الكباش الروسي - الامريكي وصل الى مرحلة خطرة تهدد المنطقة و العالم

لا تعول الدبلوماسية الشرقية على اجتماع مجلس الأمن الدولي للخروج بأي طروحات جديدة بشأن الأزمة السورية، خصوصاً أن موسكو وبكين مصممتان على معارضة أي ادانة للنظام السوري في ظل المواجهة المكشوفة بين واشنطن والسعودية من جهة، وموسكو وطهران ودمشق من جهة ثانية.
في هذا السياق، يدرج دبلوماسي مشرقي مواكب دعوات بعض الدول الغربية المستندة إلى مقولة استخدام النظام للسلاح الكيماوي لعقد الجلسة الأممية في خانة الضغط على موسكو وليس على سوريا أو نظامها، خصوصاً بعد أن انتهت محادثات رئيس جهاز الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فشل ذريع، بحيث لم ينجح الأول في تليين الموقف الروسي بالرغم من لجوئه إلى سياسة العصا والجزرة، ومن تفاهمه المسبق مع واشنطن وتنسيقه الكامل معها، وبالتالي فإن نفاد الوقت معطوفاً على التقدم الميداني للجيش النظامي بدأ يضغط بشكل كبير ويفتح المعارك السياسية والميدانية على الاحتمالات كافة، بما فيها الاتهامات باستخدام الكيماوي، وهي اتهامات تعود إلى الواجهة بعد كل تقدم سياسي لموسكو أو ميداني حاسم للجيش السوري.
وبمعزل عن صحة الاتهامات، وما اذا كان تم استخدام الكيماوي بالفعل والجهة التي استخدمته، فإن هذا الدبلوماسي يرى أن موسكو ستكون هذه المرة أكثر حزماً في كل المجالات، خصوصاً انها هذه المرة تحمل في ملفاتها وثائق ومعلومات حول مجازر ارتكبها المسلحون ضد الجيش السوري في أكثر من مكان وعلى أكثر من جبهة، فضلاً عن مجازر مماثلة بحق أنصار النظام في ريف اللاذقية، وهي ملفات من شأنها أن تحرج واشنطن أكثر من سواها باعتبارها المدافعة الوحيدة عن المسلحين رغماً عن ادراجها لجبهة "النصرة" على لائحة الارهاب، ما يعني أن الاتهامات الموجهة إلى النظام هي اتهامات سياسية لا بد من الرد عليها بالطريقة ذاتها.
ويكشف الدبلوماسي أن النظام سيحضر هذه المرة بقوة بعض الوثائق التي تمكن من جمعها بعد سيطرته على مدينة القصير ومطار الضبعة، باعتبارها تضم تأكيدات عن مشاركة عناصر من أجهزة الاستخبارت التابعة لدول حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن خبراء عسكريين وأجهزة اتصال حديثة تابعة لتلك الأجهزة، وهذا ما سيدفع بواشنطن إلى التراجع بعض الشيء عن مواقفها المعلنة وتقديم بعض التنازلات لتسهيل انعقاد مؤتمر جنيف 2.
ليس بعيداً يتوقف الدبلوماسي عند الموقف الاستباقي الروسي الذي يتهم المعارضة باستخدام السلاح الكيماوي وليس النظام، بما يعني اتهاماً مثلث الأضلاع في شكله ومضمونه، وهو موجه بالأساس إلى الدولة التي زودت المسلحين بهذا النوع من السلاح وتلك التي سهلت وصوله إلى سوريا، وليس آخراً تلك التي سمحت بعبوره من أراضيها طالما أن أحداً لم يدع أن جبهة "النصرة" أو "الجيش السوري الحر" استولى على أسلحة كيماوية من مستودعات الجيش السوري.
ويشير إلى أن عملية الكباش الروسي الأميركي باتت أكبر بكثير من المعارضة أو حتى النظام بعد أن تحولت إلى لعبة كبرى هدفها استعادة النفوذ والسيطرة، وبالتالي فإن الدولتين دخلتا في مرحلة معقدة وحساسة، وباتتا على طاولة لا ترحم بعد أن كادت الأمور تخرج عن السيطرة بما يهدد المنطقة والعالم برمته.