منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحلقة 18: محمية قطر.. الدور والهدف .. ما خفي وما ظهر من جبل تآمر الحمدين شراء الذمم في القمم.. شيكات قطرية بلا رصيد وطني

اذهب الى الأسفل

الحلقة 18: محمية قطر.. الدور والهدف .. ما خفي وما ظهر من جبل تآمر الحمدين شراء الذمم في القمم.. شيكات قطرية بلا رصيد وطني Empty الحلقة 18: محمية قطر.. الدور والهدف .. ما خفي وما ظهر من جبل تآمر الحمدين شراء الذمم في القمم.. شيكات قطرية بلا رصيد وطني

مُساهمة من طرف السهم الناري السبت يونيو 08, 2013 12:12 pm


الحلقة 18: محمية قطر.. الدور والهدف .. ما خفي وما ظهر من جبل تآمر الحمدين شراء الذمم في القمم.. شيكات قطرية بلا رصيد وطني 65939_61925-w450

في 4 نيسان الماضي (2013) حدث ما لم تحسب قطر حسابه... طلاب فلسطينيون من جامعة خضوري في طولكرم شمال الضفة الغربية علقوا على عمود دمية تمثل أمير قطر حمد بن خليفة في مشهد يحاكي عملية إعدام شنقاً، ثم أحرقوا الدمية وسط هتافات ضد آل ثاني وسياساتهم الموالية للعدو الإسرائيلي.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سارع للتبرؤ من هذا الأمر الذي يأتي بعد خمسة أشهر ونصف من زيارة أمير قطر إلى غزة (23 تشرين الأول 2012) ولم تعلّق قطر.. لكن المراقبين قرؤوا الحدث بصورة مختلفة متسائلين: هل هي بداية نهاية الحَمَدين؟
ما الذي حدث وأوصل حال مشيخة قطر على الساحة الفلسطينية لدرجة الإقدام –رمزياً- على إعدام أميرها الذي يقدم نفسه «نصير الشعب الفلسطيني وقضيته»، وهو الذي أقدم على زيارة قطاع غزة ليظهر وكأنه «يكسر» الحصار الإسرائيلي، (ونحن لن نتحدث هنا عن مدى صحة أو صوابية زيارات كهذه تتم تحت سقف الاحتلال الإسرائيلي، وينتظر القائمون بها موافقة سلطات الاحتلال عليها)... هذا طبعاً بالنسبة للساحة الفلسطينية التي سننطلق منها إلى الساحة العربية الأشمل، إذ إن قطر خسرت فيها كل ما كانت قد بنته خلال عقد ونصف من الزمن من الظهور «كدولة محايدة ذات مصداقية على علاقة جيدة مع الجميع»، وسنركّز على القمم العربية خلال عقد مضى، ومحاولات قطر استدراج العرب والعمل العربي المشترك إلى ساحات الانقسام والصراع، وحسب المراقبين فإن هذه المحاولات رُصدت في مرّتها الأولى في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002، وصولاً إلى القمة العربية الأخيرة في الدوحة 26 آذار الماضي (2013)... رغم أننا –في المقابل- نستطيع القول: إن هذه المحاولات بدأت مباشرة بعد الانقلاب الذي قاده الحَمَدان على الشيخ خليفة في 27 حزيران 1995.

البداية.. استهداف القضية الفلسطينية

لنعد إلى عامين مضيا، قبل تاريخ 4 نيسان الآنف الذكر، وتحديداً إلى تاريخ 11 كانون الأول 2011، حين استضافت قطر دورة الألعاب العربية... ففي حفل الافتتاح كانت الوفود المشاركة تخرج تباعاً لتحية الجمهور وللتعريف بها -ومن ضمن هذا التعريف عرض أعلام لدول الوفود المشاركة على لوحة إعلانية عملاقة- وعندما خرج الوفد الفلسطيني خرجت معه خريطة مجتزأة لفلسطين تتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة فقط من دون القدس، أي بما يمثل 22% فقط من مساحة فلسطين التاريخية، هذه الخريطة التي قدمتها قطر للتعريف بالوفد الفلسطيني شكّلت صدمة للشعب الفلسطيني وللعالم العربي، فلا يمكن في أي حال أن تكون قطر قد أقدمت عفوياً أو اعتباطياً على هذا الأمر، ومن هنا تحديداً بدأ الفلسطينيون والعرب يتحسسون فعلياً الدور المشبوه لمشيخة قطر ضد القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية... أكثر من ذلك، ومنذ ذلك التاريخ، بدأ الكثير من العرب يجاهرون باتهام قطر.
ويُفيد هنا التذكير بأن تركيا، وقبل أيام فقط من افتتاح الألعاب العربية في قطر (في 6 و7 كانون الأول عام 2011)، عمدت إلى تقديم رام الله عاصمة لدولة فلسطين، وذلك خلال افتتاح المؤتمر الصناعي العربي- التركي في اسطنبول.

عودة إلى عام 2002

الدور القطري المشبوه على الساحة العربية لم يتمظهر واضحاً وبصورته العلنية إلا في افتتاح دورة الألعاب العربية، فكيف كان شكله ومضمونه قبل ذلك التاريخ، وكيف وصل إلى ما شاهدناه خلال «القمة العربية» الأخيرة في الدوحة... إذ جاهرت قطر بمؤامراتها التي تستهدف سورية وفلسطين خصوصاً، ومجمل الأمة العربية؟
هناك من يقول: إن قطر مررت دورها المشبوه على الساحة العربية على غفلة من الأمة التي غرقت في قضية غزو العراق وتداعياتها التي شكلت مصدر تهديد للجميع، وليس لدول الجوار فقط، (هذه التداعيات متضمنة انقسام العرب حول الغزو ودعم بعضهم له لوجستياً عبر القواعد العسكرية الأميركية الموجودة على أراضيهم، ونذكر هنا أنه فيما كانت القمة العربية في القاهرة عام 2003 تؤكد في بيانها الختامي رفضها المطلق لضرب العراق وامتناع أي دولة عربية عن دعم أي عمل عسكري يستهدف أمن وسلامة العراق، كانت قاعدة العيديد الأميركية في قطر مجهزة لتكون رأس حربة في عملية ضرب العراق)... بعد غزو العراق توالت الأحداث التي أغرقت العرب أكثر فأكثر في أتونها بدءاً من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مروراً بالعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 ثم العدوان الإسرائيلي على غزة (27 كانون الأول 2008 وحتى 18 كانون الثاني 2009) وصولاً إلى ما يسمى «الربيع العربي» من دون أن ننسى القضايا العربية الأخرى الموجودة أساسا كقضية الصحراء الغربية وانفصال جنوب السودان وأزمة دارفور، والنزاعات الحدودية بين الدول العربية (على سبيل المثال: بين المغرب والجزائر، وبين مصر والسودان، وبين الكويت والعراق).
وهناك من يقول: إن قطر غلّفت مخططاتها المشبوهة طيلة عقد مضى عبر الادعاء أنها تقف مع حركات المقاومة العربية (حزب الله وحماس)، وعبر تقديم نفسها «وسيطاً نزيهاً ومحايداً» في الأزمات العربية، كما حصل خلال الأزمة الحكومية اللبنانية عام 2008، والتوسط بين الحكومة اليمنية والحوثيين بين عامي 2008 و2010، والتوسط في أزمة دارفور وتوقيع اتفاق بشأنها عام 2009، والتوسط بين فتح وحماس وتوقيع اتفاق بينهما في شباط 2012.
أيا يكن، فإن قطر استطاعت التغلغل في أكثر من ساحة عربية وتثبيت أقدامها فيها وصولاً إلى استخدام تلك الساحات لاحقاً في مخططاتها، ولاسيما الساحات العربية المستجدة التي استحدثها «الربيع العربي».

تمرير العلاقات مع «إسرائيل»

في الأعوام التي تبعت عام الانقلاب واستحواذ الحَمَدين على السلطة، لم يلتفت العرب كثيراً إلى ذلك التوجه الفوري منهما لإقامة علاقات مباشرة مع «إسرائيل»، وأكثر من ذلك، ركن العرب بشكل غير مفهوم إلى تسويغ الحَمَدين حينها «أن العلاقات مع «إسرائيل» تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني»، إذ إن قطر قدّمت نفسها مفاوضاً باسمه و«داعم له» لأن هذا التفاوض حسب ادعائها «بات ضرورة»... ومن هنا بدأت قطر تتغلغل على الساحة الفلسطينية وصولاً إلى تعزيز هذا التغلغل عبر مبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002... ويُقال: إن هذه المبادرة التي قدمت باسم السعودية حينها كانت في حقيقتها سعودية- قطرية على الرغم من أن أمير قطر لم يحضر تلك القمة.
بعد عشر سنوات على طرح مبادرة السلام العربية، وبعد استهلاكها زمنياً لمصلحة «إسرائيل»، وبعدما استنفدت «إسرائيل» حاجتها إليها، تستميت قطر في سبيل دفن هذه المبادرة واستبدالها بأخرى، ولأنها رئيس لجنة المبادرة العربية فهي لن تجد صعوبة في الوصول إلى هدفها في نهاية الأمر، ولاسيما في زمن «الربيع العربي» وقياداته الهشة، وكانت آخر محاولة قطرية في هذا الإطار خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى قطر في 4 آذار الماضي ضمن جولة له في المنطقة، إذ عدّ حمد بن خليفة خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع كيري أن عملية السلام ميتة، ولابد من الاتفاق على جدول زمني محدد لإنهائها.
وكان كيري قد طرح خلال جولته إدخال تعديلات جوهرية على أهم بنود مبادرة السلام العربية تتضمن ما سماه عملية «تبادل أراض» في الفقرة التي تنص على انسحاب «إسرائيل» من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وكذلك تتضمن هذه التعديلات بنداً عن «التعاون الإقليمي» بين الدول العربية و«إسرائيل» بدعوى «إقناع «إسرائيل» للمضي قدماً في عملية السلام».

شطب الصراع العربي ـ الإسرائيلي

في التسريبات، يُقال: إن قطر تقوم منذ أشهر بتحركات إقليمية ودولية لشطب مبادرة السلام العربية وطرح «مبادرة جديدة لحل الصراع العربي- الإسرائيلي» بتنسيق مع «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.. «المبادرة الجديدة» تقوم على الانتقال إلى إدارة الصراع وليس حلّه بزعم صعوبة حل المسائل الجوهرية المتعلقة بـ(القدس والحدود واللاجئين).. هذه «المبادرة» القطرية هي ما تريده «إسرائيل» تماماً.
في التسريبات أيضاً يُقال: إن قطر تسعى لشطب منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، وحسبما نشرته صحيفة «المنار» المقدسية في 16 شباط الماضي (2013) فإن القيادة الفلسطينية أدركت بعد «القمة العربية» الأخيرة في الدوحة أن هناك محاولات محمومة لإغلاق الملفات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي، مشيرة إلى أن مشيخة قطر تقود هذا التحرك التآمري على الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير، مستغلة الانشغال العربي بفوضى «الربيع العربي»، وتحدثت المنار عن تحركات ومحاولات تقوم بها مشيخة قطر ودول عربية وتركيا بالتنسيق مع أميركا و«إسرائيل» لإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة مرتبطة بحالة التصاعد والتراجع للقوى والأنظمة في المنطقة.

قمة القاهرة 2003.. غزو العراق ودور قطر

في عام 2003 استضافت القاهرة القمة العربية في دورتها الخامسة عشرة.. هذه القمة عقدت في أول آذار من ذلك العام وسط تحشيد عسكري أميركي كثيف في منطقة الخليج العربي استعداداً لضرب العراق، وكان طبيعياً أن يسيطر هذا الأمر على مجمل أعمال القمة على حساب القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية التي طرحت قبل عام في قمة بيروت.
في هذه القمة تحديداً تمظهر بشكل كبير الدور المشبوه لمشيخة قطر ضد القضايا العربية، لكنَّ أياً من العرب وقتها لم يتطرق إلى هذا الدور خلال أعمال القمة، وبدا الجميع منشغلين بتلك الضربة ورد تداعياتها عليهم أكثر من انشغالهم بالميدان الخليجي العربي الذي ستنطلق منه الضربات الأميركية- الغربية للعراق ولاسيما الميدان القطري ممثلاً بقاعدة العيديد الأميركية التي شكلت رأس حربة في ضرب العراق.
العرب خرجوا من قمة القاهرة بأسوأ مما دخلوا إليها، وبدلاً من وقف ضرب العراق كانت تلك القمة بمنزلة نفض اليد من العراق وأهله، وكان بيانها الختامي هو الأكثر بعداً عن الواقع والمصداقية، والأكثر تكاذباً، إذ شدد على الرفض المطلق لضرب العراق وأكد على امتناع أي دولة عربية عن دعم أي عمل عسكري يستهدف العراق، أما في الواقع فكانت قطر ومعها السعودية والكويت تقدم الأرض والسماء والبحر للقوات الأميركية- الغربية لضرب العراق واحتلاله.

من قمة تونس 2004 إلى قمة الدوحة 2009

في القمة العربية التالية التي عقدت في تونس 2004، بعد تأجيل مدة شهرين عن موعدها الأساس المقرر عادة نهاية شهر آذار، غاب العراق كأولوية، رغم أن الاحتلال الأمريكي له كان قد أصبح كاملاً، ورغم استمرار الدول العربية الخليجية ذاتها في تأمين كل ما يتطلبه استمرار ذلك الاحتلال، اكتفت القمة ببيان تبنّت فيه الدول العربية ما سُمي «وثيقة عهد ووفاق وتضامن بين القادة العرب» كما أكدت التمسك بمبادرة السلام العربية كما اعتمدتها قمة بيروت 2002.
في هذه القمة لم تحتج قطر أو السعودية إلى تظهير دورهما.. كل الأمور والاتفاقات تمت وراء الكواليس ليخرج البيان الختامي خالياً من العراق ومن تداعيات الدمار الذي لحق به وهو من الدول العربية المركزية التي يصب ضعفها مباشرة في ضعف الأمة والعكس بالعكس.
قمة الجزائر 2005 التي تلت قمة تونس لم تكن أحسن حالاً رغم الشعار الطنان الذي انعقدت تحت سقفه، شعار إصلاح وتحديث العالم العربي، لكن ذلك الشعار سقط من البيان الختامي رغم أنه يُطرح لأول مرة منذ تأسيس الجامعة العربية 1945، كما سقط العراق أيضا من البيان الذي لم يتطرق إلى استمرار احتلاله وإلى الذي ينتشر ويدور برحاه الدموية على كل البلاد والعباد، واكتفت القمة ببيان مكرور عن التمسك بالعمل العربي المشترك، وبالسلام كخيار استراتيجي، فيما كان الجديد قرار إنشاء برلمان عربي انتقالي مدة خمس سنوات يجوز تمديدها عامين كحد أقصى.
في قمة الجزائر كما في قمة تونس التي قبلها غاب الدور القطري عن اجتماعات العرب رغم أنه كان يشهد اتساعاً مطرداً عبر دخول قطر على خط حركات المقاومة العربية وعلى خط الوساطات في الأزمات العربية، وبذلك لم تثر الشبهات حول دورها، واستمر الحال كذلك في قمة الخرطوم عام 2006 وفي قمة الرياض عام 2007 على الرغم من أن هذه القمة كانت -بحسب المراقبين- صفحة جديدة في كتاب التنازل عن فلسطين، إذ أكدت التمسك بمبادرة السلام العربية التي تدفنها «إسرائيل» كل يوم باستيطان جديد وباعتداءات جديدة على الشعب الفلسطيني، هذا عدا عن أن «إسرائيل» أساساً رفضت هذه المبادرة... وعلى المنوال نفسه مرت القمة العربية في دمشق عام 2008 وكذلك القمة التي تلتها في الدوحة 2009.

قمة سرت 2010.. بداية انكشاف المخططات القطرية

في قمة سرت- ليبيا 2010 تحديداً بدأت قطر تسفر جزئياً عن وجهها الحقيقي، وهذه القمة هي الأخيرة التي انتظمت قبل بداية «الربيع العربي»، واكتفت بإقرار سلسلة توصيات عامة بشأن تفعيل العمل العربي المشترك.
في هذه القمة ألقى أمير قطر حمد بن خليفة كلمة عدّ فيها «أن العمل العربي المشترك يعاني أزمة، وأن أمام العرب خيارين: إما أن يتركوا العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاته، وإما أن يقفوا ويتنبهوا إلى ضرورة المراجعة وإعادة النظر».
واقترح حمد تشكيل لجنة اتصال عليا تعمل تحت إشراف رئيس القمة ويكون عليها التقدم إليه بمقترحات لحل أزمة العمل العربي المشترك.
انتهت قمة سرت وانفض شمل العرب لتبدأ بعدها أولى نذر ما يسمى «الربيع العربي»، وأولى نذر الدور الحقيقي المشبوه لمشيخة قطر ممثلا بآل ثاني، ومع انتقال «الربيع العربي» من تونس إلى ليبيا، بدأت قطر تجاهر أكثر فأكثر بهذا الدور، وتتحدث علناً عن تمويل وتسليح المجموعات التي قاتلت ضد الدولة في ليبيا، وهو الدور نفسه الذي لعبته ولاتزال في سورية، وما بين ليبيا وسورية كانت مصر، إذ لم تترك قطر وسيلة إلا استخدمتها من أجل إغراق الدولة في فوضى بلا نهاية بما يقود إلى دمار البلاد اقتصادياً أولاً واجتماعياً ثانياً، عدا عن اللعب طائفياً بهدف تكريس فوضى متعددة الأوجه تعجز الدولة عن احتوائها.

«ويكيليكس» وقطر

هذا الأمر كشفته وثائق «ويكيليكس» التي نشرت العام الماضي وفيها أن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم أبلغ «إسرائيل» أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف عبر قناة «الجزيرة» لأن مصر عنصر محوري في الخطة، ووصف حمد بن جاسم مصر بـ«الطبيب الذي لديه مريض واحد»، ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة، وعدّ بن جاسم أن المريض الذي لدى مصر هو القضية الفلسطينية في إشارة منه إلى أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية من دون حلّ حتى لا تصبح مصر بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية.
ويورد موقع ويكيليكس أن خطة قطر لضرب استقرار مصر بدأت منذ عام 2009، وجاء في وثيقة تحمل رقم 432 في تاريخ الأول من تموز 2009 أنه خلال لقاء استغرق 50 دقيقة بين حمد بن جاسم ومديرين في قناة «الجزيرة» شن حمد بن جاسم هجوماً مباشراً شرساً على مصر وسياساتها، وفي هذه الوثيقة إضافة إلى وثيقة أخرى تحمل رقم 677 في تاريخ 19 تشرين الثاني 2009 تأكيد على جزئية تكليف بن جاسم - بعد اجتماعه بعدد من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين - للجزيرة ببث كل ما يذكي نار الفتنة في الشارع المصري مابين الشعب والنظام من جهة، والمصريين أنفسهم كشعب من جهة ثانية، ولتكتمل الصورة البارزة، ذكرت الوثيقة الثانية أن توتر علاقات الدوحة مع أي نظام عربي سيجرّ عاصمة هذا النظام أو ذاك لأزمة مخيفة، لأن النظام القطري يستخدم دائماً قناة «الجزيرة» عصا لتصفية الحسابات مع خصومه، وهذه الوصفة نجحت أكثر من مرة في إشعال الجو العام في عدد من الدول العربية.
وكجثة الغريق التي تأبى إلا أن تطفو بدأت التقارير والوثائق تتوالى عن أدوار قطر السوداء في الدول العربية خصوصاً عبر تلك الوساطات -آنفة الذكر- في الأزمات داخل الدول العربية، وكان الأبرز ما كُشف عن تعاون استخباراتي بين قطر و«إسرائيل» خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وحسب تقارير استخباراتية أميركية وأوروبية فإن قطر موّلت شبكات استخباراتية زرعتها في الساحة اللبنانية بتنسيق مع جهات لبنانية ممولة بدورها من جانب الأمير السعودي بندر بن سلطان... هذه الشبكات كانت تزود «إسرائيل» بمعلومات عن أماكن وجود قيادات ومؤسسات المقاومة، وأكدت التقارير أن حمد بن جاسم التقى سراً مسؤولين إسرائيليين ثلاث مرات عشية عدوان تموز وخلاله، وأبدى استعداده لتمويل الحرب ودفع ثمن أي أسلحة تبتاعها «إسرائيل» من أي جهة كانت.

انكشاف كامل جبل التآمر القطري

ما خفي من جبل التآمر القطري ظهر كاملاً بعد قمة سرت، إذ إنها بعد هذه القمة عدا عن التبجح علناً بدعم وتمويل المجموعات المسلحة في ليبيا وسورية والمجاهرة بأطماعها في تونس ومصر، عمدت قطر إلى كشف كل أوراقها بهدف تسريع سيناريو «الربيع العربي» الذي طال في سورية أكثر جداً من المرسوم له أو المتوقع، فانعكس تكاليف باهظة عليها مالياً وسياسياً... وحتى تحتوي ذلك بدأت بالعمل أكثر على خط الجامعة العربية، وبكثير من المال والرشاوى، بدأت الاستحواذ على العمل العربي المشترك ومصادرته لمصلحة مخططات ضرب الدول العربية من ليبيا بداية وصولاً إلى سورية، وحتى يتحقق ذلك كان لابدّ لها من وضع يدها على مؤسسة القمة العربية.. فعلت ذلك عام 2009 وأرادت فعله بعد قمة سرت 2010، إذ كانت رئاسة القمة التالية 2011 مقررة للعراق لكنها تأجلت للعام المقبل بسبب ما قيل حينها عن أسباب أمنية تحول دون عقدها في العراق.

قمة العراق 2012.. فجوة في جدار المخططات القطرية

في عام 2012 لم تترك قطر ومعها السعودية وسيلة إلا استخدمتها لسلب العراق رئاسة القمة متذرعة بالأسباب الأمنية نفسها، فيما قدمت السعودية مقترحاً لنقلها إلى الرياض، كما حدث في عام 2003 عندما نقلت اجتماعات القمة العربية من البحرين إلى القاهرة، والسبب وراء كل ذلك أن كلاً من قطر والسعودية تريدان تصعيد الضغوط على سورية ولن يتاح لهما ذلك إلا باستحواذ إحداهما على رئاسة القمة، لكن العراق صمد بمواجهة هذه المحاولات وتمسك بحقه برئاسة القمة وبقدرته على تأمينها وإنجاحها وهذا ما حدث فعلاً لتصاب قطر والسعودية بانتكاسة كبيرة كان من نتائجها تأخير وتعقيد مخططاتهما ضد سورية.
ما عجزت عنه قطر مع العراق عام 2012 نالته من سلطنة عمان العام الحالي 2013، إذ تخلت هذه الأخيرة عن رئاسة القمة العربية لمصلحة قطر، وفي هذه القمة دفعت قطر مخططاتها ضد سورية خطوات عدة إلى الأمام عبر سلب سورية مقعدها في الجامعة العربية ومنحه لكيان قزم لا يمثل -وباعتراف الجميع- أحداً من الشعب السوري، لكن هذه الخطوة التي عوّلت عليها قطر كثيراً جداً أثبتت عقمها التام، إذ إن صلاحياتها انتهت بمجرد انفضاض شمل العرب المجتمعين في الدوحة، لتبدو قطر وكأنها عادت إلى المربع الأول، لكن -وبحسب المراقبين- مازال هناك عام كامل أمام قطر لتستكمل فيه مخططاتها ليس ضد سورية فقط بل ضد مجمل الأمة العربية.
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الحلقة 3.. محمية قطر.. الدور والهدف.. انقلاب 1995 بداية تحول المال إلى طاغية قطر في عهد الحمدين.. ذراع أميركية- إسرائيلية ضد العرب
» الحلقة 4.. محمية قطر.. الدور والهدف.. امتلكت المال فتقمصت دور «إسرائيل» لاستهداف العروبة مشيخة قطر تحاول عبثاً أن تصبح دولة بشراء الذمم ومواقف الدول
» الحلقة 13: محمية قطر.. الدور والهدف.. الدور القطري في الأزمة اليمنية تمويـل وتحـريض وتـآمر على وحدة البلاد
» الحلقة 2.. محمية قطر.. الدور والهدف نشأة قطر.. العائلة ـــ الدور ـــ المحيط الإقليمي.. من التبعية العثمانية ـ البريطانية إلى التبعية الأميركية ـ الإسرائيلية
» الحلقة 1.. محمية قطر.. الدور والهدف قطر فيروس أمريكي لتعطيل عمل المنظومة الدولية

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى