أجساد ميتة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
أجساد ميتة
أحمد الحباسى
احتاج عمرو موسى إلى سنوات ليصل إلى موت عملية السلام ، و احتاج ذلك الإعلان عن موت عملية السلام مشاورات و تنقلات و اجتماعات متكررة على أعلى مستوى حتى يخرج على لسان و من فم الأمين العام السابق للجامعة العربية ، المسألة كانت على غاية من التعقيد و تحتاج إلى عقل متصل بالكيان الصهيوني و له خيوط في الإدارة الأمريكية التي تطبخ كل قرارات الجامعة العربية على نار أكثر من هادئة ، و لعل ذلك التصريح الذي تفوه به السيد الأمين العام قد جاء لتقرير حالة موت عملية السلام أو ما سمى بهذا الاسم ، و من باب أن إكرام الميت دفنه ، و رغم أن كل من أدلى بدلوه في خصوص مسار السلام و عبثيته بالنظر إلى افتقار المفاوض العربي إلى أوراق كافية ترجح كفته في تلك المفاوضات قد وصل مبكرا و قبل سنوات من إعلان السيد موسى إلى مثل هذه النتيجة فقد كان لزاما أن يلجأ الأمين العام إلى كامل مخزون خبرته المتأتية من الأكل في كل المطابخ الصهيونية و الغربية ليصل إلى هذا الاستنتاج المبين .
لعل الجامعة العربية قد ولدت ميتة ، و لعل من طرح فكرة إنشاءها قد كان مخطئا ، بل لنقل أن العرب لم يجتمعوا على كلمة واحدة منذ بداية التاريخ ، و لم يكن من الجيد التفكير في كيان يجمعهم و هم الرواد في الفرقة و البحث عن التفرقة ، و من يدقق في ميثاق الجامعة العربية و ما احتواه من نصوص و بنود يدرك أن تلك المفاهيم ستبقى حبرا على ورق ، فهناك مسافة شاسعة بين الحقيقة و الخيال العلمي ، بين الغاية و الوسيلة ، بين الفكرة و من يطبق الفكرة ، و بالمقاييس العربية فقد كان بينا أن من كتب تلك النصوص التي تشبه القصائد العذرية لم يكن يختزن أية فكرة عن العقول العربية و عن حقيقة هذه الأنظمة الشمولية الفاسدة بالفطرة ، و بمقارنة بسيطة بين جدوى مشروع الاتحاد الأوروبي و ما حققه من انجازات عملية ملموسة للدول الأعضاء و بين ما ” حققته ” الجامعة العربية من بؤس و انهيار لا نجد مجالا إلا للاستغفار من شرور هذه البلية .
المصالحة ، و هذا الابتكار ” العربي” الجديد المسمى “المصارحة ثم المصالحة ” ، هي أحد الأدوات العبثية الماكرة التي يلتجأ إليها كل من ارتكب كل المحاذير و الخطايا في هذه الأمة الآيلة للسقوط ، فحماس العميلة للصهاينة لم تلتجئ إلى هذا المنحى إلا عندما ضاقت عليها أو ضيقوا عليها أو ضيقت على نفسها كل السبل ، و بمجرد أن لاح الانتصار السوري في الأفق و صعد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى سدة الحكم في مصر و أدار الوجدان العربي وجهه عنها و تولى الإعلام المصري بالذات مهمة كشف كل أوراق الخيانة الحمساوية للشعب المصري و للأمة العربية ، كان منتظرا من المتابعين أن تعيد حماس استحضار الأرواح الشريرة التي بداخلها تحت مسمى البحث عن المصالحة و القبول “بالحل السلمي” مع السلطة الأخرى القائمة على الضفة الأخرى من الأرض الفلسطينية المنكوبة ، لكن الجميع على علم أنها “مصالحة” ميتة و جسم ميت و أن الإخوان لا يقتربون إلا من الجيف النتنة .
القضية الأم ، بالنسبة لكثير من الأنظمة و الأقلام العربية لم تكن فلسطين يوما قضية أما ، فهذه الأنظمة و الأقلام اللقيطة لم يلدها رحم و هي نتاج عمليات كلوناج صهيونية غربية ، و بالتالي فان فاقد الشيء لا يعطيه ، و من لم ينشأ في رحم الأمة العربية لا يمكنه أن يشعر بالأمومة و لا بدفيء الأم ، فلا غرابة إذن أن يضع هؤلاء العاقون قضيتهم ” الأم” دائما في المزاد العلني لكل راغب ، و لا غرابة أن تتراجع أسهم هذه القضية بعد أن تخلى عنها أهلها و كل من طعنوها في الظهر ، و اليوم يتفرج العرب على مصير قضيتهم ” الأم” ، و يعمل العدو الصهيوني أن يبقى العرب مجرد متفرجين على موت القضية ، و من العيب أن نجد في بعض الأحرار من الغرب من هو مؤمن بالقضية الأم أكثر من أبناء العقوق العرب ، فهل مات القلب العربي أم أن الذين يرفعون كل تلك الشعارات البائسة هم الذين ماتوا .
أصبحت أجساد العرب المطعونة غدرا من الإرهابيين على قارعة الطريق في كل مدينة أو قرية عربية ، و مع ذلك لا يزال الإعلام الخليجي يهلل و يكبر و يريد المزيد ، فكم يحتاج كهنة و حكام الخليج من الآلاف المغدورين الأبرياء حتى يشبع نهم الدم عندهم ، و هل ستروى الأرض العربية بالدم حتى يقف شلال الدم ، نسأل فيصل القاسم ، هل أنت مسلم ؟ نسأل يوسف القرضاوى ، هل أنت مسلم ؟ نسأل محمد كريشان ، هل أنت مسلم ؟ نسأل ليلى الشايب و خديجة بن قنة ، هل أنتن مسلمات ؟ و نسأل ملوك الخليج هل أنتم مسلمون ؟ و نسأل كهنة المؤسسة الدينية الخليجية هل أنتم مسلمون ؟ و نسأل محمد السادس ، محمد المرزوقى ، عبد الحكيم بلحاج ، أيمن الظواهري ، راشد الغنوشى ، هل انتم مسلمون ؟ … اللهم أسألك أن لا أموت على دين هؤلاء ، اللهم إني قد بلغت ، لا تمتني على دين هؤلاء القتلة .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» كي لاينام العالم بثقله على أجساد الفقراء..
» بعض من أدوات التعذيب التي تمزق أجساد المساجين
» مركز بنغازى الطبى: استقبلنا 40 رأسا بشرية بدون أجساد
» بعض من أدوات التعذيب التي تمزق أجساد المساجين
» مركز بنغازى الطبى: استقبلنا 40 رأسا بشرية بدون أجساد
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف قوة إسرائيلية متحصنة بإحدى العمارات..و قنص ضابط برتبة نقيب
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:29 pm من طرف larbi
» اليمن,,يحيى سريع استهدفنا ام الرشراش بعدة مسيرات
السبت نوفمبر 16, 2024 10:41 pm من طرف larbi