حكاية أخيرة من مطار منغ
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
حكاية أخيرة من مطار منغ
مطار منغ العسكري، الذي يبعدُ عن الحدود التركيّة (المفتوحة على كلّ عبث) قرابة 10 كيلومترات فحسب، سجّل نصراً عسكريّاً غير مسبوق على امتداد سنتين، كما يفهمه الجنود، وكما يراه مؤيدو «منطق الدولة» في ريف حلب الشمالي بأسره، حيث استطاع أن يصمد أمام هجمات الآلاف من المسلحين.
للمطار قيمة معنويّة تمثّلها هذه النقطة المتقدّمة لوجود الدولة، لا سيما أنّ دوره العملّي تمّ تحييده منذ فترة طويلة، حين لم تعد الطوافات قادرة على الاستفادة من هذه البقعة المحاطة بالمضادات الجويّة المحمولة.
بعض من كان يتواصل مع الجنود داخل مطار منّغ قالوا إنهم كانوا يتضاحكون في المنطقة التي يدفنون فيها شهداءهم، ويتنافسون مرحاً لاختيار مساحة قبر بجانب صديق أو أخ فارقهم منذ أيّام. وكثيراً ما كانوا يحوزونها بالفعل..
طوال شهور تعرّض المطار لهجمات غاية في الضراوة و«البدائيّة»، حيث تهجم أعداد كبيرة من المقاتلين دفعة واحدة (يتجاوز عددها الألفي مقاتل في بعض الحالات).
يُفتتح الهجوم بـ«مدرعة انتحارية»، أو قصف عشوائي.. تزحف بعده المجموعات بفوضوية، ونداءاتها المتداخلة كما تظهرها بعض التسجيلات على الإنترنت. تخوم المطار حرم منيع، والدفاعات المستميتة لمقاتليه تحصد من المهاجمين أعدادا مخيفة.
المعركة الأخيرة
عندما اشتدّ الحصار وأصبح سقوط المطار أمراً واقعاً، لم يكن من مصلحة في إعطاء المسلحين انتصارا جديا بقتل أفراد الحماية، لذا كان قرار الانسحاب. وهو ما شرحه بالتفصيل أحد الضباط المنسحبين، كالتالي:
توزع الجنود على ثلاث مجموعات رئيسية (على رأس كل مجموعة دبابتان)، واتفقت الدولة مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي واللجان الشعبية في نبل والزهراء على تأمين انسحاب جنودها، على أن يؤدي الطيران الجزء الأكبر من المهمة، ويقوم مقاتلون على الأرض بالمساعدة ميدانيا في تأمين مسرب أو اثنين (وصولاً إلى أقرب المناطق الموالية).
تحرّكت المجموعة الأولى مع أذان المغرب تماماً، حيث بدأ الطيران يمهد مسار تحركها وجانبيه، ومع اشتباكات عنيفة وتغطية من قبل الأكراد، تمكنت هذه المجموعة من الوصول إلى «بصلحايا» بصعوبة.
أمّا المجموعة الثانية (وكانت تتضمن 51 عسكرياً) فقد فتحت لنفسها بالقوة طريقاً إلى منطقة «دير جمال»، وبجهد نوعي من المقاتلين الاكراد على الجانب الآخر، لتصل كاملة إلى هناك.
في حين كان الأمر بتحرك المجموعة الثالثة (التي كانت مكلفة بحماية ظهر المجموعتين السابقتين) عند منتصف الليل تماماً، وكانوا قد أطلقوا عليها اسم «مجموعة الاستشهاديين».
كانت الاشتباكات في أوج عنفها، وعبثاً حاولت هذه المجموعة سلوك طريق المجموعة الأولى، من دون جدوى، فقام العناصر بتدمير ما تبقى في المطار من أسلحة وذخائر، وغيروا كل الاحتمالات حين انسحبوا عبر الطريق العام، باتجاه منطقة كفر جنّة الكردية، في حين كان الطيران الحربي يقصف جوانب الطريق بشكل مكثف، إلى أن جاوزوا دائرة الخطر ووصلوا إلى المنطقة المحددة (التوفيق الإلهي حالفهم مراراً، وخصوصاً بعد أن أضاعوا الطريق مرات عدة).
كما توجهت بعض المجموعات الصغيرة تحت جنح الفوضى العارمة إلى مدينتي نبّل والزهراء المحاصرتين، وقامت مجموعات من الدفاع الوطني بمساعدتها للوصول بسلام.
أحد الذين استقبلوا هؤلاء الجنود كان متفاجئاً للغاية، وقال انه لم يكن يتوقع أن يراهم على هذه الشاكلة: «شعورهم ولحاهم الطويلة ، ولباسهم الممزق، توحي بأيام قاسية جدا».
سقط مطار منّغ، وقد يعود قريبا.. غير أن معركة الإرادات الخارجية لن تنتهي قريباً كما تُفصح الأحداث الأخيرة، وتصاعدها المطرد لا ينبئ بالحكمة أو الحوار.. الحسم سيد الاحتمالات.
علاء عبد المجيد
السفير
للمطار قيمة معنويّة تمثّلها هذه النقطة المتقدّمة لوجود الدولة، لا سيما أنّ دوره العملّي تمّ تحييده منذ فترة طويلة، حين لم تعد الطوافات قادرة على الاستفادة من هذه البقعة المحاطة بالمضادات الجويّة المحمولة.
بعض من كان يتواصل مع الجنود داخل مطار منّغ قالوا إنهم كانوا يتضاحكون في المنطقة التي يدفنون فيها شهداءهم، ويتنافسون مرحاً لاختيار مساحة قبر بجانب صديق أو أخ فارقهم منذ أيّام. وكثيراً ما كانوا يحوزونها بالفعل..
طوال شهور تعرّض المطار لهجمات غاية في الضراوة و«البدائيّة»، حيث تهجم أعداد كبيرة من المقاتلين دفعة واحدة (يتجاوز عددها الألفي مقاتل في بعض الحالات).
يُفتتح الهجوم بـ«مدرعة انتحارية»، أو قصف عشوائي.. تزحف بعده المجموعات بفوضوية، ونداءاتها المتداخلة كما تظهرها بعض التسجيلات على الإنترنت. تخوم المطار حرم منيع، والدفاعات المستميتة لمقاتليه تحصد من المهاجمين أعدادا مخيفة.
المعركة الأخيرة
عندما اشتدّ الحصار وأصبح سقوط المطار أمراً واقعاً، لم يكن من مصلحة في إعطاء المسلحين انتصارا جديا بقتل أفراد الحماية، لذا كان قرار الانسحاب. وهو ما شرحه بالتفصيل أحد الضباط المنسحبين، كالتالي:
توزع الجنود على ثلاث مجموعات رئيسية (على رأس كل مجموعة دبابتان)، واتفقت الدولة مع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي واللجان الشعبية في نبل والزهراء على تأمين انسحاب جنودها، على أن يؤدي الطيران الجزء الأكبر من المهمة، ويقوم مقاتلون على الأرض بالمساعدة ميدانيا في تأمين مسرب أو اثنين (وصولاً إلى أقرب المناطق الموالية).
تحرّكت المجموعة الأولى مع أذان المغرب تماماً، حيث بدأ الطيران يمهد مسار تحركها وجانبيه، ومع اشتباكات عنيفة وتغطية من قبل الأكراد، تمكنت هذه المجموعة من الوصول إلى «بصلحايا» بصعوبة.
أمّا المجموعة الثانية (وكانت تتضمن 51 عسكرياً) فقد فتحت لنفسها بالقوة طريقاً إلى منطقة «دير جمال»، وبجهد نوعي من المقاتلين الاكراد على الجانب الآخر، لتصل كاملة إلى هناك.
في حين كان الأمر بتحرك المجموعة الثالثة (التي كانت مكلفة بحماية ظهر المجموعتين السابقتين) عند منتصف الليل تماماً، وكانوا قد أطلقوا عليها اسم «مجموعة الاستشهاديين».
كانت الاشتباكات في أوج عنفها، وعبثاً حاولت هذه المجموعة سلوك طريق المجموعة الأولى، من دون جدوى، فقام العناصر بتدمير ما تبقى في المطار من أسلحة وذخائر، وغيروا كل الاحتمالات حين انسحبوا عبر الطريق العام، باتجاه منطقة كفر جنّة الكردية، في حين كان الطيران الحربي يقصف جوانب الطريق بشكل مكثف، إلى أن جاوزوا دائرة الخطر ووصلوا إلى المنطقة المحددة (التوفيق الإلهي حالفهم مراراً، وخصوصاً بعد أن أضاعوا الطريق مرات عدة).
كما توجهت بعض المجموعات الصغيرة تحت جنح الفوضى العارمة إلى مدينتي نبّل والزهراء المحاصرتين، وقامت مجموعات من الدفاع الوطني بمساعدتها للوصول بسلام.
أحد الذين استقبلوا هؤلاء الجنود كان متفاجئاً للغاية، وقال انه لم يكن يتوقع أن يراهم على هذه الشاكلة: «شعورهم ولحاهم الطويلة ، ولباسهم الممزق، توحي بأيام قاسية جدا».
سقط مطار منّغ، وقد يعود قريبا.. غير أن معركة الإرادات الخارجية لن تنتهي قريباً كما تُفصح الأحداث الأخيرة، وتصاعدها المطرد لا ينبئ بالحكمة أو الحوار.. الحسم سيد الاحتمالات.
علاء عبد المجيد
السفير
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32338
نقاط : 66403
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: حكاية أخيرة من مطار منغ
تحية الى الرجال الاوفياء للوطن والذين سطروا القصص البطولية بصمودهم امام هجمات قطعان الاجرام المتتالية
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» بعد مطار الطبقة.. أنظار "داعش" تتجه إلى مطار دير الزور
» فتح مطار معيتيقة أمام المدنيين واستئناف الرحلات في مطار مصراتة
» سوريون فى مطار القاهرة: الأوضاع طبيعية حول مطار دمشق
» «الغوطة 2» : معركة سعودية أخيرة؟
» عظم الله أجركم في مطار سبها ليلحق بشقيقه الأكبر مطار طرابلس الدولي
» فتح مطار معيتيقة أمام المدنيين واستئناف الرحلات في مطار مصراتة
» سوريون فى مطار القاهرة: الأوضاع طبيعية حول مطار دمشق
» «الغوطة 2» : معركة سعودية أخيرة؟
» عظم الله أجركم في مطار سبها ليلحق بشقيقه الأكبر مطار طرابلس الدولي
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مايو 04, 2024 2:41 am من طرف عبد الله ضراب
» غائط القرن
السبت مايو 04, 2024 2:40 am من طرف عبد الله ضراب
» 5 علامات تشير إلى أن قطتك مستعدة للتزاوج
السبت أبريل 27, 2024 9:47 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» وزير الأمن القومي للكيان المحتل ينقل للمستشفى بعد إصابته في حادث مروري في مدينة الرملة
الجمعة أبريل 26, 2024 10:50 pm من طرف larbi
» كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اليوم الـ200 للحرب على غزة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:02 am من طرف larbi
» هل سمعت يوما بحيوان إسمه الميركات
الأربعاء أبريل 17, 2024 8:32 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» ليبيا.. اشتباكات في طرابلس بين فصائل مسلحة
الجمعة أبريل 12, 2024 1:50 am من طرف ينبوع المعرفة
» شاهد و تمتع مع اسود غزة
الأربعاء أبريل 10, 2024 12:28 am من طرف larbi
» في يوم القدس العالمي.. كلمة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة
الجمعة أبريل 05, 2024 1:04 am من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف مقرا لقيادة الاحتلال بمحيط مجمع الشفاء في غزة
الثلاثاء مارس 26, 2024 12:14 am من طرف larbi