لا أبكيك ولا أرثيك لكني فقط اشتقت اليك

ريم سالم

اشتقت لقلبك لحبك لعينيك عندما تكلماني
والحب الصادق يفيض منهما حتى تدمعان
كم حمدت الله على حبك الذي أعطاني
وكم خفت أن يأتي يوم فيه نار الفراق أعاني
لقد كنت السعادة تنتظرني فلما وصلت رحلت إلى البعيد
لقد كنت الأحلام أرتجي أن يحيى بها قلبي سعيد
تقطع قلبي من فراقك و طار فرحا لأنك متت شهيد
فكيف أكون سعيدة وفي ذات الوقت حزني شديد؟
لأنك دفعت روحك فداءا للوطن حتى شمسه لا تغيب
اشتقت إليك وقلبي تقطع من فراق أغلى حبيب
دفنوك تحت التراب حفروا وحفروا ومع حفرهم ألمي يزيد
ذابت الروح عندما واراك التراب ولكن لم تدفن وحيد
لا لم تدفن لوحدك فقد دفن معك قلبي أكيد
موتك يعني ذبحي من الوريد إلى الوريد
لكن يبقى عزائي أنك متت شهيد
أبكي وأبكي ودموعي نهر عذاب لن يجف حتى حقك أستعيد
فقلبي يا حبيب تحجر وصار أقوى من الحديد
سأحمل سلاحك الذي فيه أشم ريحك حتى أكاد أراك من جديد
سأحمل سلاحك الذي حاربت به الغازي وكنت صلبا شديد
سأحمل سلاحك حتى أموت على مامتت عليه أو يبزغ وطني فجرا من جديد
ستحيى في قلبي ولو قتلوك مئة مرة كما ستحيى في جنة الخلد شهيد
سأكون كما كنت فلا يشغلك حالي سأكون كما كنت في أرض الوغى حرا قويا عنيد
سأصلي وأدع الله الحي القيوم الجبار المجيد
أن يحمي وطني من كل شر وحريته وأمنه يستعيد
لا تخش علي ولا يشغلك حالي فسيبقى حبك يسكنني حتى أراك من جديد
ولن يخفق بحب غيرك ولن يأتي يوم وفيه أسعد وأنت بعيد
لا أبكيك ولا أرثيك يا عمري لكني اشتقت إليك وكل ساعة شوقي يزيد
أتذكر يا عزيزي في كل عيد كنت تقول العيد القادم يجمعنا بيت وحيد
وتكوني وطني وقلبك سكني وعيناك تحرسني من كل شر مكيد
وعدتني بأن تحميني وتسعدني فضاع الواعد وضاع الوعيد
وها قد جاء رمضان ومن بعده سيأتي العيد
فكيف لن تكون ويكون عيد كيف لن تكون ويكون عيد
أعدك وأؤكد صدق الوعيد
سأزور كل الجبهات حيث كنت وسأغرف من تراب الأرض وسأغرس حيث كنت شجرا وزهرا سأجلس عنده وأحلى ذكرياتي معك أستعيد.
لا لا تلوموني إن أذرفت دمعا أو إن صرخت غضبا فقلبي يحترق كل ساعة تمضي وهو عني بعيد.