برهان غليون: دمشق نصبت «الفخ» والمعارضة وقعت فيه

وصف رئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون أمس أن مؤتمر «جنيف٢» ب «فخ منصوب لنا»، واصفاً المؤتمر بـ «دبلوماسية شرعنة الحرب والتخاذل من وراء بيع أوهام الحل السياسي للسوريين وللمعارضة».

وكتب غليون على صفحته على الفيسبوك: «جنيف حتى الآن مبادرة أو فكرة لم تتحول بعد إلى فعل، ومن المحتمل أن تبقى في إطار الدبلوماسية، يستخدمها كل طرف، روسيا وأميركا من جهة، والمعارضة والنظام من جهة أخرى، لشرعنة السياسة التي لا يزال محورها المواجهة والحرب عند البعض والهرب من المسؤولية الدولية والأخلاقية عند البعض الآخر، في الوقت الذي أعلن فيه النظام قبوله بجنيف٢ كان يعد لأوسع وأعنف هجوم عسكري شنه خلال سنتين ونصف السنة على مواقع (الثوار) بهدف تصفية الثورة كلها.. وفي الوقت الذي كانت فيه موسكو تطالب المعارضة بقبول جنيف وتلح عليها فيه، كانت تضاعف مساعداتها العسكرية للنظام ولا تتردد في تأكيد دعمها السياسي والعسكري له وأملها بل فرحها بانتصاره وحماسها لمعاركه ضد المعارضة».

وأضاف غليون: «جميع هذه الأطراف لا ترى في جنيف٢ إلا وسيلة لشرعنة سياستها الفعلية، تحت مظلة الحل السياسي الذي ليس له بعد أي أساس واقعي واضح.. النظام للتغطية على التصعيد العسكري، وموسكو لتحقيق غلبة النظام، وواشنطن وأوروبا عموماً، لتبرير الهرب من المسؤولية وغياب أي سياسة فعلية قوية في الشأن السوري»، معتبراً أن مؤتمر جنيف «جزء من الخطط الدبلوماسية للأطراف لا أكثر ولا أقل.. ودبلوماسية شرعنة الحرب والتخاذل من وراء بيع أوهام الحل السياسي للسوريين وللمعارضة».

وأشار عضو الائتلاف إلى أن «جنيف ٢ فخ منصوب لنا. وهذا ما قلته منذ البداية.. لكن فخ بالمعنى الحرفي للكلمة. فإذا رفضناه قدمنا هدية مجانية للنظام وحلفائه لشرعنة سياسة استمرار القتال، ووضعنا أنفسنا موضع المتهم والمسؤول عن استمرار المذابح والحرب التي يشنها النظام علينا بكل الأسلحة (..) وغطينا على هرب واشنطن من التزاماتها تجاه شعبنا. بل إن مثل هذا الرفض سوف يخسرنا قطاعات واسعة من الرأي العام السوري التي دفعت إلى اليأس وتريد الخروج من المحنة بأي ثمن. وهذا خطأ دبلوماسي كبير».

وتابع: «بالمقابل إذا قبلنا جنيف كمبادرة سياسية لا كمناورة دبلوماسية كما يفعل الآخرون، أدنا أنفسنا بأن نكون طرفاً مساوياً، في درجة المسؤولية عن الدمار والخراب والقتل، للنظام، ودخلنا بالفعل في منطق التسوية التي تريح موسكو وواشنطن وتضمن تفاهمهما، لكن على حساب مصالح شعبنا الأساسية، مع العلم أن التوصل لمثل هذه التسوية يمكن أن يأخذ سنوات، وندخل في مسار قريب من مسار أوسلو للتسوية الإسرائيلية الفلسطينية».

واعتبر رئيس المجلس الوطني السابق أن «الموقف الصحيح هو أن نحدد لمؤتمر جنيف٢ مكانته الصحيحة، كوسيلة صراع على شرعنة السياسة، وعلينا أن نستخدم جنيف لتحقيق هذا الهدف فقط».