تاريخ نضال عظيم الكفاح الليبي معمر القذافي مسجل بذاكرة محبيه ومبغضيه على السواء ومن العسير محوه .....

قانون العزل السياسي 2013.5.5 ، بداية السقوط الفعلي للنظام لوحة بصحيفة للرسام مجيد الصيد يُشبّه فيه رئيس النظام السابق بتمثال متكسر الوطن الليبية بتاريخ 5/5/ 2013 .
وهذا تعقيبي عليه عند نشره .
أحيي جميع المعلقين وأصحاب هذه الصحيفة وأشارك بالقول : أي نظام يدوم إلى بلوغ مواليد نشأته أو ما قبلها بعشر سنوات , تصبح تصرفات أجياله صادرة عن طبيعة ثانية نمت وتأصلت في كينونة أصحابها والتحرر من الطبيعة المكتسبة بفعل الزمن يحتاج إلى ضعف المدة التي مضت على تعريض الفرد لغسيل المخ بفعل الوسائل التي كان يستخدمها النظام في جميع المجالات بمعنى التطبيع القصري . والأنسان الذي يُعرّض إلى التلقين يصبح مثله مثل الحيوان الذي يُحشر في الحديقة , فهو يصبح بعد تكيّفه للحياة بها غير قادر على الحياة خارجها خاصة إن وُلد بها رغم أنه يحمل في جيناته كود حياة سلالته في البراري والغابات . لذلك يحتاج الحيوان الذي تكيّف على الحياة في الحديقة إلى إعادة تأهيل لظروف حياته الجديدة .
والأنسان لا يختلف عن الحيوان في موروثه الجيني لكنه يختلف عنه في سعة الذاكرة . لذلك سعت جميع الأنظمة السياسية والدينية للسيطرة على ذاكرته وبناء سدٍ بين فطرته وبين ما تريده السلطة الأيديولوجية من تطويعه بالترغيب والترهيب سواءً كانت هذه السلطة سياسية أو دينية . وبحشوذاكرته بمفردات وتعريفات يتم تكرارها على الدوام في المدرسة والبيت ووسائل الأعلام , يصبح الحشو في ذاكرة هذا الفرد بالمجتمع هو الذي يبصر ببصره ويسمع بسمعه ويحس بإحساسه . بهذه الطريقة في السيطرة على الكائن البشري تمكنت المؤسسات الدينية والسياسية من أن تُخضع الناس للعيش في نظام مجتمعي بشري . وبغض النظر إن كانت التعاليم خيالية أو حقيقية , واقعية أو غير واقعية فالهدف منها يبقى واحد وهو السيطرة على الكائن الآدمي وإخضاعه لنظام الجماعة التي في النهاية يقودها إمّا فرد بعينه ويصبح مستبد , أو تقودها قلة هي الأخرى تمارس الأستبداد تحت مسمى الديموقراطية .
فالأنسان من أشرس الوحوش في أساسه البيولوجي وأخطرها على مجتمعه وبيئته وجميع الكائنات بسبب قدرته العقلية التي إمّا أن تكون مدمّرة أو بنّاءة , وتختلف هذه الصفة بتفاوتها من شخص لآخر . وأي نظام سياسي ينشأ في أي مجتمع ويستمر لأمد طويل بإمكانه أن يأسر الكثيرين بحكم التكرار ليصبح عادة في كل أوجه ثقافته , وهذه العادة تتحول إلى طبيعة ثانية يصعب تغييرها لأنها تتملك الكائن الآدمى وتسخره للدفاع عنها تمامًا كما يفعل المُكيّف دينيًا الذي تصل عبوديته إلى حد الأستعداد للموت ورفض الحياة من أجل ما شُحن في ذاكرته من تغييب عن ذاته لأنسنته ومقتضى خضوعه للنظام المجتمعي .
وفي حالة رسامنا الأستاذ مجيد الصيد ولوحته التي تمثل رأس النظام السابق على شكل حجري , هو في الواقع يريد حسب ما أقرأه في اللوحة أن يسجل توقيت لنهاية النظام حسب رؤيته في مخيلته . ولكن الواقع أن الأمور تستمر بإستمرار وجود نقائضها . وشخصيّة ونظام العقيد معمر القذافي وكل ما هو موجودة وعالقة في ذاكرة شعبه وتمثل مرحلة زاخرة بالأحداث والأنجازات المادية والمعنوية بغض النظر عما يراه الآخرون من إيجاب أو سلب طوال فترة الحكم التي إستمرّت على مدى الأثنين وأربعونة سنة . فكل ما هو إيجابي عالق بكل معزّيه والمدافعين عن منهجه والحاملين لصورته الناصعة في ذاكرتهم ويرون من خلالها مثالية نظامه الجماهيري , فهو حيٌ في ذاكرتهم وليس كما يعتقد رسّام اللوحة , وسيبقى قائم في الذاكرة على مدى الدهر خاصة بما حققته التقنية من وسائل التوثيق الحي المدون والمرئي , إن الأثنين وأربعون سنة من تاريخ ليبيا إحتجزها العقيد معمر القذافي ولن تستطيع أي قوة أن تنزعها منه خاصة وأنه .
وعلى الجانب الآخر , فإن مبغضيه هم أيضًا من فرط كرههم له وحقدهم عليه يعملون بشكل تلقائي على وجوده حيًا ويسيرون به بين مناكبهم على الأرض , وينامون ويحلمون به سواءً حلم مسالم أو كابوس مقلق ومنغّص لنومهم من فرط إحساسهم بالبغض أو الأفراط في ظلمه وتأييد التنكيل به . لذلك قلت وأقول بأن لعنة العقيد معمر أبو منيار القذافي حالّة وواقعة حاضرًا ومستقبلاً في حياة ونسل كل من لمس بدنه وتشفى بالغل والحنق عليه على مدى الدهر إلى أن يسالموا صورته فيهم ويؤمنون بأنه عظيم النضال الليبي .
النقيب بحار رمضان الجبو ـ فرنسا ـ 31 يوليه 2013 .