ليبيا من اسقاط نظام الى اسقاط وطن

.منقـــــــــــــــــــــــول :

ليبيا من اسقاط نظام الى اسقاط وطن

بعد إسقاط نظامها السابق و إعلان تحريرها المزعوم منه - فقدت ليبيا حريتها و استقلالها و سيادتها و أمنها و استقرارها و سلمها الأهلي و الاجتماعي.
- و فقدت أموالها المجنبة و المجمدة و كامل إيراداتها المحصلة بعد إسقاط النظام .
- و فقدت استثماراتها و السيطرة على ثرواتها و مقدراتها .
- و سرق أرشيفها الأمني و ألمعلوماتي و الوثائقي و أحرق أرشيفها المالي و الإداري
و دمر مورثوها الثقافي و الحضاري و الإنساني.
- و انهارت مشاريع البنية التحتية الضخمة التي كانت تحت الإنجاز في ربوعها و تحولت إلى أكوام من الرمل و الحجر و القمامة و خسرت بذلك مبلغ 125 مليار دولار تقريبا الذي تم إنفاقه فعليا على هذه المشروعات و أصبحت مطالبة بدفع تعويضات للشركات الأجنبية المنفذة لها بما يفوق قيمة المشروعات ذاتها التي تتجاوز الــــ 250 مليار دولار تقريبا و هي شركات تابعة للدول التي تدخلت فيها.
- وفقدت دورها في العالم الخارجي و علاقاتها الندية بدوله .
- و أصبحت مكبا للنفايات النووية للدول الكبرى التي قامت بتدميرها وساحة مفتوحة للصراعات الدولية و الإقليمية السرية منها و العلنية و مرتعا للجماعات الإرهابية و عصابات الجريمة المنظمة التي قلبت حياة الليبيين إلى رعب و خوف و قلق و حزن و ألم و يأس و إحباط .

هذه هي مفردات الحالة الكارثية التي وصلت إليها ليبيا بعد إعلان تحريرها المزعوم من النظام السابق, أما مطالب الليبيين المشروعة التي كانت عنوانا لأحداث فبراير فلم تتحقق وذهبت تضحياتهم من أجلها هباء منثورا و أصبح لزاما عليهم أن يحذروا المناداة بها مجددا لئلا يتهموا بخيانة الثورة من قبل الثوار العلمانيين و بمخالفة أحكام الشريعة الإسلامية من قبل الثوار الإسلاميين فيتعرضون للقتل أو الخطف أو التهجير, ليدرك الليبيون الذين لم يدركوا في الماضي إن ما حصل في فبراير من العام 2011 كان مشروعا تآمريا خارجيا تخطيطا و تنفيذا و أهدافا تستر بذريعة إسقاط النظام من أجل إصلاح الأوضاع فأسقط الدولة و أفسد أوضاعها , وبذريعة حماية المدنيين من كتائب النظام فدمر قدرات الدولة الدفاعية و الأمنية ليترك المدنيين بلا حماية بعد إسقاط النظام , و بذريعة حرمان النظام من استخدام أموال الدولة في قمع الثورة و الثوار فاستولى على أموالها و أرصدتها و سيطر على ثرواتها و مقدراتها , و بذريعة ضمان حقوق المكونات الاجتماعية للدولة فأشعل نار الفتنة بين مناطقها و مدنها و قبائلها و مزق نسيجها الاجتماعي .
هذا المشـروع التأمرى الذي اشتركت فيه قوى دوليـة و إقليمية لها مصالح سياسيـة
و اقتصادية و أمنية و إستراتيجية في ليبيا قد أعد بطريقة رهيبة تنطوي على قدر غير مسبوق من المكر و الدهاء لتحقيق الأهداف التالية:-

1 أن ينقسم الليبيون حوله بين طرف لا ينخدع به و يرفضه و طرف ينحاز إليه و يؤيده.
2 أن يتم إظهار الطرف الرافض له كأنه مؤيد للنظام السابق و معاديا لتطلعات الليبيين
في تحقيق الإصلاحات التي يطمحون إليها .
3 أن يؤدي هذا الانقسام إلى نزاع أهلي مسلح واسع النطاق بين الطرفين وهو ما تحقق
فعلا.
4 أن تكون نتيجة هذا النزاع ضرب الوحدة الوطنية و تمزيق النسيج الاجتماعي و هو
ما نعيشه اليوم فعلا.
5 أن تسلم السلطة بعد إسقاط النظام للذين كان يمنعهم النظام من القيام بما يقومون به اليوم من قتل و خطف و اعتقال و تعذيب و سطو و نهب و سرقة و ابتزاز و تخريب و انتهاك للأعراض و عزل و تهميش و تهجير و هؤلاء هم إتباع برنار هنري ليفي, و أتباع حمد و تميم و موزه و أتباع أردوغان و غل و أغلو و عملاء أمريكا و فرنسا وبريطانيا و ايطاليا و ذيول التنظيم الدولي لخونة المسلمين.

هؤلاء هم الذين تحرروا فعلا بعد إسقاط النظام و حولوا ليبيا إلى دولة لا لون لها إلا لون الدم و لا رائحة لها إلا رائحة الجثث المتعفنة و لا طعم لها إلا طعم الحزن و الألم
و المرارة

فعلا ....انها تعيش كارثة كبيرة