اسرائيل تترقب ما يجري في القنيطرة

ليست المعارك الانتخابية وحدها ما تشغل الإسرائيليين. فالعملية التي أطلقها الجيش السوري منذ أيام في منطقة القنيطرة، أثارت الاهتمام الإسرائيلي، نتيجة الخشية من تطورات دراماتيكية، قد تجرها العملية على الحدود الشمالية. الخشية الإسرائيلية تمثلت في القلق من سرعة تداعي المجموعات المسلحة، مقابل سرعة تقدم الجيش السوري، ما ينبئ بنشوء واقع جديد غير مريح لاسرائيل.
وقال محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية ايهود يعري إن “المجموعات المسلحة تجد صعوبة في هذه المرحلة في وقف التقدم، والخطر يكمن في انهيار منظوماتها، ووصول حزب الله إلى الخط الحدودي في الجولان، وقد تنشأ هناك جبهة جديدة للعمليات”. إسرائيل التي لم تحرك ساكناً مع سيطرة المجموعات المسلحة على معبر القنيطرة، تنظر اليوم بعين القلق إلى ما يحصل هناك، وتطلق تهديداتها استباقاً لأي تطور قد يحدث. وأشار الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين “نقول لأعدائنا أياً كانوا… إسرائيل عرفت وتعرف كيف تدافع عن نفسها في أي سيناريو وفي أي ظروف”.
المحللون الإسرائيليون الذين حاولوا التزام الصمت خوفاً من استخلاص عبرة ما من تحليلاتهم، عدّوا الهجوم الذي يشنّه الجيش السوري في منطقة القنيطرة “الأكثر جدية” ورأوا فيه امتداداً لمعركة القصير، من حيث سرعة الحسم والتأثير. وفي هذا الغطار قال ايهود يعري “سأكون حذراً في اقوالي، لأني أقول أشياء هنا، وبعد ذلك يستخلص السوريون من ذلك نتائج”.
وأضاف “ما يحصل مشابه جداً لمعركة حزب الله في القصير على الحدود السورية اللبنانية، والمشكلة هي أنهم إذا ما نجحو في إبعاد المجموعات المسلحة، والوصول إلى حدودنا، فإنه سيكون الأمر الأخير الذي تريده اسرائيل”. وبغض النظر عن التفاصيل الاستراتيجية والتكتيكية، فإن إسرائيل تعدّ ما أحرزه الجيش السوري هناك حتى الآن “مشكلة كبيرة بالنسبة إليها”.
وقال يعري “هناك مشكلة من ناحية إسرائيل، ولن أدخل في تفاصيل تكتيكية، لكن النقطة المركزية هي أن الجيش السوري حقق تقدماً مع حزب الله، بحيث سيطر على المناطق الأمامية للمجموعات المسلحة المنتشرة في جيب ملاصق للحدود مع الجولان”.
تقول القناة الثانية الإسرائيلية، في ظل هذا الوضع، يطرح المراقبون في إسرائيل أسئلة كثيرة من أنه: إذا تطورت الأمور غرباً لا جنوباً، فهل الحكومة الإسرائيلية مستعدة لقبول انتشار حزب الله على طول الخط الحدودي مع الجولان”… وإذا كان الجواب لا، فما العمل”… هي أسئلة بدأت بالظهور ولا يمكن الهروب منها.