أعذرني فقد أخطأت

ريم سالم

أعذرني فقد أخطأت

كنت أبحث عنك في المكان الخطأ
كنت أظن أنك هناك
لا تحزن .. فهكذا كان الظاهر
أو هكذا هيء لي
كنت دائما أشعر أنك هناك
من القصص من الأفلام والروايات
الكل كان يقول أنك لم تزورنا قط
ولم نتشرف بأن تزور بلادنا
كم حاولت أن أصنع مثل مايصنعون
أو أن أفيق صنعهم لكي تزورنا
ولو للحظات لكي يروا ويشهدوا أنك عندنا
كل محاولاتي باءت بالفشل
لم أكن أدري ماخطئي
عملت المستحيل لكي أوفر جوا يجذبك إلينا مثل أجوائهم
وعندما يئست مجيئك
عندما سادني الاحساس باليأس من زيارتك
قررت أن آتي أنا إليك
أن أذهب إلى هناك
لا تنظر لي هكذا!.فقد ترددت كثيرا قبل أن أتخذ هذا القرار
ترددت كثيرا قبل أن أقرر السفر إلى هناك حيث كانت كل الشواهد تقول إنك هناك
حزمت حقيبتي واستجمعت قواي وتركت رسالة صغيرة لأهلي
أخبرتهم فيها أني مللت انتظارك وهاأنا ذاهبة إليك
ركبت الطائرة المتجهة إلى أميريكا وكلما علت الطائرة أكثر كلما كنت أختنق أكثر
وأشعر أن روحي تنتفض ويمر بي شريط حياتي كاملا
تعوذت من الشيطان وقلت لا بأس فأنا سألتقيك
وعندما وصلت إلى هناك لم تكن! وجدت نفسي خائفة من كل شيء
أرى الخوف واقعا في عيون البشر.مرت الايام أسبوعا وشهر
ولم أراك بل لم أتحسس وجودك
بحث عنك في كل زقاق في ملامح الناس في كل مكان دون جدوى
حتى دخلت إلى أحد المساجد هناك وصرت أبكي وأبكي
فجاءني شيخ الجامع ماهمك فقصصت له حكايتي
فضحك فتعجبت فتحولت الضحكة لبسمة خفيفة
وقال لي لقد تركته هناك من حيث جئت
فالتفت متفاجئة قال نعم السلام يعيش حيث يسود الاسلام
لا حيث يسود الكفر والمجون قلت ولكن!!. فقاطعني هم يسوقون هذا
كي يتأثر أمثالك بما يقولون
!!لكن
قال لي عودي ياابنتي إلى بلدك
فالسلام يعيش حيث يسود الاسلام
والسلام يعيش فينا فان أتقنا اسلامنا سلمنا
وسلمت روحنا وسلم بلدنا
من الجامع إلى المطار
وكلما ارتعت الطائرة غمرني الفرح
ووثقت بأنك ستكون في استقبالي وها أنت ذا فاعذرني.