أكبر عملية فضح للعملاء

فضح العملاء ليس بالأمر البسيط،، خاصة عندما يكون الاحتلال مازال موجودا، وتزداد صعوبة فضح هؤلاء، وعندما تكون هناك مقاومة تطارد الاحتلال، كما هو حاصل في العراق، وجاءت الوثائق التي نشرها موقع (ويكيليكس) لتبدأ قصة العملاء من نهايتها، وفي وقت مبكر جدا، فالجميع يعرفون ان عملاء الاحتلال الفرنسي من الجزائريين الذين عملوا( جواسيس) للجيش الفرنسي لتزويده بمعلومات عن المقاومين الجزائريين، لم يتم الكشف عن جميعهم، لان القوات الفرنسية خرجت وفق اتفاقية مارس عام1962، التي عقدها الفرنسيون في عهد الجنرال ديجول الذي كان رئيس فرنسا في ذلك الوقت مع جبهة التحرير الجزائرية، وأسفرت عن خروج القوات الفرنسية وتحرير الجزائر، الا ان العملاء الجزائريين كانوا على نوعين، فهناك الذين عملوا مع القوات الفرنسية بصورة مباشرة، وقدموا جميع أنواع المساعدة والدعم والاسناد للقوات الفرنسية ضد المقاومين الجزائريين، وهم ما اصطلح على تسميتهم بـ(الحركيين) ويقدر عدد هؤلاء بما يقرب من مائتي الف جزائري، واتخذت المقاومة الجزائرية قرارا فوريا ووضعتهم في قائمة(الخونة) وقتلت منهم مايقرب من خمسة عشر ألف خائن وعميل، في حين هرب الباقون وعوائلهم إلى فرنسا، ومازال الجيل الثالث من ابنائهم يعيشون في حي خاص بباريس، وما زالت ترفض السلطات الجزائرية منحهم حق الجنسية الجزائرية لأنهم ( خونة) و(عملاء وجواسيس) تعاونوا مع قوات الاحتلال الفرنسي، أما الرئيس الفرنسي ديجول فقد وصفهم في يوم تحرير الجزائر بجملة ذات دلالات بالغة، إذ قال (انهم لعبة التاريخ، مجرد لعبة)، وما زال الفرنسيون ينعتون احفادهم بـ(احفاد الجواسيس والخونة)، وهكذا جنى هؤلاء من(الحركيين) على احفادهم واحفاد احفادهم. اما النوع الثاني من الجواسيس الجزائريين فهم الذين عملوا في الخفاء، وتم التعرف على الكثيرين منهم في فترات لاحقة، ولانهم تسببوا بتقاريرهم بالاذى للمقاومة الجزائرية، فقد تمت ملاحقة وتصفية الكثيرين منهم.

وهناك العملاء من بعض الفلسطينيين الذين ارتضوا التجسس لصالح الصهاينة ، ونسمع بين فترة واخرى قيام المقاومة الفلسطينية بتصفية البعض منهم، وكل من يكتشف انه(خائن وجاسوس)، كذلك الجواسيس والخونة من اللبنانيين، الذين تعاونوا مع القوات الصهيونية إبان الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية، وتمت تصفية البعض منهم، اما في العراق فقد حصلت اكبر عملية فضح للعملاء عبر التاريخ وفي وقت مبكر جدا، وجاءت الفضائح موثقة بالاسماء وما قدموا من تقارير ومعلومات لقوات الاحتلال.