خرافة النكبة ونكبة الخرافة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
خرافة النكبة ونكبة الخرافة
خرافة النكبة ونكبة الخرافة
بقلم الــرائـــع : إيــهاب زكــي
النكبات عادةً تأتي على حين غُرة، كالنكبات الزلزالية والبركانية، وحتى هذه أصبحت تخضع لتنبؤات الجيولوجيين وتوقعاتهم، أو كنكبة الموت ومصيبته، رغم أنه أصبح في أيامنا هذه غير محفزٍ لا لحزنٍ ولا لبكاء أو عويل ، بل محفزٌ لجدول الضرب وعلم الحساب ،فنراكمه آحاداً وعشراتاً ومئاتاً فألوف فعشرات الألوف، ولكني نشأتُ على السيمفونية الكئيبة لهذا المصطلح، كما نشأتْ كل أجيال ما بعد المؤامرة، فهي مؤامرة شارك فيها العالم بمن فيهم ما تيسر من أنظمة عربية حينها، وهؤلاء العرب الذين لعبوا دور الضحية كمهزومين هم شركاء المتآمر بل هم الجلادون، وهم من سماها بالنكبة وكأنها قضاء وقدر، كما ابتدع محمد حسنين هيكل مصطلح “النكسة” للتخفيف من هول هزيمة حزيران 67 والتي ما زلنا نعاني آثارها حتى اليوم رغم مرور أربعين عاماً.
وهم لم يرسلوا جيوشهم تحت قيادة الجنرال الإنجليزي غلوب باشا ،ليمنعوا العصابات الصهيونية من إحتلال فلسطين،بل ليخلقوا معها خطوط تماس تكتسب من خلالها تلك العصابات الأرض وبالتالي الشرعية وقد كان،وقد تحولت هذه النكبة إلى مجرد خرافة أسطورية، واحتفالات فلكلورية، وقريباً قد تدخل كتاب غينيس للمناسبات الأقل إهتماماً وتفاعلاً وشعبية ، ومرد هذه الشعبية المتدنية والتفاعل العدّمي الطبيعة تعود لأسباب لا حصر لها ، ولكن أهم تلك الأسباب ، هو إرتهان بعض الفصائل الفلسطينية لأنظمة قبلية المنهج أو أحادية النهج ،رغم أنها لا تنفك عن التغني باستقلالية القرار، فالأنظمة القبلية أغدقت المال على الثوار لإفسادهم خدمة للسيد الأمريكي ففسدوا، وخالد مشعل بتوجهاته الثورية القطرية لم يكن أول الأمثلة ولن يكون آخرها،وأما الأنظمة الأحادية فهي تلك التي ترى في نفسها مركزية الكون وأن التمكين غاية ووسيلة، والتي جعلت من فلسطين على قارعة إنتظار فتوى، فتوى قد لا تأتي حيث أنها لا تزيد الأرقام في حساب أي لحية بنكية.
وثاني الأسباب هو إعلام تبرير الخيانة وإشاعات التمهيد لها، ففي حين أنه كان كل ما يملكه بني يهود في فلسطين عشية النكبة أيار 1948 لا يتجاوز ما قيمته 5.8 من الأرض، إلا أن الإشاعة أصبحت قناعة راسخة بأن الفلسطيني باع أرضه،ولأنه باع أرضه طمعاً في نعيم المال فقد سكن الخيام واصطف في طوابير طويلة للحصول على بعض الحليب والأرز والزيت، ثم اصطف في طوابير أطول لتفريغ ما حصل عليه من الطابور الأول، فقد كان حمام واحد لكل خمسة آلاف لاجئ مُنعم بثمن أرضه، وهذا نعيم قد لا يحلم به من يطلبون الجنان، ثم ولأنه ناكر للعقود والعهود حمل بندقيته في محاولة لئيمة قميئة ليُلغي عقد بيع الأرض ،فتكفلت أنظمة العربان في نزع بندقيته حتى لا يشوه سمعتهم فيكتب التاريخ أن العرب لا يلتزمون بالعهد والوعد.
وثالث هذه الأسباب هو الوجه لآخر للإشاعة العقيدة بأن الفلسطيني باع أرضه،وهي قاعدة “نقبل بما يقبل به الفلسطينيون” فصنع الفلسطينيون أوسلو فنحن معهم وتخلت قيادتهم عن 80% من فلسطين ونحن معهم، فأصبح كل شئ قابل للمساومة فلا مسلمات ولا بديهيات، ولا حقوق تاريخية إلا ما يراه المطبعون ،ولا مشاريع وطنية إلا ما يراه المتخاذلون،ولا ثورة إلا داخل سراويل النفط، لذلك سيظل هذا اليوم مجرد خرافة إن لم يتحول إلى يومٍ من نكبات للرعب في قلب ( تل أبيب) يتفجر دماءاً وهروب.
وأما نكبة الخرافة، وللحقيقة فهي خرافات، فقد تحولنا إلى أمة تحترف الخرافات عن طيب خاطر، وأصبح من الهرطقة أن تحاول تفنيد أي خرافة، فمن خرافة السلام إلى خرافة الدولتين إلى خرافة اللجوء للقانون والمجتمع الدوليين، وخرافة وجهة النظر، فتسمع مثلاً السياسيون والمثقفون والمحللون يجعلون من خالد الإسلامبولي مجرماً محترفاً ومرتزقاً بغيضاً، ثم يردفون بين قوسين( رغم إختلافنا مع السادات) إذاً فالتسليم والإستسلام والبيع والتنازل هو مجرد وجهة نظر،ونحن لأننا وطنيون ثوريون نختلف معها ،وهذا طبعاً أقصى ما يمكن أن يقدمه ثوري متحضر، أن يتأفف لإغتصاب أمه أمام ناظريه،فالمغتصب يمارس وجهة نظره كثوري،ومن حق الثوريين أن يتعاذرا، وأما الخرافة النكبة والنكبة الخرافة فهي (الربيع العربي)، نكبة جعلت من (إسرئيل) ثوري زميل في خندق محاربة العدو المشترك وهو حتماً إيران، ونكبة جعلت من آل سعود وآل ثاني جيفارات عصرية، وليس لؤماً في القارئ إن تغاضى عمداً عن حرف الراء، فيدعمون أمثالهم من جيفارات في سوريا، لأن سوريا حليفة لعدونا إيران وعدوة لحليفنا (إسرائيل) وهي بذلك تحرف بوصلتنا عن محاربة الفرس والشيعة والعلويين .
ولكن ما لا يدركه أهل الخرافات أن تكبيرات العودة ستصدح في فلسطين، وتهليل النصر سيعلو في سوريا، وستعودون أنتم إلى الكهوف وإلى مصانع تدوير النفايات التاريخية
بقلم الــرائـــع : إيــهاب زكــي
النكبات عادةً تأتي على حين غُرة، كالنكبات الزلزالية والبركانية، وحتى هذه أصبحت تخضع لتنبؤات الجيولوجيين وتوقعاتهم، أو كنكبة الموت ومصيبته، رغم أنه أصبح في أيامنا هذه غير محفزٍ لا لحزنٍ ولا لبكاء أو عويل ، بل محفزٌ لجدول الضرب وعلم الحساب ،فنراكمه آحاداً وعشراتاً ومئاتاً فألوف فعشرات الألوف، ولكني نشأتُ على السيمفونية الكئيبة لهذا المصطلح، كما نشأتْ كل أجيال ما بعد المؤامرة، فهي مؤامرة شارك فيها العالم بمن فيهم ما تيسر من أنظمة عربية حينها، وهؤلاء العرب الذين لعبوا دور الضحية كمهزومين هم شركاء المتآمر بل هم الجلادون، وهم من سماها بالنكبة وكأنها قضاء وقدر، كما ابتدع محمد حسنين هيكل مصطلح “النكسة” للتخفيف من هول هزيمة حزيران 67 والتي ما زلنا نعاني آثارها حتى اليوم رغم مرور أربعين عاماً.
وهم لم يرسلوا جيوشهم تحت قيادة الجنرال الإنجليزي غلوب باشا ،ليمنعوا العصابات الصهيونية من إحتلال فلسطين،بل ليخلقوا معها خطوط تماس تكتسب من خلالها تلك العصابات الأرض وبالتالي الشرعية وقد كان،وقد تحولت هذه النكبة إلى مجرد خرافة أسطورية، واحتفالات فلكلورية، وقريباً قد تدخل كتاب غينيس للمناسبات الأقل إهتماماً وتفاعلاً وشعبية ، ومرد هذه الشعبية المتدنية والتفاعل العدّمي الطبيعة تعود لأسباب لا حصر لها ، ولكن أهم تلك الأسباب ، هو إرتهان بعض الفصائل الفلسطينية لأنظمة قبلية المنهج أو أحادية النهج ،رغم أنها لا تنفك عن التغني باستقلالية القرار، فالأنظمة القبلية أغدقت المال على الثوار لإفسادهم خدمة للسيد الأمريكي ففسدوا، وخالد مشعل بتوجهاته الثورية القطرية لم يكن أول الأمثلة ولن يكون آخرها،وأما الأنظمة الأحادية فهي تلك التي ترى في نفسها مركزية الكون وأن التمكين غاية ووسيلة، والتي جعلت من فلسطين على قارعة إنتظار فتوى، فتوى قد لا تأتي حيث أنها لا تزيد الأرقام في حساب أي لحية بنكية.
وثاني الأسباب هو إعلام تبرير الخيانة وإشاعات التمهيد لها، ففي حين أنه كان كل ما يملكه بني يهود في فلسطين عشية النكبة أيار 1948 لا يتجاوز ما قيمته 5.8 من الأرض، إلا أن الإشاعة أصبحت قناعة راسخة بأن الفلسطيني باع أرضه،ولأنه باع أرضه طمعاً في نعيم المال فقد سكن الخيام واصطف في طوابير طويلة للحصول على بعض الحليب والأرز والزيت، ثم اصطف في طوابير أطول لتفريغ ما حصل عليه من الطابور الأول، فقد كان حمام واحد لكل خمسة آلاف لاجئ مُنعم بثمن أرضه، وهذا نعيم قد لا يحلم به من يطلبون الجنان، ثم ولأنه ناكر للعقود والعهود حمل بندقيته في محاولة لئيمة قميئة ليُلغي عقد بيع الأرض ،فتكفلت أنظمة العربان في نزع بندقيته حتى لا يشوه سمعتهم فيكتب التاريخ أن العرب لا يلتزمون بالعهد والوعد.
وثالث هذه الأسباب هو الوجه لآخر للإشاعة العقيدة بأن الفلسطيني باع أرضه،وهي قاعدة “نقبل بما يقبل به الفلسطينيون” فصنع الفلسطينيون أوسلو فنحن معهم وتخلت قيادتهم عن 80% من فلسطين ونحن معهم، فأصبح كل شئ قابل للمساومة فلا مسلمات ولا بديهيات، ولا حقوق تاريخية إلا ما يراه المطبعون ،ولا مشاريع وطنية إلا ما يراه المتخاذلون،ولا ثورة إلا داخل سراويل النفط، لذلك سيظل هذا اليوم مجرد خرافة إن لم يتحول إلى يومٍ من نكبات للرعب في قلب ( تل أبيب) يتفجر دماءاً وهروب.
وأما نكبة الخرافة، وللحقيقة فهي خرافات، فقد تحولنا إلى أمة تحترف الخرافات عن طيب خاطر، وأصبح من الهرطقة أن تحاول تفنيد أي خرافة، فمن خرافة السلام إلى خرافة الدولتين إلى خرافة اللجوء للقانون والمجتمع الدوليين، وخرافة وجهة النظر، فتسمع مثلاً السياسيون والمثقفون والمحللون يجعلون من خالد الإسلامبولي مجرماً محترفاً ومرتزقاً بغيضاً، ثم يردفون بين قوسين( رغم إختلافنا مع السادات) إذاً فالتسليم والإستسلام والبيع والتنازل هو مجرد وجهة نظر،ونحن لأننا وطنيون ثوريون نختلف معها ،وهذا طبعاً أقصى ما يمكن أن يقدمه ثوري متحضر، أن يتأفف لإغتصاب أمه أمام ناظريه،فالمغتصب يمارس وجهة نظره كثوري،ومن حق الثوريين أن يتعاذرا، وأما الخرافة النكبة والنكبة الخرافة فهي (الربيع العربي)، نكبة جعلت من (إسرئيل) ثوري زميل في خندق محاربة العدو المشترك وهو حتماً إيران، ونكبة جعلت من آل سعود وآل ثاني جيفارات عصرية، وليس لؤماً في القارئ إن تغاضى عمداً عن حرف الراء، فيدعمون أمثالهم من جيفارات في سوريا، لأن سوريا حليفة لعدونا إيران وعدوة لحليفنا (إسرائيل) وهي بذلك تحرف بوصلتنا عن محاربة الفرس والشيعة والعلويين .
ولكن ما لا يدركه أهل الخرافات أن تكبيرات العودة ستصدح في فلسطين، وتهليل النصر سيعلو في سوريا، وستعودون أنتم إلى الكهوف وإلى مصانع تدوير النفايات التاريخية
ابوعلي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 1715
نقاط : 4398
تاريخ التسجيل : 06/05/2013
مواضيع مماثلة
» الفرق بين ثورة الفاتح ونكبة 17فبراير:
» خرافة ام بسيسي!
» خرافة العلمانية التركية
» الدولة الإسلامية خرافة أم واقع ؟
» = قبول الزنتان للصلح مع مصراته اعتراف صريح بهزيمتـهم وقناعـة تامة بانتهاء خرافة الـواشين .
» خرافة ام بسيسي!
» خرافة العلمانية التركية
» الدولة الإسلامية خرافة أم واقع ؟
» = قبول الزنتان للصلح مع مصراته اعتراف صريح بهزيمتـهم وقناعـة تامة بانتهاء خرافة الـواشين .
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مايو 14, 2024 10:53 pm من طرف larbi
» جولة داخل سوق الحوت- النادي البحري- في منطقة شط الهنشير ورصد أسعار بعض للأسماك
السبت مايو 11, 2024 3:59 pm من طرف larbi
» لقاء خاص مع وزير التخطيط بحكومة الوحدة الوطنية أ.محمد يوسف الزيداني
السبت مايو 11, 2024 3:58 pm من طرف larbi
» غائط القرن
الخميس مايو 09, 2024 3:33 pm من طرف larbi
» مؤتمر صحفي لحركة حماس في بيروت بشأن آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة
الثلاثاء مايو 07, 2024 9:04 pm من طرف larbi
» غائط القرن
السبت مايو 04, 2024 2:41 am من طرف عبد الله ضراب
» 5 علامات تشير إلى أن قطتك مستعدة للتزاوج
السبت أبريل 27, 2024 9:47 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» وزير الأمن القومي للكيان المحتل ينقل للمستشفى بعد إصابته في حادث مروري في مدينة الرملة
الجمعة أبريل 26, 2024 10:50 pm من طرف larbi
» كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اليوم الـ200 للحرب على غزة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:02 am من طرف larbi
» هل سمعت يوما بحيوان إسمه الميركات
الأربعاء أبريل 17, 2024 8:32 pm من طرف الحيوانات بالعربي