لماذا أتوا بأساطيلهم البحرية والجوية وفرق إسنادها الأرضي ؟ هل من أجل حرية الليبيين وديموقراطيتهم ؟

لماذا أتوا بأساطيلهم البحرية والجوية وفرق إسنادها الأرضي ؟ هل من أجل حرية الليبيين وديموقراطيتهم ؟

ما هو برنامج الأخوان وجيشهم من المتطرفين ؟
وهل هم بالفعل يعملون على تحقيق برنامج واحد ؟
وهل الأمريكان والأوربيين متفقين معهم على البرنامج ؟
كيف هي ليبيا الآن وكيف ستكون ؟
هل سيتحقق الأمان لليبيين ؟
هل سيكون الليبيون أغنياء كما وُعدوا ؟

أجيب على هذه الأسئلة بعبارات مختصرة إلى حدٍ كبير , فأقول :

ــ أتوا إلى ليبييا بأساطيلهم البحرية والجوية من أجل أن يتخلصوا من الشهيد معمر القذافي وتنصيب الحركة الأخوانية على السلطة في ليبيا .

ــ لا حرية الليبيين ولا ديموقراطيتهم أو دكتاتوريتهم تعني لهم شيء . بل من أجل دكتاتورية حكم تمسك بهراوتين , هراوة الدولة وهراوة الدين .

ــ برنامج الأخوان مخطط منذ أقدم محاولاتهم في حكم مصر ضد عبد الناصر وما بعده لأنها الدولة الأكثر نقلًا في العالم الناطق بالعربية .
البرنامج متفق عليه ومخطط بالرعاية والمباركة الأمريكية .
مباركة من أرباب العملة الدولية ومبارك من المحفل الماسوني في نيويورك

ــ الأوربيين والأمريكيين هم واحد في مثل هذه المسائل فمثلما كانوا موحدين ضد ألمانيا وأيطاليا في الحرب العالمية الثانية , هم أيضًا موحدين في إستراتيجية هجومهم للأنقضاض على ليبيا وتسليم إدارتها الداخلية ظاهريًا لحراسة الأخوان وجيشهم من المتطرفين لكن من دون صلاحيات في السياسة الخارجية والأقتصاد والطاقة والأستثمار الخارجي وشؤون مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة النفط . مقابل هذا تقوم الولايات المتحدة بدعم الأخوان ودعم مليشياتهم ليستخدموا كل حصص ليبيا من مستخرجات الطاقة وعائد الأستثمارات , وبصورة أشمل وضع ليبيا من جديد تحت الأمر العالمي الجديد الذي أعلن عن الرئيس بوش الأب غداة تحرير الكويت من الغزو العراقي.

ــ ليبيا الآن لا يعلم بحالها غير الموجودين بمدنها وقراها وأريافها وصحاريها . ما ستكون عليه عند نجاح البرنامج الأوروأمريكي ستصبح الأمارة الأسلامية ويصبح المصرف المركزي الليبي بيت خزينة المسلمين كافة . إلغاء جميع القوانين السابقة والعودة إلى عصر لم تعرفه ليبيا من قبل لا تحت النظام الملكي ولا النظام الجماهيري . بل الحكم على طريقة الحكم العثماني تمهيدًا لما كان يخطط له حزب أردوغان في تركيا إن إستمر في كسب السلطة وسمح له الجيش التركي الذي يميل إلى تنفيذ الأستراتيجيات الأمريكية (الأممية ) . وبعبارة أوضح العودة إلى تاريخ الأمبراطوري العثمانية لأحيائها من جديد كنفوذ في لعبة الأمم . أمّا كيف ستكون ليبيا فهي لن تكون غير إمارة إنبعاث روح الأمبراطورية الأسلامية من جديد لكنها ستكون بقيادة أمير المؤمنين تركي لتبدأ الحركة الأسلامية الأخوانية من جديد في الزحف من تركياعلى بلدان البلقان وشرق آسيا بعد أن يتمكن الأخوان بحكم ليبيا من أن يزحفوا شرقًا وغربًا لأخضاع جميع الشعوب الناطقة بالعربية تمامًا كما فعلت جيوش نشر الأسلام . وقد عبر كتاب وأما فيما يتعلق بتحقيق الأمان للّيبيين فهو لن يتحقق على المدى القريب لأن الصراع على السلطة والثروة سيأخذ كما هو عليه في الوقت الحالي أشكال متعددة تمامًا مثلما كررها عدة مرات الشهيد معمر القذافي عبر جميع سنوات قيامه على حراسة الدولة الليبية . ولم يبقى أمام هذا البرنامج الأوروأمريكي إخواني لليبيين غير أحد خيارين . إمّا أن يقبلوا بالحكم الديني كما كانت عليه أشكال الحكم في العصور الوسطى أبان حكم الكنيسة أي التحول إلى الدولة الدينية بدلاً من الدولة الدنيويّة (بمعنى تدبير الحياة الدنيوية المادية ) أو خوض حرب أهلية . أمّا إن كان الليبيون سيكونون أغنياء فهذا مستبعد لأن دخل دولتهم سيتحول لتغذية الصراعات التي يحتاجها هذا البرنامج ولن تحظى البلاد بتنفيذ كل ما تم التخطيط له ورُصدت له الأموال اللاّزمة من عملة صعبة وذهب يدعم الدينار الليبي . وخلاصة الكلام أن لعبة الأمم متعلقة طوال التاريخ بثروات كل بلد وعملته النقدية ورصيده وحيوية شعبه وموقعه وموقعه ونمط حكمه وهي جميعها أسباب للتدخل فيه والأنقضاض عليه عندما يحين الوقت ولا يوجد أي بلد مستثني بما فيها دول الأتحاد الأوربي وروسيا غير بريطانيا والولايات المتحدة وربما الصين .
.................عن اخي النقيب رمضان