( معادلة المستحيل يكتبها الرئيس الأسد القائد .. )

( معادلة المستحيل يكتبها الرئيس الأسد القائد .. )

بقلم .. حسن مصطفى جمال الدين
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

( معادلة المستحيل يكتبها الرئيس الأسد القائد .. )

بقلم .. حسن مصطفى جمال الدين

انها أوراقٌ وصحفٌ ومحابر من كل لون
كتاب سوف لن تغلق الصفحات فيه وهي ترفل بالمجد الذي سيكتبه التأريخ الجديدُ عن رجل حاربته الدنيا بأجمعها لكي تمزق داره والوطن ، لكنه أبى الا أن يلملم كل فرع وغصن فيه ولو اضطره ذلك لقطع أيادٍ شتى ..

انه الأسد وابن الأسد ..

على أن المزابل والقبور الخربة ، والصفحات العار ، تنتظر الذين حاربوه من عربان ومن فرنجة ..
لم يحسبوا أبداً أنهم قد صنعوا بفعلهم الغادر هذا ، قائداً ربما لم يكن ليدري خبايا مكنونات ذاته الفذة ، حتى هو نفسه ، فضلاً عن شعبه الذي عاثت فيه الظنون والدروب والمشارب في أمة ميتة ما عاثت ، ولاطمته أياد الغدر حتى من أبناء جلدته
لقد كانوا لو يعلمون .. في غناً كبير عن أيقاظ عملاق كهذا ..
ان القرار الذي اتخذه الرئيس بشار حافظ الأسد ، لهو قرار معجز حقاً ، وهو أصعب ما يكون ، حين لا تكون الرؤية واضحة لدى القائد في ما سوف تؤول اليه الأمور ، وما هو حجم الحرب التي سوف تدار رحاها ضده وضد جيشه وشعبه وامكانات بلاده في التصدي لتلك الحرب
ومن هم الذين سوف يكونون رأس الحربة فيها ، والى أي مدى سوف يذهبون في رايات حربهم هذه ، والكثير الكثير مما يجعل من اتخاذ القرار الذي اتخذه الأسدُ واثقاً أمراً يكاد يدخل في مصاف المستحيل إن لم نقل أنه المستحيل بعينه ..

ناهيك عن ماكينة الاعلام التي سوف ترافق هذا القرار لكي تُسوق للرئيس القاتل لشعبه ، وما سوف تحصده الرصاصة الأولى من كوارث في مسيرة أي قائد أو رئيس أو رمز ، وقد سبقت سوريا الى مكب الخريف العربي دولٌ قبلها ، وصار الفكر الجمعي العربي جاهزاً لتقبل فكرة الرئيس الشيطان ..
المال والرجال والسلاح وفكر التخلف والقطيع جاهزون جميعاً لخوض المعركة التي ستحدد وجه العالم الجديد ..
لكنهم جميعاً قد تفاجؤوا بجاهزية القائد الجديد لسوريا القديمة ..
أرادوا تسويقه شيطاناً في ثياب رئيس .. أرادو شيطنته ، فانبرى لهم قائداً فذاً ومُخلّصاً ترتمي لديه الأماني الرقاق وتنحني أمام شموخ قامته ورديني رمحه ، كل الصعاب التي أجمع الكون على أنها المستحيل ..

لقد كسروا في حربهم ضد سوريا العربية ، كل حواجز العيب والحرام واستباحوا فيها كل المحاذير وكل الحدود .. وكسر القائد الأسد كل القواعد الباليات واستنبط لنفسه ولجيشه ولدولته وشعبه ، قواعد جديدة للحرب وللسلم ولمفهوم المواطنة ..
وربما يكون ذلك من أهم القرارات الشجاعة التي اتخذت في التأريخ
أن تحول بالإصرار والعزيمة والتضحيات والصبر ، ما هو مسلم في الذهن خطأ ، أنه لا يجوز ، الى ما هو مسلم في العقيدة والمنطق السليم والعقل السليم أنه واجب عينيٌ لابد من تنفيذه ولو سالت له الدماء انهاراً وهدّمت لهُ البيوت ..
إنه الوطن .. ووحدة الوطن وأننا السادة فيه ولسنا فيه العبيد ولن نؤخذ فيه أخذ النعاج

خدعة الرئيس الذي يقتل شعبه لم تنطلي على المواطن السوري ، كما أنها لم تصب القائد بالعمى المؤقت أو الشلل المؤقت ، كان كمن يرى في البعيد أنه المنتصر وأنه يسري الى محجة بيضاء وان كان مقيلها أسوداً كالح الوجه والتفاصيل

لقد فعل ما يمليه على الطبيب انقاذ جسم أصابه الغرغرينا ، وأي غرغرينا أشد من وهابي تكفيري يستلذ الذبح باسم الله والتقطيع باسم الله وأكل الأكباد البشرية باسمه
العضو المصاب لابد له أن يقطع .. وقد قطعه الأسد الطبيب ..!!

من طبخ الحرب على الأسد وشعبه في مطابخ الغرب أو خيام العربان مناسف من جثث الضحايا ، سوف يُخلع أو يزول ، وقد فعلوها تباعاً ، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وسوف يبدلون تبديلا ..

والأسد القائد المستحيل .. على أبواب استفتاء جماهيري مستحيل ، شأنه كشأن ما أختاره من مستحيلات لم يحققها سواه في زمن النعاج المقادة الى الذبح ، استفتاء سوف يطرق أسماعاً صماء أصلاً ، وأسماعاً تزعم الصمم ، وسوف يُسمع حقاً من به صممُ

إنه استفتاء في زمن الحرب والموت والخراب ومحاولات مستميته من كل محيط سوريا القريب ، ومن محيطها البعيد جداً ، أن لا يتحقق التئام شمله
لكنه سوف يكون وسوف ينجلي لواهم وهمه ، ولزاعم أنه السراب عيوناً وينابيع

فإلى أين تراها ستتجه آلة الاعلام العربي الغبي بعد أن يقول الشعب السوري كلماته وقد قالها فعلاً عبر السنوات الثلاث التي انجلت ، في حالة منقطعة النظير من التفافه حول القائد الفذ والجيش الفذ
وإن كنا نعرف أنه آخر هم شعب كهذا ، ما سوف يقوله الخراف وما ستنعجه النعاج ، لكنه حوار عاقل لعاقل إن وجد ..
ماذا سيكون رأي العالم المزيف هذا حين يختار الشعب قائده المخلص وسوف يفعل ..؟

أنا الزعيمُ ، بأن ربيعاً عربياً ، إن لم يكن عالمياً ، حقيقياً ينتظر على أبواب الفصول
وأن عهراً يرتدي ثياب الحرمين الشريفين سينجلي عنه عهره ، وعهرٌ آخر يرتدي حقوق الانسان في البيت الأسود سيخلع عنه ثياب الهجود المزيف لتنكشف البغِيُ في حانها الرخيص ..
إنها حقاً ستكون اللطمة التاريخية التي انتظرها تأريخنا المعاصر طويلاً ، وأبواق الزيف تعوي ، لطمة كضرب حسامٍ مهندٍ الى سفهاء قد طأطأوا لها طويلاً خشية أن تأت ، وها هي آتيه

فلترتقي الى علياك أيها الرئيس القائد الغيور حد الذهول ..
وليكتب التأريخ ما قد حُرم من تسطيره في صحائف الخلود منذ سنين طوال ، إنها معادلة جديدة قد كتبت ، الغت المسلم ، واختطت لنفسها علماً جديد
سدد الله خطاك الى ذلك المرتقى الصعب الذي اخترت
وسدد الله خطاك الى تطهير سوريا من كل درن فيها وداء .. قريباً كان أم بعيد .