سقوط الأندلس دروس وعبر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سقوط الأندلس دروس وعبر
لم يقتصر الأمر على انتهاب ابن رشد وتزويره، فقد امتد التزوير إلى التاريخ الأندلسي كله، حيث يحاول اليهود أن يثبتوا أنهم كانوا وراء التألق الحضاري والثقافي، بما قدموه للحكام من علماء ومستشارين وخبراء، كابن ميمون، وابن جيبرول وسواهما. وأنهم شركاء في الحكم، والسياسة، والثقافة، فالتاريخ إذن هـو تاريخ يهودي عربي في الوقت نفسه، وقد يكون ذلك مرحلة، ليصير تاريخًا يهوديًّا بالكامل!
إن عزوفنا عن قراءة تاريخنا بشكل عام، وتاريخ الأندلس بشكل خاص، يعني فيما يعني: الإصرار على الضياع والضلال، وإلغاء ذاكرة الأمة، وإضاعة الاعتبار بالتاريخ لحاضر الأمة ومستقبلها، فنحن لم نُضع الأندلس فقط، وإنما نصر على إضاعة غيرها، لتستمر حالة الضياع لعالمنا، وتستمر الهيمنة الخفية على مقدراتنا ومؤسساتنا.
لذلك نرى أن من أخطر مظاهر السقوط الحضاري، والانكسار العسكري والتخاذل الثقافي، ليس متمثلًا فقط في عجز الأمة عن تمثل تاريخها لبناء حاضرها، واستشراف مستقبلها، وإنما في عجزها أيضًا عن حماية تاريخها من النهب الفكري، والاستلاب الحضاري، وهو ما نعيشه اليوم من عناية الآخرين بتاريخنا وتحليله ودراسته وفق أغراضهم وأهدافهم؛ لأنه يشكل المدخل الصحيح للتعامل معنا والهيمنة علينا، واكتشاف مواطن الضعف والثغرات، التي أوتينا من قبلها ولا نزال.
وقد لا نستغرب أن تفرز إسرائيل الكثير من علمائها ودارسيها، للتخصص بدراسة الحروب الصليبية، في مقدماتها ونتائجها في العالم الإسلامي، لتفيد من تجربتها، وتتجنب عثارها، وتقيم الندوات والمؤتمرات التخصصية، وتستدعي الكثير من المتخصصين في الجامعات ومراكز البحوث لدراسة موقعة حطين، والاحتفال بذكراها، وترسل كثيرًا من مبتعثيها لدراسة التاريخ الإسلامي والتخصص به.. فعلى سبيل المثال: تخصص موشى ليفي -الرئيس الأسبق لأركان جيشها- في التاريخ الإسلامي، وحصوله على دبلوم فيه: حصلت على دبلوم في التاريخ الإسلامي لأعرف كيف أحارب المسلمين، وأقضي عليهم.
وإحياء ذكرى موسى بن ميمون القرطبي الأندلسي، حيث أطلق يهود على عام 1985م عام (ابن ميمون)، وذلك بمناسبة مرور 850 عامًا على ميلاده، ووظفوا للمناسبة عددًا من المؤتمرات والندوات كاللقاء الفلسفي السادس الذي عقد بمدينة القدس، والمؤتمر السنوي السادس والعشرين للمثقفين اليهود بفرنسا (30/11/1985م). كما وظفوا لها كبريات الصحف العالمية مثل صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي أفردت صفحة كاملة بعددها الصادر بتاريخ 27/12/1985م لمقالين أحدهما بعنوان (عام ابن ميمون)، والآخر بعنوان (تأملات حول الدولة اليهودية وتراثها)، وكانت الصفحة نفسها تحت عنوان (تسعة قرون من اليهودية)!
وقد لا نستغرب أيضًا أن تاريخنا الإسلامي في الأندلس، الذي طويناه بقصيدة بكائية: (لكل شيء إذا ما تم نقصان)، استسلمنا فيها للواقع وفلسفناه، ما تزال شاهدة معلقة على قبر الحضارة الإسلامية هـناك، على الرغم من عبره وعطائه الثقافي، الذي كان وراء انبعاث حضارة أوروبا .. وقد لا نستغرب أنه يُهوَّد اليوم، أو تعاد قراءته بأبجدية يهودية، حيث يثب اليهود على التاريخ الأندلسي كاملًا، ويجعلون من أنفسهم شركاء في بناء الحضارة.. وليس هذا فقط، وإنما يحاولون سرقة الحضارة الإسلامية كلها، واعتبارها جزءًا مهمًا من تاريخ اليهود في الشتات، ويخطفون علماءها وأحداثها، ويضيفونها إلى تاريخ الحضارة العبرية.
فابن رشد عندهم من أصول يهودية، ودليلهم في ذلك: أنه بعد غضب الخليفة عليه، لاشتغاله بالفلسفة نفاه إلى قريته الأصلية، والقرية كان فيها أقلية من يهود، فهو إذن يهودي! وانطلاقًا من هـذا، أنشؤوا في الجامعة العبرية بالقدس، مركزًا للدراسات الرشدية، طبعوا فيه كتب ابن رشد بالعربية، وترجموها إلى العبرية والإنجليزية.
ولم يقتصر الأمر على انتهاب ابن رشد وتزويره، فقد امتد التزوير إلى التاريخ الأندلسي كله، حيث يحاول اليهود أن يثبتوا أنهم كانوا وراء التألق الحضاري والثقافي، بما قدموه للحكام من علماء ومستشارين وخبراء، كابن ميمون، وابن جيبرول وسواهما. وأنهم شركاء في الحكم، والسياسة، والثقافة، فالتاريخ إذن هـو تاريخ يهودي عربي في الوقت نفسه، وقد يكون ذلك مرحلة، ليصير تاريخًا يهوديًّا بالكامل!
المصدر: كتاب الصحوة الإسلامية في الأندلس اليوم جذورها ومسارها، للدكتور على المنتصر الكتاني
إن عزوفنا عن قراءة تاريخنا بشكل عام، وتاريخ الأندلس بشكل خاص، يعني فيما يعني: الإصرار على الضياع والضلال، وإلغاء ذاكرة الأمة، وإضاعة الاعتبار بالتاريخ لحاضر الأمة ومستقبلها، فنحن لم نُضع الأندلس فقط، وإنما نصر على إضاعة غيرها، لتستمر حالة الضياع لعالمنا، وتستمر الهيمنة الخفية على مقدراتنا ومؤسساتنا.
لذلك نرى أن من أخطر مظاهر السقوط الحضاري، والانكسار العسكري والتخاذل الثقافي، ليس متمثلًا فقط في عجز الأمة عن تمثل تاريخها لبناء حاضرها، واستشراف مستقبلها، وإنما في عجزها أيضًا عن حماية تاريخها من النهب الفكري، والاستلاب الحضاري، وهو ما نعيشه اليوم من عناية الآخرين بتاريخنا وتحليله ودراسته وفق أغراضهم وأهدافهم؛ لأنه يشكل المدخل الصحيح للتعامل معنا والهيمنة علينا، واكتشاف مواطن الضعف والثغرات، التي أوتينا من قبلها ولا نزال.
وقد لا نستغرب أن تفرز إسرائيل الكثير من علمائها ودارسيها، للتخصص بدراسة الحروب الصليبية، في مقدماتها ونتائجها في العالم الإسلامي، لتفيد من تجربتها، وتتجنب عثارها، وتقيم الندوات والمؤتمرات التخصصية، وتستدعي الكثير من المتخصصين في الجامعات ومراكز البحوث لدراسة موقعة حطين، والاحتفال بذكراها، وترسل كثيرًا من مبتعثيها لدراسة التاريخ الإسلامي والتخصص به.. فعلى سبيل المثال: تخصص موشى ليفي -الرئيس الأسبق لأركان جيشها- في التاريخ الإسلامي، وحصوله على دبلوم فيه: حصلت على دبلوم في التاريخ الإسلامي لأعرف كيف أحارب المسلمين، وأقضي عليهم.
وإحياء ذكرى موسى بن ميمون القرطبي الأندلسي، حيث أطلق يهود على عام 1985م عام (ابن ميمون)، وذلك بمناسبة مرور 850 عامًا على ميلاده، ووظفوا للمناسبة عددًا من المؤتمرات والندوات كاللقاء الفلسفي السادس الذي عقد بمدينة القدس، والمؤتمر السنوي السادس والعشرين للمثقفين اليهود بفرنسا (30/11/1985م). كما وظفوا لها كبريات الصحف العالمية مثل صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي أفردت صفحة كاملة بعددها الصادر بتاريخ 27/12/1985م لمقالين أحدهما بعنوان (عام ابن ميمون)، والآخر بعنوان (تأملات حول الدولة اليهودية وتراثها)، وكانت الصفحة نفسها تحت عنوان (تسعة قرون من اليهودية)!
وقد لا نستغرب أيضًا أن تاريخنا الإسلامي في الأندلس، الذي طويناه بقصيدة بكائية: (لكل شيء إذا ما تم نقصان)، استسلمنا فيها للواقع وفلسفناه، ما تزال شاهدة معلقة على قبر الحضارة الإسلامية هـناك، على الرغم من عبره وعطائه الثقافي، الذي كان وراء انبعاث حضارة أوروبا .. وقد لا نستغرب أنه يُهوَّد اليوم، أو تعاد قراءته بأبجدية يهودية، حيث يثب اليهود على التاريخ الأندلسي كاملًا، ويجعلون من أنفسهم شركاء في بناء الحضارة.. وليس هذا فقط، وإنما يحاولون سرقة الحضارة الإسلامية كلها، واعتبارها جزءًا مهمًا من تاريخ اليهود في الشتات، ويخطفون علماءها وأحداثها، ويضيفونها إلى تاريخ الحضارة العبرية.
فابن رشد عندهم من أصول يهودية، ودليلهم في ذلك: أنه بعد غضب الخليفة عليه، لاشتغاله بالفلسفة نفاه إلى قريته الأصلية، والقرية كان فيها أقلية من يهود، فهو إذن يهودي! وانطلاقًا من هـذا، أنشؤوا في الجامعة العبرية بالقدس، مركزًا للدراسات الرشدية، طبعوا فيه كتب ابن رشد بالعربية، وترجموها إلى العبرية والإنجليزية.
ولم يقتصر الأمر على انتهاب ابن رشد وتزويره، فقد امتد التزوير إلى التاريخ الأندلسي كله، حيث يحاول اليهود أن يثبتوا أنهم كانوا وراء التألق الحضاري والثقافي، بما قدموه للحكام من علماء ومستشارين وخبراء، كابن ميمون، وابن جيبرول وسواهما. وأنهم شركاء في الحكم، والسياسة، والثقافة، فالتاريخ إذن هـو تاريخ يهودي عربي في الوقت نفسه، وقد يكون ذلك مرحلة، ليصير تاريخًا يهوديًّا بالكامل!
المصدر: كتاب الصحوة الإسلامية في الأندلس اليوم جذورها ومسارها، للدكتور على المنتصر الكتاني
المهاجر الليبي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 4481
نقاط : 6790
تاريخ التسجيل : 20/05/2013
رد: سقوط الأندلس دروس وعبر
التاريخ الاسلامي نعم انه تاريخ ناس قد قضى نحبهم نحن لا يهمنا من الدنيا شيء سوى ما نجمع من مال ولا يهمنا تاريخ الرجال
ستظهر لنا الايام ان كل حكام العرب وعلمائهم ووزرائهم من اصول يهودية ام العرب فهم لا شيء لا وجود لهم الا خلف الاغنام والابل فقط
ستظهر لنا الايام ان كل حكام العرب وعلمائهم ووزرائهم من اصول يهودية ام العرب فهم لا شيء لا وجود لهم الا خلف الاغنام والابل فقط
علي بن حسن- عضو مشارك
-
عدد المساهمات : 68
نقاط : 182
تاريخ التسجيل : 04/12/2016
الموقع : الدنيا الواسعة
مواضيع مماثلة
» ليلة سقوط طرابلس ما اشبهها بليلة سقوط بغداد
» بنغازي..الأنباء الأولية تشير إلي سقوط 5 ضحايا إثر سقوط قذيفة بالقرب من صيدلية وادي كعام
» معركة الآحــــزاب _ مواقف وعبر
» بالتفاصيل:كيف تصدر داعش النفط، وعبر من؟
» المفتن الغرياني وعبر قناة سوق الجمعة المحلية ::
» بنغازي..الأنباء الأولية تشير إلي سقوط 5 ضحايا إثر سقوط قذيفة بالقرب من صيدلية وادي كعام
» معركة الآحــــزاب _ مواقف وعبر
» بالتفاصيل:كيف تصدر داعش النفط، وعبر من؟
» المفتن الغرياني وعبر قناة سوق الجمعة المحلية ::
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 10:50 pm من طرف larbi
» كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اليوم الـ200 للحرب على غزة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:02 am من طرف larbi
» هل سمعت يوما بحيوان إسمه الميركات
الأربعاء أبريل 17, 2024 8:32 pm من طرف الحيوانات بالعربي
» ليبيا.. اشتباكات في طرابلس بين فصائل مسلحة
الجمعة أبريل 12, 2024 1:50 am من طرف ينبوع المعرفة
» شاهد و تمتع مع اسود غزة
الأربعاء أبريل 10, 2024 12:28 am من طرف larbi
» في يوم القدس العالمي.. كلمة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة
الجمعة أبريل 05, 2024 1:04 am من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف مقرا لقيادة الاحتلال بمحيط مجمع الشفاء في غزة
الثلاثاء مارس 26, 2024 12:14 am من طرف larbi
» فشل إسرائيلي جديد.. المساعدات تصل لشمال القطاع في حماية شرطة غزة
الإثنين مارس 18, 2024 12:12 am من طرف larbi
» صور تظهر تتبع القسام لتحركات ضابط إسرائيلي الذي اقتحم مشفي الشفاء قبل قنصه
الإثنين مارس 18, 2024 12:10 am من طرف larbi
» مشاهد جديدة للاشتباكات بين القسام وجيش الاحتلال وسط قطاع غزة
السبت مارس 16, 2024 10:42 pm من طرف larbi