حرائق "الفوضى الخلاقة" تشب في ذيول الغرب بداية من باريس...

ضرب الارهاب بقوة اليوم في قلب باريس , و اسفر الهجوم الارهابي على مجلة "شارلي ابدو" الساخرة و ذائعة الصيت على حصيلة كارثية من الضحايا الفرنسيين ... و في الحين تم توجيه اصابع الاتهام الى "الاسلاميين المتطرفين" مما سيتسبب في موجة احتجاجات فرنسية و غربية قد ينتج عنها مزيد من التضييقات على المسلمين المقيمين في فرنسا و في اوروبا عامة...

عين امريكا ايضا مفتوحة بشدة على الذي حدث في باريس, وهي التي تعيش مشدودة الاعصاب منذ احداث 11 سبتمبر المعلومة, لكن السؤال الاهم يظل : هل نجح الغرب في سياسة "الفوضى الخلاقة" التي اعتمدها طيلة السنوات الماضية بهدف ترويض الوطن العربي ؟!

الاجابة تبدو اقرب الى النفي , عندما ننظر بالعين المجردة الى ما حدث في العراق بداية ... ثم سوريا , فليبيا و اليمن ... و نسبيا مصر و تونس, و التي احترقت جميعها بنار الارهاب الناتج عن سياسة "الفوضى الخلاقة" المنتجة لاحقا لما اصطلح على تسميته ب"الربيع العربي"...

لكن يبدو واضحا الان ان حساب الحقل لا يناسب حساب البيدر , و ان "التحالف الغربي" الذي شجع على الفراغات في دول الشرق الاوسط ممنيا نفسه بابعاد الحرائق عنه قد بدا يفقد السيطرة على الوضع في تلك المنطقة الملتهبة , بل اتضح انه اصبح عاجزا عن حماية نفسه من اتجاه تلك النيران نحو تلابيبه...

و للتذكير فقط, فان السياسة الفرنسية كانت على درجة واضحة من الفشل و التردد في كل من العراق و سوريا , و في جميع مراحل الصراع بدءا من محاولات اسقاط نظام بشار الاسد التي لم تؤت اكلها الى الان , و وصولا الى مرحلة "داعش" التي لم تكن سوى ثمرة طبيعية لمحاولة زعزعة الانظمة "التقليدية" و اساسا النظام السوري... و الواقع ان فرنسا تشترك في التذبذب و في قلة الحيلة و نقص الشجاعة و الحزم مع كل حلفائها الغربيين الذين اظهروا بالنتيجة جهلا فادحا بطبيعة شعوب المنطقة, ما جعل النار التي نفخ فيها الغرب تعود اليوم لتمسك بتلابيبه!
منقول