منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدولة التي كانت.. قبل شلاّل الدم

اذهب الى الأسفل

 الدولة التي كانت.. قبل شلاّل الدم Empty الدولة التي كانت.. قبل شلاّل الدم

مُساهمة من طرف السهم الناري الخميس مارس 13, 2014 11:43 pm



زياد حيدر
قبل شهر تماماً من ذكرى اندلاع الأزمة السورية بوجهها المحلي، وقبل أن تصبح حرباً متعددة الوجوه، وتحديداً في 17 شباط العام 2011، تجمع العشرات من السوريين، استجابة لنداء من صاحب أحد متاجر سوق مدحت باشا الشهير، بعد عراك لفظي وبالأيدي مع شرطي فاسد.
صدر عن المجتمعين هتاف واحد تردد صداه فترة طويلة. «الشعب السوري ما بينذل». حينها حط وزير الداخلية السابق سعيد سمور سريعاً في المشهد الدمشقي الاستثنائي، وحذر المجتمعين بأن هذا التجمع له تسمية واحدة: «تظاهرة»، وهي «محرمة» قانوناً. انفك المتظاهرون، وعاقب الوزير الشرطي المتمادي، وأجرت الصحافة المحلية لقاءات مع التاجر المعتدى عليه، وتحدث الأخير في أكثر من لقاء عن موالاته للدولة والحكم.
لكن مسؤولاً سورياً في لقاء جانبي مع مراسل «السفير» في دمشق أبدى خشيته حينها مما جرى. كان الأمر عفوياً تماما كما ظهر، لكن الأخير علق برغم ذلك بأن «شعارات مماثلة لا تولد هكذا من حرارة اللحظة»!
كانت رياح التغيير الدموي في مصر وتونس وليبيا تضرب نوافذ الدولة السورية وأبوابها، وكان يبدو لكثيرين في السلطة وخارجها أن ثمة من هو مستعد لفتحها.
ووفقاً لما يسرده كثر من المسؤولين أو الخبراء في سوريا ممن عاصروا تلك الفترة، وامتدادها لصيف العام 2011، باعتباره مهّد لمرحلة ثانية جديدة، فإن الأشهر التي سبقت آب العام 2011 بقرار الجيش دخول مدينة حماه، كانت هي الأكثر توتراً وشداً للأعصاب، لدى السلطة والناس معاً. كان لدى الدولة هاجسان: فصل التهديد المحلي عن الإقليمي، وفصل السلمي عن العسكري. فيما كانت المعارضة بشكلين، الأول محلي، هو خليط من الإسلام السياسي، اليسار الجديد، والشباب المتحمس، مختلطاً هو الآخر ككتلة مع تركيبة دولية إقليمية ملامحها اتحدت وتوضحت بهيئة شكلت الخدمة الأكبر لخصمها من اللحظات الأولى، وإن بدا المشهد حينها معاكساً.
منذ ذلك الوقت اتخذت السلطة قرارها بـ«الحرب». والحرب كانت تعني من وجهة نظرها «حرباً ضد المؤامرة التي تحاك ضد السلطة والبلاد» على المستويين الداخلي والخارجي. وكانت مواجهتها تتطلب «استراتيجية حرب» بالدرجة الأولى. لكن أياً من قادة الحكم في البلاد لم يتخيل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه. هذا ما يقوله الجميع، في عمق الدولة وعلى سطحها. وربما لم تعتقد المعارضة أيضا أنها ستنزلق إلى هذا المستوى من المساهمة في تدمير البلاد عبر اصطناع معارك صغيرة على مستويات واسعة، فتحت مئات الجبهات في البلاد، وساهمت في تدمير بنيتها التحتية، وعمّقت الصراع فيها، لتتحول سوريا إلى بلد مدمّر ممزق، في هيئة «جنة جهادية»، يتقاطر إليها المتحمسون إلى «النعيم» الافتراضي من كل أصقاع العالم، ويصبح الحديث فيها عن «غد حر موعود» أشبه بلوحة دموية ساخرة.
أما أسباب التوتر القائمة حينذاك، في الوقت الذي كانت الدولة السورية تسيطر فيه على كل شبر من البلاد، وتتمتع بوحدة القوى الأمنية والعسكرية، فكانت تنقسم بدورها إلى مستويين: الأول قراءة خاطئة لأحداث ما سُمّي بـ«الربيع العربي»، بنت على فكرة «سقوط المعسكر الموالي لأميركا» كما جرى في مصر وتونس، والثاني إحساس السلطة بـ«مناعة قائمة لديها بسبب سياستها الخارجية، ولا سيما اتجاه فلسطين».
في تلك الأيام، ولا سيما في مرحلة اهتزاز حكم الرئيس المصري حسني مبارك، كان الحكام العرب جميعاً يتحضرون للسفر إلى البيرو لحضور القمة الثالثة بين الزعماء العرب وزعماء أميركا الجنوبية. كان الرئيس بشار الأسد قد أنهى قبل أشهر زيارة تاريخية إلى أميركا الجنوبية، شملت لاحقا دولا أوروبية أيضا. وقبلها بعدة أعوام، ختمت الديبلوماسية السورية كل ملفات الديون الضخمة مع أوروبا الشرقية، وبدأت عصراً انفتاحياً بانت ملامحه لكثيرين، وانعكس على حياة المواطن إيجاباً في معظم الأحوال. وسجلت الأرقام الحكومية وسجلات الأمم المتحدة معاً نمواً اقتصادياً يعادل 6 في المئة، ولا سيما في قطاعات السياحة والأعمال، وبلغ إجمالي الناتج المحلي تقريبا 60 مليار دولار في العام 2010، وذلك من دون الإشارة إلى سياسة «الاكتفاء الذاتي» الناجحة في سوريا منذ التسعينيات.
سياسيا، العلاقات التركية ــ السورية كانت في أبهى صورها. حدود مفتوحة، اتفاقية تجارة حرة، زيارات مكوكية، وساطات متبادلة. العلاقات القطرية ــ السورية، علاقة أشقاء، وتحالف ضد الأسرة المحافظة في الرياض. كان الأتراك والسوريون يتحدثون عن نظرية ــ أعيدت إلى الأدراج الآن ــ عن «ربط البحار الخمسة في منطقة الشرق الأوسط» و«تشكيل قوة اقتصادية وتجارية تنموية بين شعوب المناطق المتشاطئة». كانت سوريا أيضاً تستعيد موطئ قدم صلب في لبنان، من دون صدى انتقاد أممي لوجود عسكري، كما في السابق. كان حلفاء سوريا في لبنان يؤمّنون حماية «الخاصرة الرخوة»، سياسياً على الأقل.
العلاقات العربية، كما هي الحال دوماً، لم تكن مؤتمنة، وإن ظلت ظاهرياً جيدة. الحليفان التاريخيان، روسيا وإيران، في موضعهما الاعتيادي، بل إن ثمة تحضيرات وصلت أصداؤها الإعلام عن العمل على شبكات تعاون مع دول الاتحاد الروسي، وكانت الاستعدادات جارية لزيارات، بينها زيارة قريبة لكازاخستان، بعد زيارة سابقة لكل من بيلاروسيا وأذربيجان وأرمينيا.
العلاقات السياسية مع أوروبا، كانت جيدة من دون استثناء. كان سبق للأسد خلال عامين أن زار سبع دول أوروبية على الأقل، وكانت تحضيرات تجري حينها لزيارة النمسا ودولة أخرى. بل ان القيادة السورية كلّفت الخارجية بإعداد ملف معمق عن الدول الأفريقية التي يمكن الانفتاح باتجاهها أيضا، وأرسلت لهذه الغاية مبعوثين رسميين لتسليم رسائل تمهد للانفتاح «التاريخي» المحتمل.
هل كانت سوريا تتقدم عن موقعها المسموح به؟ تخالج هذه القناعة كثراً في سوريا. «سواء كان ثمة ربيع عربي أم لا. كان لهذا التقدم السوري أن يشهد حدوداً».
إلا أن وجهة النظر هذه تحتاج لمن يدافع عنها، خصوصاً أن أبرز خصوم سوريا وأولهم على الإطلاق كانوا أبرز حلفائها. قطر وتركيا، وزعيما البلدين سارعا أو أرسلا وسطاء إلى دمشق منذ نهاية آذار العام 2011 لاقتصاص حصة من التغيير «المصيري» المرتقب، وفق تحليلات الجانبين. وكلاهما كان مخطئاً بطريقة مخجلة.
كان أبرز الطلبات التركية والقطرية حينئذ، كما بات معروفاً، مشاركة جماعة «الإخوان المسلمين بالحكم»، وذلك عبر منفييها الموزعين بين قطر وتركيا وباقي المغترب. وهو الطلب الذي جعل التغيير عبر «الديبلوماسية» مستحيلاً في سوريا منذ الأشهر الأولى، ورفع في وجهه شلال الدم اللاحق.
كانت النظرية التي وُضعت لمواجهة قاسية تقول إن «الدولة ستصمد مهما كان حجم الخراب الآتي، ومهما كانت فاعلية الهجمة الخارجية». وكان الرهان على «الصمود» يتجاوز «سياسة حافة الهاوية» نحو الاندفاع فيها، شريطة توافر سلّم العودة.
وربما تفيد الإشارة اللاحقة هنا هذا السياق. منذ عام ونصف العام تقريبا استقبل الأسد فنانين سوريين واسعي الشهرة والتأثير في البلاد، وشاركهم هواجسهم. أحدهم نقل إلى «السفير» بعد اللقاء أن الأسد قال إنه سبق لسوريا أن خاضت حرباً مشابهة، وإن على مستوى أضيق في ثمانينيات القرن الماضي، وأنها رغم محــدوديتها استمرت خمس سنوات تقريباً، وذلك في إشارة إلى الصراع الدموي مع «الإخوان»، والذي انتهى بتفوّق الدولة.
الأسد، وفق ما نقل الزائر، عبّر عن قناعته بأن طول الصراع الحالي وتعقيداته، لا يخفي طبيعة كون الحرب الحالية مشابهة للتي سبقت بأجيال. كما لا يترك مجالاً للشك لدى القيادة في سوريا بأن خاتمتها لن تكون مختلفة. أما متى، فلا أحد يعلم.
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى