هل تعيد واشنطن تقويم خطتها بعد خروج أهدافها من خط النار؟

تحت عنوان "سورية تنقل أصولها العسكرية لإفشال خطة واشنطن" نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن "سورية نقلت بعض الأصول العسكرية كطائرات الهليكوبتر والمدافع في عدة مناطق من البلاد". وبحسب هؤلاء المسؤولين فإن ذلك "سيجبر الولايات المتحدة على إعادة تقويم الضربة المحتملة ضد سورية".

وأضافت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين أنفسهم أنه "إذا كان أوباما سيلتزم بالهجوم على مجموعة الأهداف العسكرية والاستخبارية المحددة في السابق، فذلك يعني أن صواريخ الكروز ستتسبب بضرر أقل مما خطط له، لأن بعض الأهداف أخرجت من نطاق خط النار".

وأضافت الصحيفة أن "المسؤولين الأميركيين رأوا أن بإمكان أوباما تكييف خطته مع تكتيكات الأسد الجديدة، وذلك من خلال ضرب مزيد من الأهداف، ما قد يؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين".

أما صحيفة "نيزافيسيما يا" الروسية فقالت تحت عنوان "أوباما في عجلة من أمره لمعاقبة سورية ودمشق تستعد" إنه "يمكن أن تبدأ اليوم الحملة العسكرية الغربية على سورية، في وقت بات فيه الجيش وسكان دمشق على أهبة الإستعداد لهذا الإحتمال".

وأضافت الصحيفة أنه "على الرغم من التأخير غير المرغوب فيه غربياً، الذي ظهر بعد معارضة البرلمان البريطاني لمشاركة لندن في الحملة العسكرية ضد سورية، غير أن ذلك لن يحول دون أن تتحول الولايات المتحدة الأميركية إلى شرطي عالمي"، لافتة إلى أنه "عشية الغزو المزعوم لدمشق جرى إجلاء المؤسسات العسكرية، بما في ذلك مقار الجيش والاستخبارات".

وقالت الصحيفة أنه "في المقابل يستعد السوريون لإقامة دروع بشرية لحماية مواقع أخرى".

كما أشارت الصحيفة الى أنه "يبدو أن الضربة المحتملة عرضة للتأخير حتى مطلع الأسبوع المقبل، بعد المعارضة البرلمانية البريطانية وانتظار تقرير المفتشين الدوليين"، موضحة أن ما يعني أن "باراك أوباما سيصدر أوامره للعدوان على سورية عشية مغادرته واشنطن إلى أوروبا".

التدخل في سورية... المصالح الإقتصادية غير غائبة
ما المصلحة الإقتصادية من الحرب في حال ردّت إيران عليها بإغلاق مضيق هرمز؟

بدوها اعتبرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية أن "الهجوم على سورية هو ضربة لروسيا". ولفتت الصحيفة الى أن "المشهد الحالي في الشرق الأوسط ينذر بزعزعة الإستقرار، بحسب ما أعلنه أكثر من زعيم سياسي عالمي، وفي الوقت الذي حذرت فيه موسكو من التداعيات لتخطي مجلس الأمن الدولي وشنّ حرب على سورية.

واستندت الصحيفة إلى موقف مدير معهد التحليل الاستراتيجي الروسي أندريه فيرسوف الذي يرى أن "الرؤساء الأميركيين غالباً ما ينحون في اتجاه التدخل العسكري الخارجي خلال الأزمات الاقتصادية".

وقالت الصحيفة إن "أوباما يرمي من خلال قراره الحرب على سورية ليس فقط إلى زعزعة الإستقرار في المنطقة، وإنما إلى إقامة منطقة خاضعة لرقابة واشنطن تمتد من موريتانيا إلى قيرغيزستان وكشمير وبالأمس ليبيا واليوم سورية". وبحسب فيرسوف نفسه أنه "على روسيا أن تتعامل مع عملية السطو الدولية".

وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى آخر أن "عمليات نقل المعدات العسكرية سيكون لها "تأثيرها الضار" على التخطيطات الأميركية المتعلقة بالأهداف".

أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فقالت إنه في "التدخل في سورية المصالح الاقتصادية غير غائبة". وأشارت إلى أن "الجيش الفرنسي يستعد لاحتمال خوض خامس أكبر عملية له منذ عام 2001".

وتساءلت الصحيفة عن المصالح الإقتصادية المحتملة لفرنسا؟ ولفتت إلى أن "الاستثمار الأجنبي الأول في سورية هو البترول وأنه في منتصف التسعينيات، تعدى الإنتاج السوري 600 ألف برميل في اليوم، وانخفض إلى عشرات الآلاف خلال الأشهر الأخيرة"، مضيفة أن "شركة توتال قد اضطرت إلى وقف أنشطتها في كانون الأول/ ديسمبر2011 نتيجة العقوبات الاقتصادية على دمشق".

وأضافت الصحيفة أن "الشركة الفرنسية كانت قد حصلت على تراخيص لاستثمار النفط في دير الزور، والغاز في محطة الطابيه، وكانت تنتج ما يوازي 40 ألف برميل في اليوم عام 2010"، ولفتت إلى أنه "هذا العام، الانتاج الوحيد للشركة بلغ 14 برميلاً من النفط الخام في اليوم، أي فقط واحد في المئة من مجموع الإنتاج".