داعش تختفي في القبعة الامريكية !!

د.م. فهد اندراوس سعد

*** الكل يبحث عن داعش

لعلها ظاهرة غريبة تفوق بغرابتها العثور على رجل أخضر قادم من المريخ !
تحالف دولي يبحث عن داعش .حتى طائرات السعودية ويقود بعضها ابناء امرائها تبحث عن الدواعشة في سوريا ولا حاجة للحديث عن الاردن وقطر ودول غربية ولسخرية القدر يتزعم هذه الجوقة أمريكا بكامل عظمتها من حاملات طائرات واقمار تجسس وغرف عمليات تراقب العالم بالزمن الآني وتوجه احدث الطائرات المزودة بأدق الاسلحة الفتاكة و قواعد عسكرية منتشرة على كافة القارات مما يسمح لها بحرق ذقن كل داعشي بصاروخ كروز أو توماهوك كيفما تحرك لأنه مكشوف من الفضاء ! وكل هذه الجحافل الجرارة ستنقض على الدواعشة الذين من سوء تخطيطهم وعدم بعد نظرهم لم يطلقوا أقمارهم الصناعية للتجسس على كامل الكرة الارضية ولم ينهوا تصميم وتصنيع منظومات دفاعهم الجوي الاحدث في العالم طراز داعس 800 وداعس 900 اما طائراتهم الفوق صوتية فيرفضونها بانتظار فتوى السماح بالجهاد وهم على انثى معدنية ! والآن هم مكتفون بالبيك اب تحت الصوتي وعليه الراية السوداء !!

لعلها مهزلة من الوزن الثقيل ولكن على العالم ان يصدقها فقط لأن أمريكا تخرجها مع ممثلين رضوا على انفسهم لعب دور القرود الثلاثة التي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم !

*** سيناريو محتمل

لنستعرض احدى السيناريوهات المحتملة لتطور الاحداث في سوريا

إن خيار فرض حظر جوي فوق الاراضي التي يقصفها التحالف ضعيف الاحتمال لعدة اسباب اهمها ما سيسببه من تعقيد وتصعيد خطير قد يؤدي الى تفجير غير متحكم به مع احراج التحالف امام اللاعب الاخر والعالم وبالنهاية هي حركة شطرنج ضعيفة ومكلفة ولا تقدم للتحالف مكسبا متناسبا مع خطورتها .

ستشغل المعارضة المسلحة بكل طيفها السوري والعربي والاممي بما فيها العناصر الجديدة التي ستزج من دول التحالف وطبعا دون الاعلان عن هويتها على انها " الممثل الرسمي " لهذه الدول ستشغل مواقع داعش بشكل أو بآخر على كامل المساحة أو أهمها حيث الثروات النفطية . الى الآن الامر واضح ومتوقع الحصول باحتمال كبير أما القطبة الخفية في السيناريو الامريكي فتكمن في عملية بغاية الدهاء والخبث سنطلق عليها عملية " اعادة انتاج داعش " حيث سيتحول عناصر تنظيم داعش ليصبحوا أفرادا في جسم " المعارضة المعتدلة " و ليس هذا الانتقال الهوليودي بالأمر الصعب فمحرك الدمى واحد والجميع يأتمر بأمره ولن يحتاج الدواعشة حتى لحلق ذقونهم للتمويه واخفاء انفسهم في هذا التحول لأنهم شكلا ومضمونا على تجانس تام مع دواعشة النصرة وجيش الاسلام وجيش الامة ..والخ فكم من عمليات بيعة تمت وانتقالات من طرف لآخر حسب موازين القوى حدثت ؟ .

بهذا الشكل وبحسب السيناريو الامريكي سيعود مشهد الأزمة السورية الى نقطة البدء من جديد ! ولكن مع زخم أكثر قوة وتحسن واضح لموقف " المعارضة المعتدلة " لأنها ستحتوي كل الفصائل المتصالحة بمن فيهم " المعتدلين الجدد" من داعش مع مراعاة ان الوضع الجديد بكل طيفه سيكون الان تحت راية امريكا و السعودية وقطر وتركيا وعلنا دون حرج فهم جميعا ودون استثناء معارضة معتدلة بحسب منطقهم .

مع اختفاء داعش في قبعة الساحر الامريكي ستظهر أمريكا كالسوبرمان محققة انتصارا مدويا أمام العالم أجمع ومكاسب جيوسياسية ضد روسيا والصين وإيران . أما داعش فبالحقيقة لن يطول الامرلديها حتى تظهر في مكان آخر وحتما باسم آخر مثل " داقس- دولة الإسلام في القفقاس" أو باسم أكثر صحيا " دايت – دولة الإسلام في ايران وتركمانستان " ! تماما كما اختفت طالبان لتظهر القاعدة واختفت القاعدة لتظهر داعش !

النتيجة التي يتوقعها خصوم سوريا هي استمرار حالة العنف المدمر في سوريا مع خلق وضع تفاوضي أقوى لأمريكا وحلفائها في جنيف 3 القادم الذي يمهد له .

انه سيناريو متناغم مع العقل الانكلوسكسوني – اليهودي الذي لا تحركه آلا أطماع جشعة ونهم غير متناهي

الخاتمة

ان الرياح ستسير بما لا يشتهيه الامريكي وأتباعه فسوريا وحلفائها الاوفياء والأقوياء روسيا وايران والصين وحزب الله يرصدون تحركات اعدائهم بكل يقظة وحذر ويتحركون بثقة وحنكة لامثيل لها فالجيش السوري يدك معاقل المسلحين على جميع المحاور لاستنزاف القدرة الحيوية لديهم جسديا ومعنويا ولوجستيا بأفضليات تحددها قيادة عسكرية متمرسة , وقوافل امدادات الاسلحة المتطورة من روسيا وايران لا تنقطع لرفع القدرة العسكرية لسوريا وامكانيتها على الرد بحسم على أي سيناريو محتمل بما فيه التصعيد الى حالة الحرب الشاملة مع تواجد القطع البحرية الروسية بأسلحتها فائقة التطور في مياه المتوسط تحسبا وردعا لأي غدر أمريكي يتجاوز الخط الأحمر. يرافق هذا كله تحرك سياسي من الاطراف كافة يحاك بدقة تصنيع السجاد الايراني على كافة الجبهات من أوكرانيا حتى اليمن مرورا بالأمم المتحدة .