بيان الحركة الوطنية الشعبية الليبية بشأن تطور الاحداث في ليبيا

بيان الحركة الوطنية الشعبية الليبية بشأن تطور الاحداث في ليبيا

تستمطر الحركة الوطنية الشعبية الليبية شآبيب الرحمة على الشهداء الذين ارتفعوا ، والضحايا الذين سقطو نتيجة هذه الاعمال الاجرامية التي مارستها العصابات الارهابية الجهوية التكفيرية الظلامية المؤدلجة ، وتعبر عن اسفها وادانتها لما تعرض له المواطنين الابرياء من اهانة واعتداء على حرماتهم وممتلكاتهم ، وما سببته لهم العمليات العسكرية من اضرار مادية وتهجير ونزوح تضاف الي ملايين المهجرين والنازحين المتواصلة طيلة اربع سنوات .ان ما تعرضت له بلادنا من غزو ، دفع البلاد الى حرب اهليه زرع البغضاء بين أبناء الشعب ومزق النسيج الاجتماعي ، أفسح المجال للتطرف والإرهاب وإلحاق المظالم بالمخالفين في الراي قتلا واعتقالا وعزلا وتهجيرا.

الحركة الوطنية الشعبية الليبية تؤكد ان التطورات العسكرية والسياسية في ليبيا ،تعني عمليا نزع أي شرعية على السلطة التي تحكمت في ليبيا بدعم من الدول الغربية وبحماية قوات الناتو ، خلال السنوات الماضية ، وان وجود برلمانين ،وحكومتين ، ومؤسستين عسكريتين تتنازعان الشرعية ضمن منظومة سلطة فبراير الوهمية ، كل منهما تعتبر الآخر غير شرعي ،يبين بما لا يدعو مجالا للشك حالة الفشل الذي تعانيه ليبيا نتيجة لمؤامرة فبراير . ويؤكد ما بيناه طيلة السنوات الماضية بان ليبيا تدار عمليا من قبل مليشيات متصارعة وان الواجهة الصورية التي يروج لها الغرب لا وجود لها على ارض الواقع ، وان حرق مطار طرابلس العالمي والمكتبات العلمية واقتحام مقر الحكومة وبيوت رئيس الوزراء والوزراء واحراقها ، وخطف رئيس المؤتمر ورئيس الحكومة والوزراء والنواب وابتزازهم ، دليل على ان الحاكم الفعلي لليبيا هي المليشيات الارهابية . و ان الاعمال التخريبية التي قامت بها المليشيات الارهابية ضد الممتلكات العامة ، والتنكيل بالأبرياء لأسباب قبلية وانتهاك البيوت والحرمات جرائم ينبغي ان يتحمل قادة المليشيات مسؤوليتها شخصيا .

ومن نافلة القول التذكير بان الشعب الليبي في كل ليبيا وخاصة في طرابلس وبنغازي يواجه كارثة انسانية حقيقية ، في غياب الامن ، وسيطرة العصابات الارهابية ، وانقطاع الكهرباء والنقص الحاد في الوقود والغداء والدواء وانهيار كامل منظومة الخدمات الصحية والاجتماعية ، الامر الذي يرتب مسؤولية اخلاقية وقانونية على المجتمع الدولي، الذي كان السبب الرئيس في الوصول الي هذا الوضع المأساوي، بعد تدمير الدولة وكامل بنيتها المادية والادارية وتمكين عصابات ارهابية من السلطة ومنحهم غطاء من الشرعية الدولية .

ثانيا : تحيي الحركة مؤتمر القبائل والمدن الليبية الذي تصدي لهجوم المليشيات الجهوية والمؤدلجة ، من خلال قوة ردع من كل القبائل والمدن الليبية ، هذه القوة تملك الظهير البشري والعقيدة السياسية والخبرة العملية في محاربة الارهاب ، وهي التي اجهضت حلم الغزاة في إحتلال طرابلس وتركيع بنغازي . وتدرك الحركة ان مؤتمر القبائل والمدن الليبية هو المظلة التي تضم كل الليبيين ، فاي حل لا يتولاه مؤتمر القبائل والمدن الليبية سيكون ناقصا وغير عادلا وغير منصفا ،وغير شاملا لكل الليبيين.

ثالثا : تدين الحركة عملية التخريب الممنهج والمتعمد لمقدرات الشعب الليبي ،كالمطارات وخزانات النفط والمكتبات العلمية وتدين عمليات القمع والاعتداءات والتهجير التي مارستها العصابات الارهابية المؤدلجة في حق من لا ينتمون اليهم فكريا او جهويا من سكان طرابلس وضواحيها .وتحملهم المسؤلية الجنائية وتدعو لملاحقتهم قضائيا محليا ودوليا .

رابعا : رغم ان مجلس النواب المؤقت تم انتخابه في ظل قوانين واجراءات وظروف اقصاء وتهميش وتهجير وارهاب ، فانه حالة واقعة تعبر عن ارادة بعض الليبيين ، وبالتالي عليه مسؤوليه مضاعفه بان يتخذ من القرارات ما يحق الحق ويرفع المظالم ويقرب الليبيين من فرصة اجراء الحوار والمصالحه المجتمعية. كما إن عدم اعتراف بعض اطراف فبراير بنتائج تلك الانتخابات، وسعيهم للإستيلاء على السلطة بالارهاب او بالخديعة ، يزيد من معاناة المواطنين ، ويعرض الوطن للتفيت ، والحركة اضطلاعا بمسؤليتها الوطنية ، وانطلاقا من احساسها بخطورة ممارسات العصابات الارهابية الجهوية المؤدلجة ، تستهجن هذا السلوك وتدعو لمقاومته وملاحقة القائمين عليه والمحرضين عليه بما فيهم المفتي وزعماء المليشيات ، والموظفين العمومين .وتحذر من تداعياتة وعواقبة الوخيمة على الوطن .

خامسا : ترى الحركة بيان مجلس النواب باعتبار دروع الاخوان وشورى القاعدة منظمات ارهابية ، خطوة جادة من أجل القضاء على الإرهاب الذي استشرى في البلاد ويسعى لفرض وضعا سياسيا يتفق مع منطلقاته ويحقق أهدافه ،وتؤيد الحركة جهود القوات المسلحة والاجهزة الامنية في حربها على الارهاب ، وتدعو كل الليبيين لدعمها ، وتنصح الدول التي تأمل في اعتراف جماعة الاخوان الارهابية بالعملية الديموقراطية ونبذ العنف ،ان ذلك وهم لكون الاخوان والقاعدة تنهل من نفس الفكر التكفيري الظلامي الاقصائي الاستحواذي ،رغم انها تستخدم حيانا التقية والباطنية لتظهر بخلاف ما تضمر ، وها هي دروع الاخوان تمت اسستابتها واصطفت في القتال مع القاعدة في شرق ليبيا وغربها ، وقمعت المواطنين في جنوبها .ومن ناحية اخري فجماعة الاخوان الارهابية منبوذة شعبيا لا يمكنها الوصول للسلطة بالانتخابات .

سادسا : تحيي الحركة العناصر الوطنية بمجلس النواب المؤقت التي غلبت صوت العقل وانحازت للوطن ، وتعول عليها في ان تتولى توجيه البرلمان لصالح حرية الوطن والمواطن ، وإلغاء المظالم ،وتخفيض الاحتقان ، وتدعوهم للاعتراف بالواقع ،وان والبلد بدأت تدخل في نفق مظلم ، واصبحت خطرا على مواطنيها وجوارها واقليمها ، في هذه المرحلة وجب اعلاء شأن الوطن وتكاتف الجهود لانقاذه ، بعيد عن التخندق حول العقائد او المناطق او اجترار للتاريخ . ان الحل السياسي في ليبيا يكمن في تمكين القبائل الليبية من قيادة المرحلة الانتقالية ، واستعادة الامن والغاء الاجراءات التي اتخذتها سلطة فبراير غير الشرعية ، والشروع في حوار وطني حول مستقبل ليبيا يشارك فيه الجميع دون اقصاء وبرعاية افريقية ودولية يمكن من الوصول الي مصالحة مجتمعية في اطار مشروع للعدالة التصالحية وليس عدالة انتقالية هي في واقعها انتقائية وانتقامية ، وبذلك يمكن ان يفتح الباب لوضع خارطة مستقبل تسمح للشعب ان يقرر مصيره .

المجد للشهداء والحرية للوطن
الحركة الوطنية الشعبية الليبية
30 شوال
27 هانيبال 1383 ور (2014م )

الله يحفظ ليبيا