مابعد مؤامرة الربيع العربي

أنتهى مشروع الربيع العربي برمته . ومات في مهده . لكنه خلف وضع خطير في المنطقة العربية . أربك كل الحسابات حتى لمصمميه والمروجين له . الذين راحوا يسارعون في لملمة الأمور التي أنفرطت وخرجت عن السيطرة في عديد المناطق . في مصر أستطاع الجيش المصري أن يمسك زمام الأمور . ويوقف المخطط مبكرا مما جعلها الدولة الأقل تعرضا للمخاطر التي أنتجها مشروع الربيع . وأجهضت المؤامرة باسقاط أدواتها المتمثلة في الأخوان . الذين أبتلعوا طعم الحكم الذي كان عالقا في أذهانهم لعقود من الزمن . فقدموا من أجله للغرب كل شئ . متناسين الشارع الثائر والمملوء بأحلام سوقها الأعلام تجاوزت كل الحدود . فوقعوا في الفخ نظرا لقصر نظرهم وقلة خبرتهم وغبائهم في السياسة والادارة والقيادة . مما أفقدهم الشارع الذي طالما وقف في صفهم أعتقادا أنهم كانوا مظلومين في كل المراحل الماضية . أما اليمن التي ظلت تائهة بعد رحيل صالح تحت ضغوط غربية وخليجية . مما أدخلها في دوامة الأرهاب الذي نشط بعد فوضى الربيع وضعف الجيش وأنقسام قياداته . وأستفاقة الشارع المتأخرة الذي أيقن أن كل تلك الفوضى والمليونيات التي ملئت الشوارع . لم تنتج الا رحيل صالح وأستبداله بنائبه عبدربه . والتي لم تكن تستحق مئات الضحايا التي سقطت تحت تأثير الجزيرة وشقيقاتها . وتونس أيضا التي منها أنطلقت شرارة هذا الربيع دخلت نفق مظلم . وراح الرأي العام يلعن المنتحر البوعزيزي الذي سوقه الاعلام كبطل قومي . ففقدت تونس الأمن والأستقرار وتراجع الأقتصاد حتى حدود أعلان الأفلاس . وضربت السياحة التي كانت أهم المصادر وأنتشر التطرف والأرهاب . وبدأت اليوم تونس في مخاض عسير ينذر بحتمية سقوط النهضة التي هي الأخرى عجزت عن تحقيق شي يذكر للشارع الثائر ولكن بفاتورة باهضة الثمن . وفي سوريا التي أجهدتها الحرب . ودمرت بنيتها . أستطاعت الصمود بفضل التوازنات التي أوجدها المعسكر الشرقي . مما أجبر الغرب الى التنازل كهزيمة غير معلنة . بالجلوس للتفاوض على حل سياسي بعيدا عن عبارات التهديد والحرب والرحيل . وهذا يتضح جليا في أعلان وقف المساعدات للمعارضة المسلحة لوجود عناصر خطيرة في صفوف المعارضة السورية . وبأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية كما جاء في تصريح وزير الدفاع الأمريكي تشك هيغل
أما في ليبيا الدولة الأكثر تضررا بالتدخل العسكري الغربي المباشر والذي لم ينتج الا وضع مأساوي وفوضى عارمة بعدم قدرة كل الأدوات التي جلبها الغرب ضنا منه أنها ستنتج دولة مستقرة تدور في فلك الغرب أسوة بمحميات الخليج . الا ان سقوط كل تلك الأدوات سواء أخوان أو متطرفين أو علمانيين . وعدم قبول الشارع بكل مشاريع الأنفصال . دفع الغرب للبحث عن بديل أخر بعد معرفته المتأخرة بتركيبة المجتمع القبلية بمحاولة أستمالة القبائل بتقديم خارطة طريق جاء بها ماكين خلال زيارة قصيرة ختمها بزيارة تل أبيب . والتي تتضمن تهدئة الشارع للتقليل من الأحتقان خوفا من الأنفجار وذلك باطلاق بعض الأسرى والحديث عن المصالحة الوطنية و عودة اللاجئين وتعويضهم والحديث عن أعادة الأعمار . وتقديم وجه غير معروف للشارع الليبي وهو قطيط كبديل عن زيدان الذى أصبح ورقة محروقة . وكذلك تخفيف حدة الخطاب الأعلامي في قنوات فبراير. وتلميع صورة الغرب من خلال هذه المبادرات
لذلك نحذر أحرارنا وقبائلنا من الأنجرار وراء سيناريو غربي جديد . في محاولة أخيرة لأنتاج فبراير بثوب جديد خادع . تحت شعار أنقاذ ليبيا ومحاربة التطرف والأخوان الذين أفتعلوا كردة فعل مضادة مشاكل البنزين والكهرباء لأرباك المخطط الغربي . الذي ينفذه أعضاء أجتماع الأردن الأخير بدعم من السعودية والأمارات . فالذي كان جزء من الأزمة لايمكن أن يكون جزء من الحل . وأعضاء أجتماع الأردن الأخير الذين جلبوا الناتو لايمكن أن يكونوا وطنيين أو تهمهم مصالح الوطن والمواطن فأيديهم ملطخة بدماء عشرات الألاف من الضحايا . وهم مجرد بيادق يحركها الغرب والسعودية والأمارات للتخلص من الأخوان الذين بدأت شوكتهم تقوى بدعم تركي قطري . فبلادنا حتما ستنتصر لكن بسواعد أبنائها الأحرار والشرفاء وليس بصفقات وأجتماعات الخونة والعملاء الذين لن يكونوا الا في مزبلة التاريخ ... الفــــــــــــــارس