الصهيونية العالمية .. تنظيم جامع لمستكبري العالم

ناصر يحيى علي

إذا أردنا أن ندرك ماهية الأسباب التي ولدت في الماضي وأدت إلى النتائج التي نعيشها اليوم لا سيما ما يتعلق بالوضع العالمي السيئ وكذلك الوضع الداخلي القلق للأمة الإسلامية . فإن علينا أن ندرس التاريخ لأنه يكرر نفسه دائماً . لأن هدف الصراع المستمر بين الأمم هو نفسه منذ أزمنة سحيقة وحتى اليوم وهذا الصراع الدائم منذ القدم هو بين قوى الخير وقوى الشر
فعندما نتأمل في الوضع العالمي الآن نلحظ أن الصهيونية قذ تمكنت من السيطرة على الكثير من دول العالم بما تتمتع به من دهاء الأبالسة وخبث الشياطين وبما تهيمن عليه من طاقات مادية ودعائية هائلة تمكنت من خلالها على السيطرة على أغلب دول العالم فكراً وسلوكاً وعقيدةً فأضحى هذا العالم قطيعاً توجهه الصهيونية وتسيّره وفقاً لمخططاتها بعيدة المدى وأهدافها السرية والمعلنة سواء أدرك حقيقة تلك الأهداف أو لم يدرك . ففريق من أبناء هذا العالم مظلل ومخدوع وفيق آمن بهذه الحقيقة إما لأنه يتمتع بسعة الأفق وحسن الإدراك ولديه إيمان وفهم حقيقي لدين الله وكتابه القرآن الكريم مع قسط وافر من الحرية والعزة …..الخ أو لأنه قد عانى وذاق مرارة الدمار والخراب والويل إذ كان هو بذاته ضحية الغدر الصهيوني . ومن هذا الفريق الأخير هم العرب والمسلمون الذين أصبحوا هم الهدف المباشر والدائم للصهيونية العالمية بصفتها التنظيم الجامع لكل قوى الشر والحقد في العالم والتي لا تتورع عن فعل أي شيئ في سبيل تنفيذ مخططاتها المدمرة
فالصهاينة الذين كانوا وراء الأحداث التي أدت إلى إشعال الحرب العالمية الأولى ثم الحرب العالمية الثانية هم الذين يقفون الآن وراء إنقسام العالم إلى معسكرات متصارعة تمهيداً لحرب عالمية ثالثة مدمرة لا تبقي ولا تذر لكي يتمكنوا هم من السيطرة الكاملة على ما تبقى من هذا العالم .. لذا فالبشرية ستظل مهددة طالما بقيت رؤوس الشر أبناء صهيون تخطط دون كلل لإستكمال السيطرة على بقية هذا العالم . وخطط الصهاينة المتآمرين على العرب والمسلمين تكاد تكون هي ذاتها على مر العصور ( التغرير بالجماهير – تغذية الأحقاد – إشعال نار الفتن – تدمير المجتمعات القائمة على أساس كتاب الله ودينه بنشر الفساد والإنحلال الأخلاقي ) وأعتقد أن الكثير يرى هذه الأشياء واضحة كوضح النهار سواء في بلدنا اليمن أو في غيره
لكن هل الأمة الإسلامية والعربية بحكوماتها وزعمائها وجيوشها وإمكاناتها تتصدى للمتآمرين عليها ؟ ويقفون المواقف الجادة لصد الهجمة الصهيونية ؟ أم أنهم مكتوفي الأيدي ؟
من الملاحظ أنه لايوجد سوى قلة قليلة من بعض الشعوب الذين يتصدون للصهاينة ولهم مواقف مشرفة والباقي مكتوفي الأيدي أما الحكومات فهي تلك التي اتخذت من الصهاينة قادةً وسارت نفس المسار الصهيوني الذي يريد أن يبقى أنصار الحق وأنصار الخير مكتوفي الأيدي دون القيام بعمل ما لكي تتسنى لهم الفرصة للسيطرة على ما تبقى من العالم ,ففي اليمن نرى الأبالسة الحقيقيون الذين يتحركون تحت الراية الصهيوأمريكية يتبنون الموقف الصهيوأمريكي نفس المنطق الصهيو أمريكي لإثارة النزاع والخلاف في أوساط الأمة الإسلامية والشعب اليمني تحت عناوين متعددة سياسية وطائفية وغيرها يذكر القرآن الكريم في آيات متعددة إرشادات متنوعة وهو يحذر من حالة الاختلاف والتفرق, ومنشأ الاختلاف والتفرق وعوامله وأسبابه فنجد أن هذا المشروع مشروع التفريق إثارة الخلافات إثارة النزاع إثارة العداوات الداخلية مشروعًا شيطانيًا وبالتالي دوافعه سيئة وشيطانية وإجرامية وسائله وأساليبه قذرة وشيطانية وغير نظيفة ولا سليمة, من يسعى لإثارة الخلاف والنزاع وإثارة العدوات داخل الوسط المسلم والشعب المسلم والأمة المسلمة وكل تركيزه على هذا الاتجاه يشتغل دائمًا في هذا الاتجاه يستغل كل ثغرة ويعمل بكل جهد ويسعى بشكلٍ مكثف من أجل هذا هو ينطلق بدوافع شيطانية دوافع غير سليمة ليست إيمانية ليست سليمة أبدًا ويعتمد على أساليب ووسائل غير سليمة ولا نظيفة ولا صالحة ولا مُصلحة ولا مُستقيمة يعتمد على الافتراءات يعتمد على الأكاذيب يعتمد على أسباب ووسائل تثير حالة الاندفاع أو تقنع بالتحرك لمثل هكذا عمل عوامل مادية مكاسب سياسية أشياء كثيرة, ولذلك يتحرك البعض حتى تحت عناوين دينية .. فيستخدمون الخطاب الديني نفسه ويستغلون الوسائل والأسباب الدينية ويشتغلون تحت مظلة الدين وهم مفترون على الدين متلبسون بالدين مسيؤون للدين ، ويخدمون مشروعًا يصب في صالح الأعداء ، الأعداء الحقيقيين