منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أبو يعرب بطل معركة «جسر الشغور».. القصة الكاملة

اذهب الى الأسفل

 أبو يعرب بطل معركة «جسر الشغور».. القصة الكاملة Empty أبو يعرب بطل معركة «جسر الشغور».. القصة الكاملة

مُساهمة من طرف السهم الناري الأحد مايو 25, 2014 9:54 pm


 أبو يعرب بطل معركة «جسر الشغور».. القصة الكاملة 26863

فداء، شاب سوري من مواليد 1969، عاش حياة عادية كأي شاب سوري آخر، تعلم في المدارس الحكومية، وكان يهوى الرياضة منذ صغره، فبرزت لديه صفة القائد في سن مبكرة، ليصبح قائداً لفريق الكرة الطائرة في مدرسته الابتدائية خلال العام 1980، وكان قد بدأ مزاولة لعبة الكاراتيه في نفس الوقت، لكن انشغالاته الأخرى حالت دون نيله حزاماً أعلى من الحزام الأخضر، وتسببت بانقطاعه عن التمارين لاحقاً.



درس في مدرسة «صقر قريش» التي تأهلت بفضل تألقه ورفاقه إلى المباراة النهائية لدوري مدارس المنطقة (الصف السادس ١٩٨٠)، ومن أولى الدلائل على «فدائيته» أن المدرب كان يمازحه قائلاً «في الشوط الأخير سأتركك تلعب لوحدك»، وكبر فداء وكبر معه اللقب حتى أصبح بنظر الجميع «القبضاي»، الذي يقصدونه لطلب الخدمات وحل المشاكل، فلا يردهم.



تطوع فداء باكراً في الجيش العربي السوري، وخدم في نقاط عدة، حيث تسلم رئاسة مفرزة سلمى (ريف اللاذقية)، وكان يشهد له دائماً، شدة حماسته واندفاعه وعلاقاته المميزة مع المحيط، حتى في أصعب الظروف والنقاط، كان يدرك حساسية عمله «الأمن العسكري»، ويتعامل مع الناس على قاعدة «امشي عدل يحتار فيك عدوك»، لذا كان يعرف بأنه عصي على كل أنواع الترغيب والترهيب، مما رفع مكانته لدى قيادته وفي محيطه، فتقرر نقله بعدما عمل في قسم مكافحة الإرهاب الى إدلب وبالتحديد إلى مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور، حيث رسمت الأيام الفصول الأخيرة من حكاية شاب حمل لقب «أبو يعرب» ووُلِد واستشهد «فداءً».

رغم كتمانه الشديد لكل ما يتعلق بعمله، كان المقربون منه يحاولون بشتى الطرق معرفة ما يحصل في مكان خدمته، فكان يختصر قائلاً «هناك شيء ما يتم تحضيره لسوريا»، ولولا تواتر الأخبار لما عرف أقرب المقربين إليه أنه كان خلف العديد من الإنجازات التي توجت بالقبض على عدة خلايا كان يتم تجهيزها في تركيا وإدخالها الى إدلب في وقت مبكر.

مع بداية الأزمة، بات فداء يُقل في إجازاته حتى انقطعت تماماً، فعرض شقيقه زيارته في مقر عمله فرفض، عندها أدرك شقيقه كما العائلة أن الوضع بات خطيراً، إذ كانوا كلما اتصلوا به أصر على أن الأوضاع جيدة، رغم كل ما كان يُشاع ويُفبرك، لقد كان للتضليل دور كبير في تسعير الأزمة،

كانت الأخبار ترد تباعاً عن حجم التحشيد الحاصل بريف إدلب، وباتت وجوه «غير السوريين» مألوفة أكثر في الأرياف، بعدما كانت مقتصرة على المدن بقصد السياحة، وتحولت لاحقاً إلى أقامة دائمة في الريف، تبث التحريض الطائفي وتحرض أبناءه على استهداف كافة المؤسسات الحكومية الأمنية وغير الأمنية، لكن لم يتوقع أحد أن تصل الأمور الى ما وصلت اليه، ولم يكن أحد ليتخيل أن يحصل ما حصل في جسر الشغور.. 



استغل شقيقه حلول عيد ميلاده يوم ٦ / ٢ لمعايدته، فاتصل به مطمئناً، فإذ به يمده بالقوة والعزيمة وهو الذي يواجه الأهوال «كان سنداً حقيقياً لنا جميعاً، لم يكن سهلاً أن تكون شقيق «أبو يعرب»، بوقفته ونظرة الناس له والفخر الذي لطالما حصلنا عليه بسببه»، يبتسم بشار وهو يتحدث عن آخر لحظات التواصل «اتصل بالمنزل قبل أن يتصل الأهل به لتهنئته بعيد ميلاده، كي يشعرهم بأن كل شيء على مايرام».




قبل مجزرة «جسر الشغور» بثلاثة أيام حصل هجوم على مخفر للجيش الشعبي بقرية الحسينية بريف جسر الشغور وتم قتل العناصر وسرقة السلاح، وعند تقاسم المسروقات وقع الخلاف على إحدى البنادق وبالنتيجة حصل شجار وقتل شخص اسمه «باسل المصري» كما ذكرت صفحة تابعة لمجموعة معارضة إسمها «جسر الشغور الحرة»، مؤكدة مقتل باسل المصري بسبب الشجار بين المسلحين، لكن تم الترويج بعدها بأن الأمن العسكري هو من قتله، كما حصل في أماكن عدة من عمليات قتل وإلصاقها بالأمن أو الجيش أو الشرطة، علماً أن جميع المفارز كانت محاصرة بالمتظاهرين، لكن كان واضحاً أن هذا لا يكفي ويجب صرف «الدماء» في عملية التحريض لكي تتسلح الفتنة وتسيل الدماء أكثر.

عُرض على «فداء» في حينه أن يتم تعزيز المفرزة بعشرة عناصر من فرع إدلب، فرفض قائلاً «بلا ما تبعتوهن ليموتوا»، فقد باتت الصورة واضحة بالنسبة له، والمعلومات عن المخيمات التي تقام على الجانب التركي كانت قد وصلت حتى قبل أن يحصل أي اشتباك أو اطلاق نار في جسر الشغور، توقع فداء ورفاقه أن «الواقعة قد وقعت»، والمسألة تحتاج لأكثر من عشرة عناصر بكثير.



لم يكن وضع المفرزة الجغرافي المنخفض يسمح لها بالدفاع لوقت طويل، خاصة بعدما احاط بها المسلحون من كافة الجوانب، بعد سيطرتهم على المفارز القريبة، كانوا ٧٢ مقاتلاً بمواجهة آلاف، ليس في العدد مبالغة فقد كانت طفرة السلاح في بدايتها، وكان معظم القادمين من مسلحي الريف يمنون النفس بالغنائم (أثاث، تجهيزات، سلاح وذخائر)، واشتد الحصار وكانت الهجمات عنيفة وبأعداد كبيرة، وبات التواصل بين «فداء ورفاقه» وأهلهم يتم بالواسطة، عبر فرع إدلب، إلى أن علم شقيق فداء يوم ٦ / ٤ من قريب له أن فداء قد أصيب، فاتصل بفرع إدلب ملحاً عليهم طالباً الإطمئنان عنه، ليأتيه الاتصال من فداء نفسه يؤكد له أنه بخير، وأن الكهرباء قد قطعت عن المفرزة لذا عليه المحافظة على «بطارية الهاتف»، كان يتحدث بشكل طبيعي، لا بل في قمة حيويته حتى نسي شقيقه أن يسأله عن الإصابة، التي علم لاحقاً أنها كانت في ذراعه، خلال عملية سحب أحد جرحى عناصر المفرزة.

ارتفع عدد الهجمات المتكررة على تقطع نحو المفرزة، وفي إحدى مراحل الهجمات، طالب المسلحون برأس «أبو يعرب»، عارضين السماح لجميع العناصر بالمغادرة مقابل تسليمه، ولعلهم ظنوا يومها أن ذلك سيزعزع العلاقة بين فداء ورفاقه، لكن أحداً منهم لم يقبل بمناقشة الأمر، وكان قد استشهد لهم رفيق من أبناء جسر الشغور نفسها، يدعى محمد غزَّال وشاب آخر من معرة النعمان، أما لباقي عناصر المفرزة فكانوا من مختلف المحافظات (حمص، حماه، السويداء، حلب، اللاذقية)، أصر الشباب على الصمود أملاً في حماية جثامين رفاقهم الشهداء، حتى وصول التعزيزات أو فك الحصار.

حاولت قيادة المنطقة ارسال قوة معززة نحو المفرزة، لكن القوة تعرضت لكمين في بلدة فريكة (٥ كم عن جسر الشغور)، وبقي العناصر المسلحون فقط ببنادق كلاشنكوف صامدون على الرغم من شدة الهجمات، حتى استعان المسلحون بجرافة (تريكس)، وقاموا برمي برميل متفجر بواسطتها، كان صوت الانفجار قوياً وفعله كذلك، ولعله تسبب في حينه في استشهاد عدد كبير من العناصر، وافقاد الباقين ما تبقى لهم من قدرة على الصمود، وسرت شائعات عن أسر «أبو يعرب» في حينه، فاتصل به شقيقه زيد محاولاً الإطمئنان عنه فأجابه فداء «أنا منيح بس مشغول كتير بحكي معكن بعدين» .. وكانت هذه آخر مرة يسمع فيها فرد من العائلة صوته، وبدأت الشائعات تعصف بأفراد العائلة، الذين لمعرفتهم به، تأملوا أن يصمد حتى وصول المؤازرة، لكنها وصلت بعد فوات الآوان .. جاء أحد المعارف ليخبر شقيقه باستشهاد «فداء»، وكان الوقت ليلاً، فاحتار شقيقه كيف ينقل الخبر إلى العائلة الشديدة الارتباط ببعضها.

يوضح بشار أن العائلة (الأهل) والأخوة يقطنون في نفس الحي، وكذلك الأقارب، لذا اتصل بابن عمته الطبيب، الذي كان يتوقع أو يعلم، طالباً منه التوجه الى منزل العائلة لنقل خبر استشهاد «أبو يعرب»، لكي يتسنى له الذهاب الى منزل عائلة «فداء» وإطلاعهم على الخبر بنفسه، محاولاً نسج مقدمة عن اصابته تمهيداً، لكن صوت زوجته قطع عليه الطريق قائلة «فداء استشهد» .. ليبرتفع صراخ الموجودين وبكائهم، يضيف بشار «لم أجد طريقة لتهدئتهم سوى التوجه نحو ابنته سارة وسألتها "شو بدو أبوك منك؟"» .. فأجابت بصوت عالي طالبة من الجميع بمن فيهم الجيران الذين حضروا فور سماعهم الصراخ والبكاء «ما حدا يبكي عبابا، بابا شهيد، أنا وعدتو كمل امتحاني واتفوق،، وبدي روح عالفحص متل ما وعدتو».. ووفت سارة بوعدها لأبيها وحازت على نتيجة ٣٠١ / ٣١٠.

الوضع في منزل العائلة لم يكن أسهل على الوالد والوالدة، فهم على ما يبدو قد احسوا بحصول مصاب، وتأكدوا فور وصول قريبهم الطبيب المفاجئ، فقال الوالد «فداء استشهد»!؟، مسترجعاً متصبراً .. مؤمناً بقضاء الله وقدره، لكن الوالدة لم تستطع تحمل وقع الصدمة، وقضى الطبيب عمار ليلته تلك يتنقل بين منزلي العائلة معالجاً الزوجة والوالدة كلما فقدت إحداهم الوعي.

استشهد فداء بتاريخ ٥ / ٦ / ٢٠١١، وكان أول شهيد من الحي الذي يقطنه وكذلك في قريته «دباش» التي قدمت سابقاً شهيداً في معركة البطولة عام ١٩٧٣.
لم يضطر فداء حتى في اللحظات التي أدرك فيها دنو الأجل .. شهادة، أن يطلب من أحد أو يذكرهم بعائلته، فهو مدرك تماماً سواء على مستوى العائلة أو الحي أو البلدة أو حتى معارفه الشخصيين، الذين باتوا يقصدون منزل العائلة ليعرِّفوا بانفسهم، معددين خدماته ومساعدته لهم، أنه قد تركهم بين أيد أمينة محبة ومسؤولة.

رحل فداء «أبو يعرب»، وكُتب الكثير عنه وعن بطولات عناصر مفرزة جسر الشغور وعما حصل معهم وعليهم، لكن عائلته وبعيداً عن المبالغات، تدرك قيمة البطل الذي قدمته، وتعلم أن إرادة الصمود والقبول بالتضحية بالنفس عند فداء ورفاقه وعدم الاستسلام لأعداء الله والوطن، هي البطولة الأكبر، هكذا يردد اخوته وهم ينظرون إلى وجوه أولاده، سارة التي وبعد ٣ سنوات على استشهاد والدها ستتقدم لامتحانات البكالوريا، يارا التي برهنت عن كفاءة وذكاء عاليين، وضياء الصغير (١٢ سنة) بدأت تظهر في طفولته ملامح رجولة أبيه .. ومحبته وطيبته.
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى