سوريا تلوي ذراع الأوروبي من خلال المقاتلين الأجانب

الحديث عن مستنقع سوري تغرق فيه العواصم الأوروبية بات من ألف باء توصيف المشهد السياسي، إذ كل عاصمة غربية باتت مسكونة بهواجس عودة مواطنيها "الجهاديين" الذي يقاتلون اليوم في البلاد.
رئيسة "حركة المجتمع التعددي" في سوريا رندا قسيس لم تأتِ بجديد عندما قال بأن هناك عواصم أوروبية وفي مقدمتها باريس تشعر بأنها تورطت في الأزمة السورية، وأن الحكومة الفرنسية طلبت من نظيرتها السورية معلومات حول المقاتلين الأوروبيين والأمريكيين الذين يقاتلون على أراضيها.
ذات الأمر ينسحب على عدة عواصم غربية في مقدمتها واشنطن أيضاً لا سيما بعد انفضاح أمر أبو هريرة الأمريكي منفذ العملية الانتحارية بإدلب ، أما البريطانيون فهم أيضاً تسكنهم مخاوف جمّة من المد المتطرف الذي بات الكثير من حاملي الجنسية البريطانية يعتنقونه، وقد أظهر آخر التقارير الغربية أن المقاتلين البريطانيين في سوريا هم الأكثر عنفاً ودموية.
قسيس أضافت بأن واشنطن وحليفاتها يبحثون عن مخرج من الورطة السورية ويمكن أن يعيدوا العلاقات مع دمشق في حال تنحي الرئيس بشار الأسد والإبقاء على النظام!
هذا الكلام بات ممجوجاً وللاستهلاك السياسي بمعنى رفع السقف في المطالب لتحصيل ما يمكن تحصيله من الحكومة السورية، فالموقف الغربي ليس قوياً كفاية ليفرض مايريد، وسورية وحلفاؤها في حركة تصاعد قوة، كما أن الزمن يتسارع وهو ليس في الصالح الأمريكي والأوروبي ، بالتالي كل ما سبق من كلام هو ليس بجديد بل هو أسطوانة مشروخة هدفها كما قلنا رفع السقف في المطالب أو حفظ ماء الوجه، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية والتوقعات الكبيرة بفوز مستحق للرئيس الأسد، ما يجعل أي حديث عن تنحيه ضرباً من اللامنطق والجنون.
في النهاية ستجد العواصم الغربية نفسها مرغمةً على التعامل مع دمشق لأنها بحاجتها، كما تعاملت معها بعد احتلال العراق في 2003 وكما تعاملت معها ولو بشكل محدود بعد اغتيال الحريري، فالحاجة إلى الأمن والمعلومات الاستخباراتية عن هؤلاء المقاتلين المتطرفين باتت ورقة لعب رابحة باليد السورية ستستغلها يداً في وجه الخصم الغربي، بمعنى آخر ملف المقاتلين الأجانب كالسحر المنقلب على الساحر، تحول من سلاح غربي ضد الدولة السورية إلى نقطة قوة لسوريا بحيث أصبح أداةً لليّ الذراع الغربي ولو بعد حين.
كما أشارت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية إلى تحذيرات الانتربول لبريطانيا بتزايد مخاطر تعرضها لعمليات “إرهابية” بعد انتهاء الحرب الأهلية في وسوريا، وعودة المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة المسلحة إلى بلدانهم، لافتة إلى ان “تقرير الانتربول يبين أن بريطانيا تعرضت لعشرات المخططات “الإرهابية” العام الماضي، ولا تزال هدفا رئيسيا في أوروبا، فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد فرنسا في عدد الهجمات “الإرهابية”.
ونقلت الصحيفة عن مدير الانتربول، روب واينرايت، قوله إن “الظاهرة” السورية تعطي “بعدا جديدا” للتهديدات الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي، لأنها تجلب إلى أوروبا مجموعات جديدة بقدرات ونية على تنفيذ أعمال “إرهابية”.
ونبه تقرير الانتربول، حسب “الاندبندنت”، إلى أن سوريا ستبقى “الوجهة المفضلة” لمن يريدون الانخراط في صفوف “الجهاديين”، ما دامت الحرب الأهلية مستمرة، محذرا من أن “بعض المنظمات غير الحكومية تستخدم غطاء لنشر الدعاية “للإرهاب” ولتجنيد الشباب للالتحاق بصفوف المعارضة المسلحة، في وسوريا، عن طريق تركيا التي أصبحت، حسب التقرير، معبرا “للإرهابيين”.

صحيفة لو باريسيان الفرنسية: الإرهابي الذي قتل ثلاثة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل الأسبوع الماضي و تم القبض عليه في فرنسا كان يقاتل في سوريا
في العام 2013