خبراء عسكريون: ليس بامكان الولايات المتحدة التدخل عسكريا في سوريا

"لا تدخل عسكري أميركي في سوريا على الرغم من كل ما يشاع عن سيناريوهات غير قابلة للتطبيق". هذا الرأي اجمعت عليه أغلب التحليلات العسكرية والسياسية للواقع الاميركي. فبين إقامة مناطق حظر جوي وبين تدريب عناصر "المعارضة" المسلحة، تقف الميزانية الاميركية "عاجزة " عن تغطية اي من السناريوهات التي حددها قائد الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي.

وفي هذا السياق، رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة والمحلل العسكري النائب الوليد سكرية أن الادارة الاميركية غير مستعدة لأي تدخل عسكري في سوريا والدخول في معركة "كسر العظام" مع روسيا و الصين". وفي حديث لموقع "العهد الإخباري" قال إن "السلطات الاميركية تسعى الى انشاء منطقتين عازلتين، الأولى في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، والثانية جنوباً على الحدود مع الاردن، لافتاً الى أن الهدف من هاتين المنطقتين هو تأمين مسار للطائرات الاسرائيلية للوصول الى الجمهورية الاسلامية الايرانية وليس دعم أو تدريب الميليشيات السورية المسلحة.

واشار سكرية الى أن "الهدف من وضع صواريخ باتريوت في الأراضي التركية ليس حمايتها من غارات سلاح الجوّ السوري كما يزعم الاميركيون، بل هو لاعتراض اي صاروخ دفاع جوي هدفه اسقاط الطائرة الاسرائيلية بعد عدوانها على الاراضي الايرانية".

بدوره، رأى الخبير في الشؤون الأميركية علي رزق أن الرسالة التي وجهها قائد الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي إلى الكونغرس حول السيناريوهات الخمسة لأي تدخل عسكري في سوريا، هدفها ابلاغ الرأي العام كلفة اي خطوة عسكرية من جهة، ولكشف عدد القوات المطلوبة لمثل هذه العملية أمام الاميركيين.

واضاف رزق أن الهدف من كشف مضامين الرسالة هو دعم الرئيس الأمريكي باراك اوباما عبر اعطائه مساندة شعبية ضد اعضاء في الكونغرس يطالبون بتدخل عسكري في سوريا، لافتاً الى أن تكاليف أي تدخل سوف تؤثر على ميزانيات امور اخرى، وهذا ما لا يقبل به الاميركيون.

وعن امكانية تطبيق احدى هذه السيناريوات الخمسة قال رزق في حديث لموقع "العهد الإخباري" إن السيناريو المحتمل تطبيقه في سوريا هو استخدام آلاف القوات البرية الأميركية لتدريب "مقاتلي المعارضة"، موضحاً أن هذه الخطة تجنب الاميركيين ادخال قواتهم داخل الحدود السورية، والتكاليف العالية.



هذا واستبعد رزق استخدام سلاح الجوّ الأميركي لشن ضربات عسكرية على اهداف سورية، معتبراً ان اي ردّ بإسقاط طائرة اميركية في سوريا سيدفع الاميركي الى اعلان حرب او تدخل لإنقاذ طاقم الطائرة. اما عن السيناريو الذي اسماه ديمبسي بـ "الرقابة على الأسلحة الكيميائية وتدمير مستودعاتها"، فرأى الخبير في الشؤون الاميركية أن الكلفة المالية لهذه الخطة

باهظة جداً وتتطلب اعدادا كبيرة من القوات الاميركية وهذا ما لا يمكن تطبيقه.

أما العميد الركن المتقاعد الياس فرحات، فاشار من جهته الى أن السيناريوهات الخمسة التي وضعها الجنرال ديمبسي، تؤكد تعذّر القيام بتدخل عسكري في سوريا، وخصوصاً بعد أن كُشف عن كلفتها. وأضاف أن "اميركا تعرف أن اي تدخل عسكري لها في المنطقة سوف يساهم في توسيع النزاع".

وعن سيناريو تدريب عناصر "المعارضة" في الخارج فرأى فرحات، في حديث لموقع "العهد الإخباري"، أن هذه الخطة هي الأقرب الى التطبيق لا سيما من حيث دراسة الكلفة والتجهيز، لافتاً الى ان وزير الحرب الاميركي تشاك هيغل تعهد بتخفيض ميزانية وزارته، وهذا يحتّم عليه عدم الدخول في اي سيناريو، وهذا ما يجعل التدخل الاميركي العسكري في سوريا امراً مستحيلاً.