بيان مجلس شورى وحكماء ورشفانة

مجلس الشورى ورشفانة

بيان مجلس شورى وحكماء ورشفانة ؛ بشأن إنهيار الأوضاع الصحية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه، وتمسَّك بسنته إلى يوم الدين .
و بعد:
كشفت العمليات المسلحة التي ارتكبت ضد السكان المدنيين في ورشفانة عن تردي الأوضاع الإنسانية وانهيار في قطاع الصحة وحالة شلل تام في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين نتيجة للقصف والحصار والحرب التي تنفذها التشكيلات المسلحة على أهالي وسكان منطقة ورشفانة ، تسببت في سوء الأوضاع الأمنية بالمنطقة الناتجة من تصرفات المجموعات المسلحة التي حاصرت واجتاحت المنطقة ، وتعد الإحصائيات والمؤشرات الملموسة من الواقع الحاصل كارثية ، حيث تعرض قطاع الصحة إلى عملية تخريب ممنهج ومقصود هدفه حرمان سكان ورشفانة من الحصول على الدواء والعلاج .
ووفقا للبيانات التي تمّ الحصول عليها من إدارة الخدمات الصحية الجفارة ( العزيزية الكبرى ) فإن ( 14494 ) عنصر طبي وطبي مساعد و ( 12310 ) من العناصر الإدارية والتسييرية والخدمية يعملون في قطاع الصحة بمنطقة ورشفانة عجزوا عن تأدية عملهم في المستشفيات والمراكز الصحية والمصحات الحكومية والخاصة ، واقفلت أمام الجمهور ( 151) عيادة خاصة و ( 56 ) مختبر طبي و ( 368 ) صيدلية خاصة
في حين خلت ( 84 ) وحدة رعاية صحية أولية و ( 41 ) مركز صحي و ( 14 ) مصحة إيوائية خاصة من المرضى والأطباء والخدمات الصحية وتعرض الكثير منها للسرقة و نهب محتوياتها والعبث بالمستندات والأوراق الرسمية بها وضياع أغلب ملفات المرضى ، في حين فقد ( 26753 ) عاملين بالقطاع من عناصر طبية وطبية مساعدة وإدارية وتسييرية وخدمية أعمالهم في أداء رسالتهم الإنسانية تجاه وطنهم وأبنائه .
وبحسب المصادر المحلية والمعلومات الأولية فإن الدمار والقصف والخراب والحرق والسرقة لحق بـ ( 43 ) مركز صحي في بلدية العزيزية والزهراء والماية وسواني بن آدم ومنطقة الحشان وصياد ، و تعرضت أكثر من
( 65 ٪ ) من المركز الصحية منها إلى أضرار بالغة وكلية منها المركز الصحي العزيزية الماية وقرقوزة وأولاد عيسى وغوط ابوساق والحشان والطينة الذي تم حرق جزء كبير منهم ، فيما تم تكسير وسرقة المعدات والتجهيزات وإتلاف المحتويات بالكامل ( 43 ) مركز صحي في الزهراء والناصرية والعامرية والماية والمعمورة والسهلة والعزيزية والحشان وصياد وسواني بن آدم والجليدة والطويبية وأصبحت خارج الخدمة .
كما تسببت التشكيلات المسلحة بإصابة المركز الصحي أولاد تليس بسواني بن آدم وصياد بقدائف صاروخية ، هذا ولم تعد بعض المراكز الصحية صالحة للاستخدام ، وأغلقت اكثر من ( 95 % ) من المراكز الصحية ووحدات الرعاية الصحية أمام المرضى وحرموا من الدواء والعلاج ، كما يعاني قطاع الصحة من انقطاع في التيار الكهربائي لأكثر من ( 70 ) يوما وسرقة مولدات الكهرباء بالقطاع مما أدى إلى تلف الأدوية والأمصال وأصبحت غير صالحة للإستعمال وتعرض أكثر من 90% من الأدوية للسرقة ، و استعمل المعهد الصحي العزيزية كثكنة عسكرية للتشكيلات المسلحة تسبب في انقطاع طلبة المعهد الصحي عن الدراسة .
في حين تضرر مستشفى الزهراء بشكل مباشر حيث أنه كان يستقبل حالات الطوارئ والحالات المرضية علاوة على أنه مخصص لمرضى الكلى وقد تم العبث بهذا المرفق الحيوي وسرقة جزء كبير من الأجهزة والمعدات الطبية والعبث بالمتبقي منها وإضرام النار في أجزاء من المستشفى وسرقة جميع المرفقات مثل مولدات الكهرباء وثلاجة نقل الأدوية وسيارات الإسعاف والعبث بثلاجة حفظ الموتى وبهذه الأعمال التخريبية أصبح المستشفى خارج عن الخدمة.
هذا ولم تنج المخازن الرئيسية للأدوية والمعدات الطبية الموجودة بالماية والمخازن الفرعية بالعزيزية والزهراء من أعمال النهب من قبل التشكيلات المسلحة حيث سرقت جميع الأدوية والأمصال وأدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والفشل الكلوي وسرقة مولدات الكهرباء وثلاجات الأدوية المجرورة وإضرام النار في الثلاجات الثابتة حيث أن المخازن الرئيسية تتبع جهاز الأمداد الطبي والمخازن الفرعية بالعزيزية والزهراء تخص قطاع الصحة بمنطقة ورشفانة وهى تغذى جميع المراكز الصحية ووحدات الرعاية بالأدوية والمستلزمات الطبية وبهذه الأعمال أصبحت المخازن الرئيسية والفرعية بالمنطقة المنكوبة ورشفانة غير صالحة للاستخدام .
أما المبنى الإداري للخدمات الصحية العزيزية الكبرى بمنطقة السهلة فقد تم حرقه بالكامل وإتلاف جميع محتوياته من أجهزة كمبيوتر وملفات ومستندات تخص الكادر الإداري والطبي بقطاع الصحة العزيزية الكبرى
ويعاني سكان مناطق ورشفانة من ظروف إنسانية صعبة حيث يفتقدون الخدمات الصحية ، في حين يعاني أولياء الأمور صعوبة في علاج أطفالهم ونسائهم نتيجة البوابات التي تضايق السكان في التنقل خارج المنطقة من أجل العلاج ، كما يعاني كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة من صعوبة الحصول على الخدمات الصحية .
وفي الوقت الذي ندين فيه منع الأطباء العودة للعمل بالوحدات الصحية والمرضي من العلاج داخل هذه المصحات من جانب التشكيلات المسلحة التي إعتدت على الوحدات الصحية ، نطالب مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية وأن يعلنوا بصراحة ووضوح إدانتهم القاطعة لهذه الأعمال ، فإن مجلس شورى وحكماء ورشفانة يؤكد على الآتي :-
1- ندين أعمال السرقة والحرق والتدمير الذي طال المؤسسات الصحية ونعتبرها اعتداء على ممتلكات الشعب الليبي .
2- نطالب وزارة الصحة إعداد خطة طارئة من أجل تقديم الخدمات الصحية في منطقة ورشفانة ، وتحديد الاحتياجات الضرورية، وتهيئة كافة الظروف لعودة الأطباء إلى المراكز الصحية ، وكافة العاملين في المؤسسات الصحية .
3- نطالب الحكومة الليبية بإجراءات حاسمة لتفعيل الخدمات الصحية والقيام بواجبها تجاه السكان والنازحين بالداخل والخارج وتقديم المساعدة الطبية والعلاج لهم .
4- نطالب مجالس البلديات في الزهراء والماية والعزيزية وسواني بن آدم بحصر الأضرار المادية في المراكز الصحية و العمل على إعادة الأطقم الطبية والإهتمام بأحوال الجرحى والمصابين وتقديم المساعدة لهم ،
كما ندعو لجنة الأزمة بورشفانة القيام بمهامها بأثر فوري وفقا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 12 لسنة 2014
5- ندعو بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى تقديم المساعدات الطبية للمراكز الصحية والمستشفيات وتسهيل عودة الأطقم الطبية للعمل وإدانة الأعمال المسلحة التي ترتكب في حقهم .
6- ندعو منظمة الهلال الأحمر وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر إلى التفاعل بسرعة مع الأزمة الإنسانية والصحية الخطيرة والمتفاقمة في مناطق العزيزية والزهراء والماية والنجيلة والحشان والسهلة ، وسائر مناطق ورشفانة ، والإسراع في توجيه المساعدات الطبية الكافية إليها.
7- ندعو إلى إستنفار الطواقم الطبية والفنية في المراكز الصحية العاملة في بلديات الماية والزهراء والعزيزية وسواني بن آدم وتكوين فرق طبية تقوم بالإنتقال للمستوصفات القروية لتوفير الخدمات الطبية لجميع الأهالي في جميع المناطق بورشفانة
المكتب الإعلامي لمجلس شورى وحكماء ورشفانة
صدر بالعزيزية ( الكدوة )
يوم الأربعاء : الخامس ، من شهر، محرم ، 1436 هجري
الموافق : التاسع والعشرون، من شهر ، أكتوبر ، 2014 ميلادية

بلهى ما اوخدا بى القوه لا يسترد لا بى القوه