مقال مهم : مـاذا لو كانـت الولايـات المتحـدة ضـد ثورتهـم حقـاً ؟

دام برس

لا تخلو العبارات الببغائية التي يكررها المعارضون من عبارات مثل "كل العالم ضد ثورتنا" و "الولايات المتحدة مع النظام" و غير ذلك من العبارات التي يقوم المعارضون من مدعي الثورة باجترارها على الفضائيات و الانترنت ، و لكن ماذا لو كانت الولايات المتحدة حقاً ضد هذه الثورة ؟ هل كانت ستستمر أكثر من عدة أيام ؟
لو تخيلنا أن الولايات المتحدة ضد هذه الفورة ، لكان الوضع اختلف تماماً ، و نسرد بعض التوقعات :
- وقوف الولايات المتحدة ضدها يعني وقوف كل حلفاء الولايات المتحدة أيضاً طوعاً و كرها ، و منها دول الخليج الممول الأكبر و تركيا الراعي الأكبر و كذلك الأردن و الدول الأوروبية و غيرها و وقوفها كلها إلى جانب الدولة.
- الدعم الأمريكي في هذه الحالة لن يكون للمسلحين ، و لن تمر إليهم الأسلحة من تركيا و الأردن و لن يعالج المصابون منهم في تلك الدول ، بل على العكس ، في تلك الحالة سيتم محاربتهم بتدخل عسكري بغطاء دولي أو غيره كما كانت تركيا تقوم بقصف معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. و هذا يعني أن جميع المناطق الحدودية تكون تحت سيطرة الدولة بشكل تام بدل من أن تكون النقطة الأضعف كما هي حالياً.
- لو كانت الولايات المتحدة حقاً ضد هذه الثورة لما كان هناك حشد دولي و إعلامي ضد الدولة السورية ، و سيكون في تلك الحال ضد المسلحين كما حصل في مالي ، و الدعم العسكري سيكون من حصة الدولة و النظام لا المسلحين و لا كان هناك جزيرة و لا "شاهد على الثورة".
- الدعم الاستخباراتي أيضاً سيكون العكس في تلك الحالة ، فبدلاً من تدريب و تسليح الإرهابيين في تركيا و الأردن و تزويدهم بالمعلومات الاستخبارية و قيادتهم ستكون الأقمار الصناعية تراقبهم و تزود الدولة السورية بأماكن تجمعاتهم و ماذا يقولون في اتصالاتهم.
- في حال كانت الولايات المتحدة ضد هذه الثورة لتغيرت الحالة على فيسبوك و مواقع التواصل الإجتماعي أيضاً ، فلو كان لديهم صفحة مؤثرة لتم حذفها و لو تم إعادة إنشائها مئتي مرة كما حصل مع صفحة الجيش السوري الإلكتروني التي يتم حذفها من قبل إدارة فيسبوك بعد إنشائها بيوم أو يومين.
و لو أهملنا كل ما سبق و اعتبرنا أن تركيا فقط ضد هذه الفورة لاختلف الوضع كثيراً ، فلولا تركيا لما سيطر المسلحون على المناطق الحدودية و محافظة الرقة و لما احتلوا الأحياء الشرقية في حلب و فككوا معاملها و باعوها في تركيا و لكان اختلف الوضع تماماً في الشمال السوري.
و لكن بكل الأحوال ، من يظن أن ما يحصل في سورية ثورة شعبية لن يكون مستواه العقلي أكبر من ذلك ، و من فرح للغارة الإسرائيلية على بلاده و يظن أن ثورته المدعومة أمريكياً ستنتصر بإرادة ربانية مكانه ليس في الشارع بقدر ما يجب أن يكون في مصحة عقلية.