وقائع «معموديّة النار» للجيش السوري في الغوطة الشرقيّة وريف دمشق

http://www.shamtimes.net/upload/745002.jpg

يستأنف الجيش السوري عملياته العسكرية المركزة في منطقتي ريف دمشق والغوطة الشرقية، على الرغم من الجنون الأمريكي الذي يعود سببه لتقدم الجيش نحو هذه المنطقة محاولاً إستعادتها مجدداً.

تيشير المعلومات المتعلقة بالمعارضة، بأنها تسيطر على ما نسبته 70% من مساحة غوطتي دمشق وريف العاصمة، نصف هذه المساحة واكثر تحولت اليوم إلى مناطق تدور فيها معارك عنيفة، اي من الجهة الاستراتيجية سقطت هذه المناطق من يد المعارضة لمصلحة الجيش، وبقي عليه تطهيرها لاستكمال إستعادتها. سعت المعارضة طوال شهور من الوصول إلى أقرب نقطة إلى العاصمة دمشق، تمهيداً لتهديدها وتهديد النظام في عقر داره، ومحاولة الضغط عليه بالسيارات المفخخة والاقتحامات التي جرت العديد منها في مناطق العاصمة هذه، إلى انها لم تعطي النتائج المرجوة للمعارضة. بناءً عليه، عزم الجيش السوري على محاولة فك الطوق عن عاصمة سوريا، وذلك بتطهير مناطق العاصمة الجنوبية، موازاتاً من عملياته العسكرية في ريف دمشق والغوطة، حيث تشكل العمليات هناك المصدر الاساسي لشق صفوف المعارضة وتشتيتها وقطع الامدادات العسكرية واللوجستية بينها بعضاً ببعض.

الجيش يشن ثلاثة عمليات متصلة:

لهذا الغرض، قامت وحدات الجيش السوري بالبدء بالاماكن الأكثر حساسية في الغوطة الشرقية، حيث وُضعت على الخارطة ضمن العمليات ثلاث مناطق اساسية هي: “عقربا، بيت سحم والمعضميّة”، اللواتي تحوز فيهم ميليشيات المعارضة على النسبة الاكبر من الوجود العسكري، حيث تسيطر هنا جماعات “لواء الاسلام”، و “جبهة النصرة”، والوية إسلامية اخرى تابعة للجيش الحر. تمكن الجيش السوري في ايام قليلة بإنجاز تقدم هام في هذه المناطق توازياً ايضاً مع بدء الحملة في مناطق ريف دمشق، خصوصاً جوبر وداريا، وبناءً عليه، ظهر العجز والتراجع المعارضة تحت وطأة القصف، فكان ما كان من قصف كيميائي وتهويل أمريكي تبعه، ادى لتوقف العمليات في عدة مناطف (نظرياً) بسبب دخول فريق التحقيق الكيميائي. لا شك بأن المحاولة الأمريكية لم تكن لتأتي تزامناً مع بدء الحملة السورية على هذه المناطق لولا الاهمية العسكرية التي تأخذها هذه المنطقة لناحية تطبيق الخطط الأمريكية التي تتمحور حول إسقاط العاصمة دمشق كسيناريو قديم – جديد للامريكي الذي يعتمد بموضوع إسقاط الدول، على إسقاط العاصمتين السياسية والاقتصادية، وهذا ما نجح جزء منه في سوريا بإسقاط حلب وحرفها عن مسارها الطبيعي.

ريف دمشق للسيطرة على المنطقة الوسطى

ميدانياً، إستمر الجيش السوري بمعدومية النار التي بدأها، هذه المعمودية التي ستفضي في النهاية إلى تطهير منطقة ريف دمشق، وبالتالي السيطرة على المنطقة الوسطى من سوريا، توازياً من فرض إيقاع الجيش في مناطق حمص، المتصلة بدمشق وريفها عبر طريق حمص – حرستا، الذي يشهد إشتباكات ومعارك عنيفة بهدف تأمينه بنسبة 100%، حيث ان هذا الطريق تسيطر على اجزاء كبيرة منه ميليشيات تكفيرية، إنطلاقاً من حرستا.

المعضمية أم المعارك

في المعظمية، تستمر القوات السورية في التقدم في هذا الحي، المعلومات الاخيرة التي تمكنا من معرفتها تشير إلى ان “الجيش اقترب من السيطرة على الشارع العام في منطقة المعضمية وعلى حي بيت عرفة تحديداً في الجهة الغربية من الحي”، وهو يعمل على ملاحقة القناصين الذين يأخذون من المباني العالية منطلقاً لهم، فيما قامت مجموعات أخرى بتثبيت المواقع المتقدمة في هذا الشارع لمصلحة الجيش، فضلاً عن عمليات القصف المحددة الاهداف التي تشن في الداخل، خصوصاً على الاحياء الشرقية التي يتخذها المسلحون قواعد لهم، في حين افدنا بأن الاشتباكات في أغلبها تدور بدءاً من فترة بعد الظهر، وتشتد ليلاً، ويتخلل ساعات الصباح الاولى قصفاً عنيفاً المدافع والطائرات، في حين تخوض القوات السورية مدعومة بالدفاع الوطني محاولات إقتحام على عدة محاور.

بيت سحم ومعركة تأمين طريق المطار

في بيت سحم، تسعى القوات السورية لتأمين طريق مطار دمشق الدولي بالكامل، وطرد المسلحين إلى الخلف نحو المليحة والمناطق الاخرى، والاطباق عليهم في الداخل، حيث يضع الجيش السوري نصب عينيه السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة له، وتخفيف الضغط عن المطار والتهديدات عليه، وايضاً تخفيف الضغط إنطلاقاً منه عن العاصمة دمشق، وتقويض حركة المسلحين في هذه المنطقة الجغرافية التي تعتبر معقلاً لهم.

عقربا خاصرة بيت سحم على طريق المطار

على المقلب الاخر وفي عقربا، على طريق المطار ايضاً من الجهة الجنوبية لبيت سحم، تتواصل العمليات العسكرية هناك، بنفس الهدف اي تأمين مطار دمشق الدولي، حيث بعمل الجيش السوري على تطويق المسلحين هناك، وترك منفذ وحيد لهم للهروب والقضاء عليهم في الخارج، حيث تعتبر بيت سحم الهدف الاساسي لهم في حال هروبهم. المعلومات من هناك قليلة نسبياً، بسبب أهمية العملية ونية الجيش السوري عدم تسريب اي معلومات عنها حفاظاً على سريتها، ولكن من نستطيع قوله ان “الجيش بات يتقدم بنسبة عالية في بيت سحم وعقربا”، وهم يعمل بهدوء على تأمين طريق مطار دمشق.

امّا بخصوص مناطق ريف دمشق الغربية المحاذية للسيدة زينب، وهي الذبابية، الحسينية، وصولاً للحجر الاسود والمليحة شرقاً، تواصل القوات السورية عملياتها هناك، مدعومة بقوات الدفاع الوطني، حيث تخوض إشتباكات منذ اسابيع طويلة في الذبابية والحسينية مع مجموعات تابعة لجبهة النصرة الارهابية من حي إلى حي، ومن منزل إلى منزل، حيث يستمر هؤلاء بمحاولات التقدم نحو مقام السيدة زينب، في حين يعمل الجيش السوري على إرجاعهم للخلف، وتطويقهم، بمؤازرة عمله على قطع أوصالهم مع المناطق القريبة الاخرى التي تسيطر عليها جماعات المعارضة.

إذاً عملياً الجيش السوري مستمرة بمعمودية النار في ريف دمشق بهدف تطهيرها ككل، وتأمين العاصمة والسيطرة على المنطقة الوسطى، فالعملية في هذه المنطقة ليست سهلة، لأنها منطقة شاسعة تمتلك فيها ميليشيات المعارضة حضوراً عسكرياً قوياً، وهي تتحصن وتقوم بالدفاع، وتارة أخرى بالهجوم، فيما يقوم الجيش السوري بدور المهاجم بشكل دائم نحو مناطق سيطرتهم.