معركة آبار النفط بدأت

محمود الزيات

يُجمع المراقبون على ان المعركة التي بدأت تطل برأسها على منطقة الشرق الاوسط، ستكون بالتأكيد معركة النفط وحقول الغاز البحرية، لكن المفارقة تبقى انه في الوقت الذي يرى رأس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ان كل عرقلة في تطبيق قرار الحكومة في ما يتعلق بالتنقيب عن الغاز يعرض للخطر قدرة الدولة على تحقيق أرباح من موارد الغاز، تغرق الساحة اللبنانية بتجاذب سياسي حاد، بين فريق متحمس لاطلاق اعمال التنقيب وآخر يرفض.. يتريث.. يفكر.. ثم يعارض.
آخر التقارير التي تحدثت عما يدور في الاوساط الصهيونية في ما خص ملف التنقيب عن الغاز، تحدث عنه موقع «غلوبس» الاقتصادي أن سلاح البحر في جيش العدو قدم خطة للتزود بأربع سفن حربية جديدة لحماية حقول الغاز، انسجاما مع ما قاله نتنياهو من ان إسرائيل لن تكرر الأخطاء التي فعلتها دول تلكأت بالاستفادة من هذه الموارد، وفي النهاية بقيت من دون غاز، وهذا الكلام جاء بعد ان ادّعت رئيسة حزب العمل الاسرائيلي عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش وجماعات بيئية لدى محكمة «العدل» العليا في الكيان الصهيوني، ضد قرار التنقيب عن الغاز، حيث لاقت الدعوى رفضا من المحكمة.
واشار الموقع الى ان اسرائيل باشرت باعداد خطط لحماية آبار النفط في البحر المتوسط والدفاع عنها وعن المياه الاقتصادية لاسرائيل، من خلال سفن حربية جديدة، وان كلفة السفن تبلغ حوالى 400 مليون دولار وكلفة المنظومات التي ستوضع عليها 200 مليون دولار، وفي الإجمال يتعلق الأمر بمبلغ 600 مليون دولار. لافتا الى انه بسبب الكلفة العالية لسفن الصواريخ من نوع «ساعر 5» التي يمتلك سلاح البحر الإسرائيلي أربعة منها، (دُمرت واحدة من الاسطول خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006) تقرر في الجيش الإسرائيلي التزود بسفن مخصصة للاستخدام المدني، هذه الخطوة يفترض أن تخفض سعر السفن بشكل كبير، لأنه وبحسب التقديرات، كلفة سفينة صواريخ واحدة من نوع «ساعر »5 قد يصل إلى حوالى 400 مليون دولار.
وينقل الموقع عن ضابط صهيوني كبير في سلاح البحرية قوله، ان بسعر سفينة صواريخ واحدة يمكن أن نتزود بأربع سفن كبيرة، بعد العمل على ملاءمتهم بشكل يسمح لسلاح البحر الرد على التحديات الأمنية في البحر المتوسط، وبحسب المخطط سيتم تحويل السفن إلى آلة حرب بفضل التنوع الواسع للمنظومات الهجومية، الدفاعية، الاتصالات والإنذار، ويفترض أن تعرض الخطة على الحكومة للمصادقة عليها خلال الأسابيع القريبة.
ووفقا للتقديرات، فإنه ومنذ لحظة تنفيذ صفقة التزود بالسفن الجديدة سيكون بالإمكان وضعها بالخدمة الفعلية في سلاح البحرية خلال أربع سنوات ونصف السنة ، حيث ستسلم السفينة الأولى للسلاح خلال ثلاث سنوات، وان السفن المستقبلية ستمكّن إسرائيل من تحسين حماية حقول الغاز في البحر المتوسط بشكل مهم، من خلال توفير الرد المناسب على تهديد صواريخ بر ـ بحر من نوع «ياخونت»، الموجودة بحوزة سوريا و«حزب الله».
وكانت روسيا خيّبت امل اسرائيل في عدم اتمام صفقة صواريخ «ياخونت» الروسية مع سوريا التي تزودت بهذا النوع من الصواريخ المضادة للسفن، وسط مخاوف من ان هذا النوع من الصواريخ سيقع بايدي «حزب الله»، الذي نجح مقاتلوه من تدمير سفينة حربية اسرائيلية من نوع «ساعر 5» في حرب العام 2006 .