خديعة الستين ...مصطفى الزائدي

خديعة الستين
انطلقت أعمال تصوير المسلسل الجديد ضمن المسلسلات المكسيكية المشهورة بالطول والركاكة احيانا ، بالاحتفال الغريب بإصدار ما سمى قانون انتخاب لجنة الستين ،ومهرجان توقيع القانون الذى صدر عن مجلس اكثر من نصف أعضائه بين معزول ومطرود ومستقيل وخائف.
المهم ليبيا حرة ويمكن اعتبارها في اعلى مراتب الحرية ،انتخابات على "وصولوها" حسب رأى الفبرايريين واعوانهم من ليفي الي سوزان ريس وكاميرون وهيج !! وبرلمان لا مثيل له في الديمقراطية !! والان ومشاء الله صدر قانون انتخاب لجنة... وضع الدستور، من هيئة لا تمتلك من الدستورية حتى الاسم .
بالتأكيد ،الامر يفسح المجال لسيل من الاسئلة في موضوع الدستور، لكنى سأبدأ بالتساؤل عن نتائج افلام انتخابات العام الماضي التي ملئت الدنيا ضجيجا حولها ؟ هل من يخبرنا ، ماذا حصل في المجالس المحلية المنتخبة !! في بنغازي ومصراته وزواره !!! وما هي اراء الناس التي غطست اصابعها في احبارها ، وما هي تعليقات اولئك الذين طبّلوا لها وكأنها مفتاح جنان النعيم ؟ هل من فرق بينها وتلك المجالس المفروضة بشرعة المليشيات على المناطق الاخرى ،ام ان الكل في الهوى سواء ، لا امن ولا كهرباء ؟
وماذا عن المؤتمر الوطني ؟ هل يمكن مراجعة أسماء اعضائه بعد اقل من عام من اعلان النتائج التي ولدتها لجنة العبار بعد شهر بالتمام والكمال !! بالتأكيد من اجل الحرص على النزاهة والشفافية !! ، "خود و الا خلى " !! اكثر من ثلث النواب المنتخبين طردتهم لجنة لا تعرف هوية من عينها ! .. واستبدلوا بأسماء اخرى حصلت على اصوات كان يحتاج فقط الى دقائق لحصرها !!.
اتمنى ان يخرج ليبي واحد ،او احد من قادة فبراير ويعلن ان هذا المؤتمر يمثله ويعبر عنه ويعمل على تحقيق تطلعاته ، على الاقل لأقتنع بأن ما يكتب ويقال حول فشل المؤتمر والحكومة الناتجة عنه من جماعة فبراير لم يكن سواء كلام في اطار حرية التعبير ليس الا !! .
دعوتي الى الفبرايريين ان احترموا عقول من والاكم ،امّا الليبيون فهم يعلمون علم اليقين حقيقة ومآرب من يسير الامر في ليبيا والى اين.
أسئلتى التي هي جزء يسير من اسئلة الليبيين الذين راءوا الخديعة بأم العين ،
متى كان يحتفل بإصدار قانون ( مختلف عليه فى المجمل والتفاصيل ) لانتخاب لجنة لوضع دستور سيكون مآله صناديق القمامة من اغلب الناس في الوقت القريب ؟.
متى كانت الديمقراطية تعنى فرض الدساتير وتعده نصر مبين ؟ الم تروا ملايين المصريين وهم يلقون بمرسى وجماعته ودستوره في المزابل ؟
اي دستور ستكتبون ؟ اذا لم تتفقوا انتم ايها الفبرايريون على نظام الحكم ، هل هو إسلامي او ملكي او جمهوري ، فيدرالي او مركزي ؟ فمابالكم بأغلب الليبيين الذين يرون في الحكم الجماهيري الحل الاكيد لتعايش الليبيين في امن ورغد و دون قمع او غبن .
القصة وما فيها ، هي هروب الى الامام من مواجهة المشاكل الحقيقية التي نتجت عن فبراير ، هروب في الظلام ، لان مليارات الكهرباء سرقت حقيقة هذه المرة . وهو هروب الى الخلف لان الدستور قضية فنية يصيغها الخبراء عندما يتفق الناس على شكل نظام الحكم الذى يريدون وليس مسالة تخضع للسمسرة الانتخابية والانتهازية السياسية .
مصطفى الزائدي