«جبهة النصرة» تبدأ عملية إقصاء «زهران علوش» عن عرش الغوطة الشرقية

بدأ مسلحو بعضاً من الجماعات المتطرفة في الغوطة الشرقية لدمشق، عملية عسكرية جديدة في المنطقة بقيادة “جبهة النصرة” تسعى لاستعادة السيطرة على مواقع خسرتها لصالح الجيش السوري في الفترة الماضية.

اللافت في هذه العملية هو إقصاء “جيش الإسلام” بزعامة “زهران علوش”، حيث لم تشر “جبهة النصرة” في بيان إعلان المعركة التي حملت أسم: “العطاء لأهل الوفاء” لأي مشاركة لجماعة “زهران علوش” او ايٍ من فصائل “الجبهة الاسلامية” التي تحظى بوجود قوي في تلك المنطقة، بل إقتصرت المشاركة على عدة فصائل هي: “جند دمشق، فيلق عمر، لواء أم القرى، ولواء مجاهدي الغوطة”.

ورأى مراقبون للميدان السوري، ان إستثناء “النصرة” لـ “جيش الإسلام” الذي يعتبر من أبرز حلفائها في المنطقة أتى كردة فعل على إخفاقات الأخير في المجال العسكري أمام الجيش السوري وسقوط المناطق التي كان يُسيطر عليها بسهولة في يده وإنفراط عقد تلك المناطق كأحجار الدومينو، واحدة تلو أخرى، ما ادى لحالة سخط عارمة في صفوف الفصائل المسلحة الاخرى التي ذهبت لإتهام “علوش” بالتواطؤ مع “النظام”.

ويعتبر مراقبون ايضاً انّ لعمليات الإغتيال التي حصلت في الغوطة قبل أيام تحديداً، لها وقعها الخاص على “الجبهة” وبعضاً من الفصائل التي إختارت الإبتعاد عن “علوش” خشية البطش بها، كما انها تعمل على البقاء على وفاق مع الفصائل الاخرى التي باتت حليفة لـ “النصرة”، والتي ترى بـ “علوش” عدواً لها.

فعلى ما يبدو ان السجادة الحمراء بدأت تُسحب من تحت أقدام “علوش” بناءً على التطورات الميدانية الظاهرة. ما يُعزز هذه الفرضية تواريه عن الأنظار بعد عمليات الإغتيال الأخيرة والشعور لديه بالغضب من قبل الفصائل التي لم تعد تخفي نواياها ساعية لملاحقته والإقتصاص منه، كما الغضب من الساحة في الغوطة التي خرجت عن السيطرة ولم يعد بإستطاعته التحكم بها كما السابق.