ليبيا تتمزق

aldjazairalwatania.com

قريب الملك السنوسي يعلن الحكم الذاتي في برقة
الجزائر الوطنية

خريطة ليبيا ما بعد "الربيع العربي" بدأت تتضح الآن بصورة أوضح عما كانت عليه من قبل، حينما تعالت أصوات في داخل ليبيا داعية إلى كبح مظاهر "تجييش" المجتمع الليبي والتصدي لـ "مؤامرة" هدفها تقسيم ليبيا. وما كان يضعه البعض في خانة "الدعاية" أصبح اليوم أقرب لأن يصبح حقيقة، بعد إعلان رئيس مجلس إقليم برقه أحمد الزبير السنوسي تحويل الإقليم المذكور إلى إقليم فدرالي يدير شؤونه بنفسه في إطار الدولة الليبية، بمعنى إعلان الحكم الذاتي لمنطقة غنية بالنفط.
أعطى حاكم برقة الانطباع بأن المواطنين الليبيين في تلك المنطقة يباركون خطوته تلك حيث قال في هذا الخصوص "إن شرعيتنا مستمدة من أبناء برقه وقبائلها ونحن نستعمل هذه الشرعية لصالح البلاد وليس لصالحنا". وأضاف أن برقه "تستحق أن يكون لها حرية في تكوين إرادتها" . مع العلم أن السنوسي كانت له "سوابق" في مثل هذا الاتجاه، حيث طالب بإجراء استفتاء "لتقرير مصير برقة"، مبررا ذلك بحق المنطقة في أن "تحوز برلمانا منتخبا وحكومة محلية".
ورغم أن السنوسي الذي يعد أحد الأقارب البعيدين لآخر ملوك ليبيا لا يملك أية سلطة في المرحلة الانتقالية التي تجتازها ليبيا تخول له تنفيذ مشروع الحكم الذاتي إلا أنه مصمم على المضي قدما في تنفيذه، دون أن يفصح عن الخطوات التي سيتبعها مستقبلا.
وجاء في البيان الذي أصدره الإقليم أن "برقة تعد إقليما فيدراليا من هذا اليوم معتمدا على الدستور الذي صدر العام 1951". وقد تقرر إنشاء برلمان مكون من غرفتين: إحداهما للشيوخ والأخرى للنواب، يتألف من" جميع مكونات برقه دون إقصاء حتى تجرى انتخابات في هذا الإقليم وإنشاء حكومة للإقليم بالتعاون مع كافة الإطراف وقوة دفاع تخص الإقليم تقوم بواجبها بمسانده الجيش والأمن العام".
كما أورد البيان دعوة الحكومة الليبية لتخصيص ميزانية للإقليم الذي تعهد بـ " التعاون مع جيران الإقليم في تصحيح الأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة المخدرات واحترام كافة الاتفاقيات المبرمة مع دول العالم".
ورغم أنه لم يصدر عن الحكومة الليبية إلى حد الآن أي رد فعل رسمي، إلا أن الأكيد أن هذا التطور جاء ليزيد من متاعبها في ظل انشغالها باستتباب الأمن، في ظل انفلات أمني ما فتئت تتسع رقعته. فكيف ستتصرف إزاء هذا الإعلان خاصة وأنه وضعها أمام الأمر الواقع؟ فإن هي تساهلت مع مطلب الحكم الذاتي، فلا يستبعد ظهور مطالب مماثلة من أقاليم أخرى وإن تجاهلته أو واجهته بحزم يُخشى أن يتخذ المطلب شكلا أكثر راديكالية من شأنه أن يزج بالبلاد نحو المجهول. الأمر يتعلق بغياب لهيبة الدولة وسلطتها الدولة وما ينجم عنها من مظاهر تهدد وجودها . ولعل آخر ما تناقلته وكالات الأنباء العالمية في هذا الخصوص، قيام أفراد من الشرطة الليبية باقتحام وزارة الداخلية بقوة السلاح مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة حيث صدتهم قوات الأمن واعتقال العشرات منهم.

ليبيا للأسف تمزقت منذ اللحظة الأولى التي قامت به قطعان الجرذان والعصابات الاجرامية من المرتزقة بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين في بنغازي وكذلك الهجوم على معسكرات الجيش وقتل الجنود والتشويه بجثثهم في هذه اللحظة ليبيا بدأت بالتمزق رويدا رويدا