ما بعد إنتصارات " خليفة حفتر" ؟

العقيدة العسكرية التى زرعها نظام معمر القدافى فى منتسبي الجيش الليبى أين كانت الأخطاء المرتكبة بحكم الإنتماء القبلى و العلم المرفوع الذين يقاتلون تحته ، سرعان ما تعود لفطرتها الأولى و الفطرة تقول أن لا مساومة مع أعداء الأمة و عملاء الخارج و هذا يعنى أن أي إنتصار لحفتر هو إنتصار لعقيدة الجندي الليبى الذى صمد لثمانية أشهر أمام أكبر عدوان عسكرى تشهده إفريقيا .
بمعنى آخر لو تم تخيير الليبيين بين مساندة الجيش الليبى - بغض النظر عن أسماء قادته و العلم - و بين " ثوار النيتو " لأختاروا مساندة الجيش.
هذا لا يعنى أن لا نطرح الأسئلة الموضوعية حول هذا الحدث العسكرى .. فجأة و بعد أكثر من عام على الإقتتال داخل مدينة بنغازى تتقدم جماعة حفتر على محو الميناء و الليثى و الهوارى و الصابرى و تحرز نصرا ميدانيا فى كل من مدينة ينغازى و مدينة اجدابيا ؟
أين كانت هذه القوة ؟و أين كانت هذه الإرادة القوية ؟ و أين إختفت القوات الشبح التى كانت تقاتل فى المقلب الأخر .. ؟
الجواب قد نجده عند أصحاب القرار بالتدخل العسكرى لأنه لا شيء عفوى ليحدث فجأة .
فوجود قوى عسكرية خاصة فرنسية فى بنغازى و أخرى عسكرية خاصة بريطانية فى طبرق ومحاولة ثالثة فاشلة فى التواجد لقوى عسكرية خاصة أمريكية فى مطار الوطية بالغرب الليبى يتحتم إحداث خرق ما لفرض سياسة الأمر الواقع على كل من يرفض التدخل العسكرى .
ليس مستغربا أن نقرأ إدانة صريحة من قبل جماعة طرابلس لإنتصارات جماعة حفتر و هي التى تصف المقاتلين الذين يقاتلون ضد حفتر ب " الثوار " و هو وصف مزيف لحثالة البشر الذين تحالفوا مع عدوان النيتو و كان أول ضحاياهم " عبد الفتاح يونس " و كان يمكن لخليفة حفتر أن يكون التالى لولا تفطنه لهم بعد مقتل و تصفية العشرات من أفراد القوات المسلحة لليبية فى بنغازى و اجدابيا و ليس مستغربا ذلك الدعم العسكرى و المالى المُستمر و المُقدم لهم من قبل مصراتة و هي المتزعمة لجماعة طرابلس .
ليس مستغربا أن نرى التنظيمات المسلحة ذات الإتجاه الإسلامى تقفز من تنظيم إلى أخر ، فالمنبع الإرهابى واحد و كما حدث فى سوريا من الجيش الحر " الكر " إلى جبهة النصرة " نصرة إسرائيل " إلى تنظيم داعش " عبدة الشيطان " .. يحدُث اليوم فى ليبيا من الجماعة المقاتلة إلى مجلس شورى الثوار إلى دروع فجر ليبيا إنتهاءا بالدواعش يتواصل المشوار .
لكن المستغرب له فعلا : لماذا لم يجرأ خليفة حفتر لحد اليوم على قصف مطار و ميناء مصراتة أصل الداء إلى جانب مطار معيتقة بطرابلس رأس الأفعى ؟
هل هي معادلة المطار مقابل المطار على طريقة " السيد حسن نصر الله " أم هي خطوط حمراء رسمتها الإستخبارات الغربية لكلا الطرفين المتصارعين ؟
أما ما بعد إنتصارات " خليفة حفتر " فهناك حديث آخر يقوم على إختلال قليل فى الموازين بين جماعة طبرق و جماعة طرابلس و التى ستؤدى إلى فرض إسم " خليفة حفتر" فى منصب وزير الدفاع أو أي منصب سيادى آخر يرضى غرور هذا الرجل الطامح فى الحكم .
و لكن هل هذا النجاح العسكرى سيؤدى إلى تسليح قوات حفتر أو تسليح الجيش الليبى ؟
قطعا لا ..
لأننا سنكون أمام البروتوكول الخامس الذى وضعه حكماء صهيون و الذي يقول فى إحدى فقراته " تجريد الشعب من السلاح فى هذه الأيام أعظم أهمية من دفعه للحرب و قبلها موهبة حكم الجماهير و الأفراد بالنظريات المؤلفة بدهاء و بالعبارات الطنانة و كل أنواع الخديعة الأخرى التى لا يفهمها الأمميون ( غير اليهود ) مبنية على التحليل و الملاحظة " .
كان ذلك بعد نجاح البروتوكول الرابع و الذى جاءت مقدمته كالتالى : " أي جمهورية يجب أت تمر بمرحلتين : الأولى فترة ثورة العميان التى تكتسح و تخرب ذات اليمين و ذات الشمال و الثانية فترة حكم الغوغاء الذى يؤدى إلى فوضى "
لاحظوا .. كل نصوص بروتوكولات آل صهيون تركز على مفهوم الجمهور الغبي أو المغفل و هل مازال هناك جمهور مغفل فى ليبيا بعد كل الذى حدث ..؟
مع إحترامى للخضر الذين ناصروا الجيش الذى يقوده خليفة حفتر و الذين غضوا الطرف عن بعض الأحداث لأجل المصلحة العليا للوطن .
فالجواب نعم يوجد مثل ذلك الجمهور و لقد شاهدناهم يرفعون فى راية الخزي و العار إحتفالا بنصر شخص ثبث عنه الخيانة و العمالة .
و مادام هذا الشخص لم يعلن عن ندمه و يصلح من أخطائه و مادام هذا الجمهور الغبي مازال يرفع فى راية الخزي و العار فلا عزاء للمغفل الذى يصدقهم .