرار يمنع المدنيين من نقل السلع الغذائية من الأحياء الشرقية عبر المعبر. والحقيقة أن هذا المنع قديم، وسابق على حادثة الحصار، وخاصة ما يتعلق بالبيض والألبان، لكن الذي استجدّ مع الحصار هو منع مرور السلع عبر السيارات. وكانت هذه تمرّ قبل الحظر بعد أن يدفع سائقها مبلغاً مالياً يسمى «رسم معبر»، حيث يتولى عنصر مسلح تقدير المبلغ المتوجب دفعه تبعاً لحمولة السيارة (نوعها، وحجمها)، وبعد دفع الرسم يحصل السائق على إيصال، يبرزه لاحقاً لعناصر المعبر فيسمحون له بالمرور.

الأحياء الشرقية.. في مرمى القصف

القاسم المشترك بين الأحياء الشرقية هو الفقر، وتدني المستوى المعيشي. في هذه الأحياء بدأت أولى حالات الظهور المسلّح قبل نحو عام، وسبق ذلك خروج تظاهراتٍ في أيام الجمعة، لم ينجُ المشاركون فيها من إطلاق النار.
ولم يكن الظهور المسلح في تلك الأحياء تدريجيا، بل جاء مفاجئاً، على نحو ما حث في حي صلاح الدين الذي كان فاتحة المعارك في حلب. في ذلك الوقت ظنّ كثيرون أن الحي يشكل ظاهرة منفردة، وأن معركته ستكون حاسمة وسريعة، لكن الأمور لم تسر على هذا المنوال، وتتالت الأحياء التي وجدت نفسها فجأة في قبضة المسلحين، ونزحت أعداد كبيرة من سكان تلك الأحياء إلى الأحياء الغربية، واعدين أنفسهم بعودة قريبة.
بمرور الوقت تغلغلت العناصر المسلحة أكثر، وبدأت التنظيمات الأصولية بالظهور، قبل أن تصبح المتحكم الفعلي بتلك الأحياء، متخذةً من مدارسها وبعض منازلها مقار لها. فمثلاً تحولت مدرستا «اليرموك» و«الصّبَّاغ» المتلاصقتان في حي بستان القصر إلى مقرين أساسيين، تساعد في ذلك مساحتهما الكبيرة، كما تحولت حديقة صغيرة في الحي نفسه، تُعرف باسم «مشتل القباقيب» إلى «مقبرة الشهداء».
وبطبيعة الحال اعتبر الجيش السوري مقار المسلحين ومستودعاتهم أهدافاً مشروعة لنيران المدفعية، وطلعات الطيران العسكري، غير أن القصف لم يطل تلك الأهداف فحسب، بل تعداها إلى المباني السكنية. في تلك المباني ثمة مدنيون لم يغادروا أحياءهم أساساً، وثمة آخرون عادوا بعد أن تقطعت بهم السبل، واكتشفوا أن ما تمر به الأحياء ليس أزمة عابرة. ويمثل حي «مساكن هنانو» واحداً من أكثر الأحياء تعرضاً للقصف والدمار.
ومثل نظرائهم في الأحياء الغربية اعتاد سكان الأحياء الشرقية التعايش مع الحرب، مع فوارق عديدة، فساعات انقطاع الكهرباء هنا، تفوق بكثير انقطاعها هناك، وثمة أحياء لم يصل إليها التيار الكهربائي شهوراً متصلة. الأمر ذاته ينطبق على شبكة الاتصالات الخلوية، أما السلع الغذائية فتتوافر بأسعار مقبولة، بل مفاجئة في بعض الأحيان، فثمة نوع من اللحوم المجمّدة يباع بسعر 150 ليرة سورية للكيلو الواحد (حوالى دولار واحد)!!. استحدثت في هذه الأحياء أيضاً مسارات جديدة للمواصلات، وبات حي بستان القصر نقطة انطلاقها وعودتها.

قاسم واحد.. لا أمان

ثمة قاسم مشترك أعظم يجمع بين الأحياء الغربية والشرقية، وهو افتقاد الأمان، حيث أصبح أبناء المدينة على موعد مع الموت في أي لحظة، وفي أي مكان. أبناء المدينة ما زالوا يتباهون بأنها عرفت نكبات كثيرة في تاريخها، لكنها سرعان ما كانت تستعيد عافيتها، وتعود مركزاً اقتصادياً فاعلاً. هي حقيقة قابلة للتكرار من دون شك.. لكن تكرارها يقتضي أولاً الوصول إلى نهاية النكبة. نهاية لا يبدو أنها قريبة.

السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى