مذكرات ثائر سوري(ح٣): أمير داعش الشيعي !

جواد الصايغ
تستكمل وكالة أنباء آسيا نشر مذكرات الشاب السوري (صقر الفارس)، الذي ترك عمله في المملكة العربية السعودية، متجهاً إلى الداخل السوري عبر تركيا، للمشاركة في الثورة، ويكشف الفارس في الحلقة الثالثة، عن الرجل الذي إخترق تنظيم داعش، والاجتماعات التي عقدها مع قادة في المعارضة السورية.
لقاء المعارض السوري الجنسية، الإسرائيلي الإنتماء!
وعن لقاءاته مع قادة المعارضة في تركيا، يلفت محدثنا الثائر إلى ان وجهة نظري بهم تغيرت، فلقد التقيت مع عدد كبير منهم، ولكن اللافت كان إجتماعي بشخص، قدم نفسه بإسم ريمون، وحاول ان يغريني بلقاء الاسرائيليين في اسطنبول وربط اللقاء كشرط لحصولي على دعم مالي، وعندما رفضت لم يعد يتواصل معي ، وأيضا التقيت بوزراء حكومة احمد الطعمة، كوزير الثقافة، وآخرون، يظنون انفسهم وزراء حقيقيين مع أنهم لا يملكون اي وزن على الارض شأنهم في ذلك، شأن رئيس هيئة الاركان، سليم إدريس، والعقيد عبد الجيار العكيدي، وللمفارقة الرجلان لا يمتلكان اي قوة على الارض، وحيثيتهما لا تتجاوز حيثية قائد فصيل مقاتل”.
أهداف قادة المعارضة
ويقول، بعد لقاءاتي معهم تبين لي انهم مجتمعين ليسوا بمستوى ظفر طفل واحد في الغوطة، فهم مغيبون عن الواقع، ويريدون ان تستمر الثورة لأطول وقت ممكن لأنهم يعرفون ان بقائهم من بقاء من بقاء الاسد فوزنهم على الارض صفر، ولا اكشف سرا إن قلت ان الإعلام في الداخل يخجل في نقل الواقع، ويخاف التكلم في مواضيع قد يأخذ عليه بها انها ضد الحر و ضد الثوار، ويأتي بعض قادة الكتائب و الالوية، عدد كبير منهم وهميون على الأرض، ويكذبون على اجهزة الإستخبارات التي تشغلهم و على السياسين، فيستمر مسلسل الكذب من القيادة وحتى القاعدة، حتى نصل لقرار او راي بعيد عن الحقيقة، فبكل صراحة الجيش الحر انتهى، ونحن حاليا مليشيات اسلامية تختلف فيما بينها بنسبة التشدد و التمسك بتعاليم الاسلام، والفصائل التي اعتقد انها فعلا صادقة لابعد حد هي النصرة، وحركة احرار الشام، ولواء التوحيد”.
ويتابع المشكلة الأساس تتمثل في القادة الذي يضعون السلطة على سلم أولوياتهم، بينما الشعب مغيب عن الساحة، وموضوع خارج الخارطة والحسابات، على الرغم من انه وقود الثورة، والوحيد الكفيل بإستمرارها، غير أنه منسي من الاعلام الا لمجرد اثارة العواطف و يحب على انه ارقام لجمع التبرعات و الرياء وخاصة من الجمعيات الاسلامية”
ويعلن ان قادة المعارضة همهم الوحيد إستمرار تركيا بدفع إيجارات الفنادق، وتسابق الجزيرة و العربية على إستضافة إطلالاتهم، وتغطية مؤتمراتهم الصحفية” مؤكدا ان الشعب لم يعد يهتم لشيء”.
عبد الرزاق طلاس وحكاية طرده قبل الفضيحة
وعن مدينة حمص التي ينتمي إليها، وذكريات الثورة فيها، حيث كتيبة الفاروق وشهرة قائدها السابق عبد الرزاق طلاس، يكشف محدثنا، “ان الهيئة السياسية للكتيبة طردت عبد الرزاق طلاس قبل ان تظهر فضيحته الجنسية، فهو لم يكن أكثر من ظاهرة إعلامية، وعن اسباب طرده، يقول ” تخاذل كثيرا في المعارك خصوصا تلك التي جرت في حي الخالدية وإكتشف قادته كذبه وريائه، وحبه للظهور الإعلامي”.
الكتيبة العسكرية تتحول إلى إستخباراتية
وعن احوال كتيبته القتالية، يوضح اننا نحاول جاهدين الحصول على الأسلحة والذخائر لإدخالها، متابعاً، “مجموعتي أصبحت استخباراتية اكثر منها قتالية، وقد تمكنت من معرفة العديد من اسرار داعش، على الرغم من ان الأخيرة اقتحمت مقرات الحر واخدت اجهزة الحواسيب الخاصة، غير انني كنت قد اخفيت الكثير من المعلومات على إسطوانات خاصة”.
أمير داعش الشيعي!

المفاجأة الكبيرة بحسب صقر الفارس، تمثلت في إكتشافه خرقا امنيا لداعش، وتمثل في قيام شخص ، إسمه عبد الكريم، من بلدة نبل الشيعية، بإختراق التنظيم، عبر الإدعاء انه من الرقة”، ويعلن أن عبد الكريم قدم إلى إعزاز وتزوج منها، و انتسب بداية الى ابو عبيدة المصري و هو تابع لمجموعة احمد عبيد الذي كان يقود (جيش محمد)، قبل إنشقاقه عنه، ومبايعته جيش المهاجرين والانصار، ثم ليبايع داعش في نهاية المطاف”.
ويتابع، الفارس حديثه عن امير داعش الشيعي فيقول، اعلن الولاء والطاعة لدولة الاسلام في العراق والشام، ثم انتقل الى جبهة الساحل حيث مكث لفترة من الزمن، ثم نقل إنتقل إلى صفوف ابو عمر الكويتي في اطمة، لتختفي اخباره بعد ذلك”.
ويشير إلى انني وبعد جهد كبير تبين لي ان عبد الكريم يعمل مخبرا للنظام، ويرصد تحركات الجيش الحر، ويتواصل مع الضباط المسؤولين عن الغارات الحربية، وكان على علم مسبق بالأماكن التي ستسدهدفها البراميل المتفجرة والصواريخ”.
طريق جنيف٢ الوعر

يختم صقر الفارس كلامه، بالإشارة إلى الحرب المستمرة منذ سنتين أصبحت دون جدوى، ولا يخفي تأثره الشديد على ما حصل في سوريا، ويقول تمنين الموت قبل ان ارى ما حدث ويحدث في الشام، مؤكد ان هذه المعارضة لا يمكن ان تمثل الثوار، وان القيادة العسكرية لا تملك اي سيطرة على المقاتلين، لذا فالطريق إلى جنيف٢ ستكون مليئة بالصعوبات، المفاوضات يجب ان تعقد مع الثوار الحقيقيين”.