تنسيق قطري تركي لدعم بلحاج في مواجهة الجيش الوطني ميدل ايست

ـ تسعى تركيا وقطر لملاحقة تطورات الأحداث المتسارعة في ليبيا. وقرر البلدان تنسيق جهودهما المشتركة لدعم حلفائهم الاسلاميين في ليبيا حتى لا يخسرا موقعيهما في هذا البلد، كما حصل لهما في مصر بإسقاط نظام الحكم الإخواني في هذا البلد.
ويؤدي بلحاج زيارة ارادها سرية إلى أنقرة، لو لا أن بعض المقربين منه اضطروا اضطرارا لكشفها، بعد الأخبار التي تم تداولها في اليومين الماضيين عن ان السلطات الأمنية التونسية منعت بلحاج من زيارة البلاد لدواع أمنية لم تكشف عنها.
وقالت المصادر إن بلحاج موجود في انقرة لحضور مؤتمر "ينعقد حاليا بتركيا". ونشر أتباعه صورا له وهو يلقي مداخلة في هذا المؤتمر الذي لم يكشفوا عن اسمه.
ويرى البلدان أن نفوذ الحركات الإسلامية في ليبيا بدأ يتضاءل تدريجيا مثلما حصل في جميع دول الربيع العربي، في ظل المعارضة الشرسة التي بات يلقاها من الشارع الليبي والتي تبلورت في سياق إقليمي تكشفت فيه الأجندات الخفية للحركات الإسلامية والأخطار الماثلة فيها على آخرها.
وقالت مصادر مطلعة إن انقرة والدوحة باتتا منزعجتين من النجاح اللافت للواء خليفة خفتر في لفت انتباه الليبيين والمجتمع الدولي إلى الخطر الإرهابي المستفحل في بلاده بأوجهه وتحالفاته المتعددة، وقراره بمعية من يشاطرونه الموقف نفسه من العسكريين والأمنيين والسياسيين الليبيين، التصدي بقوة السلاح لهذا الخطر.
وتواجه قطر وتركيا عزلة ديبلوماسية قاسية في محيطيهما العربي الاسلامي بسبب الدعم الأعمى الذي تقدمه للحركات الاسلامية في المنطقة وخاصة بسبب الموقف من التطورات الحاصلة في مصر.
ورفض البلدان الاعتراف للمصريين بثورتهم التي الثانية التي انجزوها في الـ30 من يونيو/حزيران 2013.
ودأبت الدولتان على وصف التغيير السياسي الذي حصل في مصر وذهب بحكم الإخوان المسلمين بأنه انقلاب. كما وفرتا ملاذات آمنة للقيادات الإخوانية التي استطاعت الهروب من مصر، ووفرتا لهم لمجال واسعا في محاولاتهم اليائسة لإعادة إطلاق هجوم مضاد ضد الوضع المصري الحالي وضد مؤسستي الجيش والأمن عبر قصف إعلامي مكثف لمصر بالإمعان في الحديث عن "الانقلاب" و"جرائمه في حق الشعب" وغيرها من المصطلحات التي لعبوا فيها على مشاعر الناس البسطاء الذين صدقوا خطابهم وقادوهم للحكم في غفلة من الزمن.
ويقول مراقبون إنه وخوفا من تكرار التجربة المصرية في ليبيا الأمر الذي سوف يهدد مصالحهما الاقتصادية أولا وأوهام بسط هيمنة الامبراطورية الاسلامية ودولة الخلافة مجددا على المنطقة ثانيا، فقد قررت تركيا وقطر العمل على الحد من قدرات حفتر عبر البحث في سبل دعم بلحاج عسكريا وماليا وإعادته الى مهته القتالية ظنا منهما انه مايزال قادرا على حشد عدد كبير من المقاتلين الاسلاميين مثلما فعل خلال الاحتجاجات التي انتهت بسقوط القذافي وكانت مليشيا عضو الجماعة الاسلامية السباق أول من اطلق الصواريخ على مقر إقامته (القذافي) في العزيزية بطرابلس.
ويقود الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر عملية عسكرية شاملة لتطهير الأراضي الليبية من الإرهابيين والميليشيات المُسلحة المرتبطة بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم ”القاعدة”، أطلق عليها اسم عملية "كرامة ليبيا".
وانضمت قطاعات عسكرية مهمة من الجيش الليبي وغالبية القبائل الليبية إلى هذه العملية، وأيدتها وسط حراك سياسي لافت.
وقال محللون إن التأييد الواسع للجيش الوطني وسعيه لتطهير ليبيا من الظلاميين "كان متوقعا باعتبار أن الشعب الليبي بمختلف مكوناته يرفض الإرهاب، وقد ضاق ذرعا من الممارسات والأعمال الإجرامية للجماعات المُسلحة المرتبطة بالإخوان وتنظيم القاعدة".
وبالنسبة لأنقرة والدوحة فإن نزول من بقي غافلا من الليبيين من سفينة الإسلاميين الموشكة على الغرق، ليلتحق باللواء خليفة حفتر في مواجهته المفتوحة على الإرهاب سوف يسقط قاعدة خلفية جديدة للبلدين مع ما سيمثله ذلك من دلالة واضحة على أن مشروع هيمنة الاسلام السياسي على المنطقة قد ولى وإلى غير رجعة وولت معه مصالح استراتيجية كثيرة للبلدين المجدّفين ضد تيار جارف.