الجبهة الجنوبية نحو مزيد من التصعيد

طارق العبد

تصعيد مستمر من القنيطرة إلى درعا، وسط تقدم للمسلحين، وتوقعات بتواصل المواجهات على أكثر من محور.
هكذا تبدو الصورة على الجبهة الجنوبية في سوريا، مع إعلان مجموعات مسلحة إطلاق «معركة اليرموك خالد الطريق إلى فسطاط المسلمين» للسيطرة على تل الجموع العسكري في ريف درعا الغربي.
وقالت مصادر ميدانية معارضة «تم حشد عدد كبير من المجموعات المقاتلة، سواء من الريف الشرقي أو الغربي، بالإضافة إلى كتائب تابعة للمجلس العسكري وأخرى على علاقة مع الأردن، فيما كان لافتاً غياب جبهة النصرة عن المعركة».
وأضافت أن «الاشتباكات تهدف إلى تأمين قطاعات واسعة في محيط بلدة نوى، حيث لا تزال للقوات السورية في الجهة الشرقية عدة مواقع، مثل كتيبة الكونكورس وفرع الأمن العسكري وكتيبة الرحبة. وفي ريف درعا الغربي هناك وجود للجيش في تل عشترة في محيط بلدة عدوان، بالإضافة إلى نقاط عسكرية أخرى تقوم بالتصدي لهجوم المسلحين. كما أن هناك مواقع للقوات السورية في الجهة الجنوبية، وأكبرها قرب ازرع».
وأشار مصدر ميداني إلى أن «الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إلى الطريق الدولي مع دمشق، وكذلك الأمر في الجنوب عند معبر نصيب الحدودي الذي يصر الجانب الأردني على بقائه مفتوحا وعدم سيطرة النصرة عليه، بل وصل الأمر إلى الضغط على فصائل الجيش الحر لمنع تقدم الجبهة».
وقال المصدر ان «الاستخبارات الأردنية لا تتدخل في هذه المعركة، وكذلك ما حصل في التل الشرقي وتل الجابية مؤخراً، خاصة أن جبهة النصرة لم تشارك في المعركة الأخيرة بنوى، بسبب تزايد خسائرها البشرية والعسكرية، رغم دورها في بداية المواجهة التي انضم لها أكثر من 8 فصائل من الجيش الحر والمجلس العسكري، مثل فرقة اليرموك ولواء شهداء اليرموك ولواء أحرار نوى وبني أمية وفوج المدفعية الأول ولواء تسيل، بالإضافة إلى حركة المثنى الإسلامية ولواء العمري وأنصار السنة التابعين لجبهة ثوار سوريا التي أصبحت أحد أبرز الفاعلين في الخريطة العسكرية جنوبا».
ويتوقع المصدر «استخدام أسلحة جديدة ونوعية في المعارك في نوى، حيث ترددت أنباء عن وصول صواريخ متطورة (لم يسمها) إلى المجموعات التابعة لجبهة ثوار سوريا»، معبرا عن اعتقاده أن «عدداً من صواريخ تاو الأميركية (المضادة للدبابات) قد تم تسليمها إلى المجلس العسكري والجيش الحر في المنطقة».
والى الغرب باتجاه القنيطرة، يقول ناشطون إن «الريف الجنوبي، ومعه الجزء الغربي من سهل حوران، أصبح تحت سيطرة المسلحين، التابعين للجبهة الإسلامية، وخاصة أحرار الشام، بالإضافة لألوية تابعة للجيش الحر».
وكان لافتاً ما قاله المتحدث باسم «الجبهة الجنوبية» إبراهيم الجباوي، لوكالة «فرانس برس» في عمان، من أن «الجبهة لا تضم جماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، مثل جبهة النصرة أو منافسها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)». وأضاف أن «دور جبهة النصرة في درعا محدود وليس كباقي المحافظات، وهي تعمل على إسقاط النظام وحدها وبطريقتها الخاصة». وتابع «حتى اللحظة لا يتعارض عملها مع الجيش الحر، فهي تحارب النظام فقط ولم تفرض شيئا على المواطنين». وقال «في المنطقة الجنوبية، في القنيطرة ودرعا وريف دمشق، ليس هناك أي خطر من أي جماعات إسلامية، لأنها غير متنامية».

دير الزور

واستكمل تنظيم «داعش» سياسة القضم التدريجي التي يتبعها منذ أسابيع للسيطرة على قرى وبلدات الريف الشمالي في محافظة دير الزور، حيث شنّ فجر أمس هجوماً واسعاً على محورين، الأول الصور - البصيرة، ويشمل القرى الواقعة على نهر الخابور، والثاني جديد عكيدات - البصيرة، ويشمل القرى الواقعة على نهر الفرات وصولاً إلى مشارف مدينة دير الزور ومدينة الشحيل.
وقال مصدر إعلامي مقرب من «داعش» إن هدف الهجوم كان «تطهير قرى الريف الشمالي بولاية الخير (أي دير الزور) من تحالف الصحوات - الجولاني» في إشارة إلى زعيم «النصرة» أبو محمد. وأضاف «سارت العملية من دون اشتباكات واسعة، خصوصاً في قرية الحريجية شرق الخابور وبلدة جديد العكيدات على الفرات» حيث نجح التنظيم في طرد من تبقى من مجموعات «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«الجيش الحر» من المناطق المستهدفة، حتى وصل إلى مشارف كل من حقل كونيكو للغاز وحقل الجفرة للنفط، مؤكداً أن تنظيم «الدولة» لم يدخل إلى هذين الحقلين، ولم يباشر عملية تطهيرهما، نافياً بذلك الخبر الذي تحدث عن انسحاب «داعش» من الحقلين بعد سيطرته عليهما.
وكانت أشد الاشتباكات قد وقعت في قرية الفدين، حيث اشتبك عناصر «داعش» مع لواء «درع الأنصار»، التابع لـ«جيش الإسلام»، وسقط نتيجة الاشتباكات أكثر من 15 قتيلاً، غالبيتهم من «درع الأنصار». في المقابل سقط لـ«داعش» عدة قتلى، عرف من بينهم علي الرفدان (قريب «والي داعش» في دير الزور عامر الرفدان) وناظم العبود مسؤول «داعش» للتسليح في هذه المعركة. أما في جديد عكيدات فقد قتل المسؤول الشرعي لـ«جبهة النصرة» الملقب بأبي أسامة الشرعي.
واللافت في أحداث أمس أن حركة «طالبان» الإسلامية حسمت أمرها، وقررت القتال ضد «داعش»، وجرى أول اشتباك بين الطرفين في محيط البصيرة حيث سقط عدد من القتلى، عرف منهم العنصران في «طالبان» جابر أحمد التمر ورياض مناع خلف البخيت.
وبذلك يكون «داعش» قد أحكم سيطرته على مثلث الصور - البصيرة - دير الزور، ليقترب أكثر من مدينة الشحيل التي تعتبر المعقل الرئيسي لقيادات «جبهة النصرة»، وهذا ما أثار مخاوف الأخيرة التي قامت على الفور بحملة مداهمات ضد كل من تشتبه بوجود صلات له مع «داعش»، ووقعت بسبب ذلك اشتباكات عنيفة بين عناصر من «جبهة النصرة» وأهالي قرية الزر القريبة من الشحيل بعد رفض الأهالي الإذعان لحملة المداهمات المفاجئة، حيث عمدت «النصرة» بعد هذه الاشتباكات إلى نشر عدد كبير من الحواجز في محيط الشحيل.
من جهة أخرى، هددت «غرفة أهل الشام»، في بيان، باستهداف قرى نبل والزهراء والفوعة في ريف حلب «ردا على محاولة النظام اجتياح المدينة القديمة في حمص». وأشار «المرصد» إلى «ارتفاع عدد قتلى تفجيري السيارتين إلى مئة، غالبيتهم من المدنيين، في حمص، واللذين تبنتهما جبهة النصرة».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «قتل 18 شخصا، بينهم عشرة أطفال، في غارة للطيران السوري استهدفت مدرسة عين جالوت في حي الأنصاري شرق مدينة حلب».