مجموعات مُسلّحة شمالاً تعُدّ العدّة للحظة الضربة الأميركيّة

في طرابلس والشمال ترقب وحذر وليس من حديث في المجالس سوى الضربة الاميركية لسوريا ومفاعيلها وتردداتها على الساحة الطرابلسية..

كيف ينظر الشماليون الى هذه الضربة المتوقعة لسوريا؟ وماذا ستترك من تداعيات على الساحة الطرابلسية حيث انغمست قوى عديدة فيها بهذه الازمة واستتباعا هل من اجراءات وقائية لمفاعيل الضربة الاميركية!؟

في طرابلس والشمال عموما هناك من ينتظر الضربة الاميركية الى درجة ان بعض القوى الاصولية تحمل الولايات الاميركية مسؤولية ما يحصل في سوريا نتيجة تأخر التدخل الاميركي، ولطالما شكلوا حالة استدعاء للاميركيين والاستقواء بهم لاسقاط النظام السوري، واطلقت مناشدات عديدة لتسريع الضربة الاميركية، ولحظة الاعلان عنها هللت هذه القوى لهذا القرار حتى ان البعض راح يطلق القابا على الرئيس الاميركي وتسميته بمحمد اوباما، بل ان البعض ذكر بجذور الرئيس الاميركي الاسلامية وان اسمه باراك حسين اوباما، وحين خرج الرئيس الاميركي ليعلن تأجيل الضربة امطر بسيل من الشتائم والتعليقات الى حد اتهامه بأنه حليف للنظام السوري.

في الجانب الاخر، قوى اسلامية ووطنية طرابلسية وشمالية استفزها التدخل الاميركي والاعلان عن الضربة الاميركية واعتبرت انه في حال حصولها هو عدوان اميركي بكل ما في الكلمة من معنى حتى ان بعض هذه القوى الوطنية والحركات الاسلامية بدأت بالتعبئة العامة والاستنفار دون ضجيج اعلامي ووضع تنصب اعينها بنك اهداف اميركية واوروبية وتركية، مذكرة بالعدوان الثلاثي الذي حصل في العام 1956 ومذكرة بالمدمرة نيوجرسي وبما حصل لقوات المارينز وانه في حال حصول العدوان الاميركي على سوريا فان المصالح الاميركية والاوروبية والتركية لن تسلم حتى ان بعض هذه القوى اعلنت عن انتحاريين مستعدين للرد على الضربة الاميركية باعتبارها اعتداء سافرا على السيادة القومية السورية، وترى هذه القوى والحركات الاسلامية ان استدعاء التدخل الاميركي والاوروبي هو بمثابة الخيانة العظمى واكثر من ذلك اعتبرت القوى الوطنية ان اتهام سوريا باستعمال السلاح الكيميائي هو اكذوبة كبرى على غرار اكذوبة الدمار الشامل في العراق، وهي ذريعة اطلقتها قوى المعارضة السورية التي تساهم في استدعاء التدخل الاميركي والاوروبي وانه في حال جرت الضربة الاميركية فان سوريا ستشهد دمارا يوازي الدمار الذي نتج عن الحربين العالميتين الاولى والثانية.

الشماليون يعتقدون ان مفاعيل وترددات الضربة الاميركية ستنال من لبنان عموما ومن الشمال خصوصا الذي يرتبط بحدود مشتركة مع سوريا خاصة بعد نشر قوات الحرس الجمهوري على طول الحدود بكامل تجهيزاته والياته العسكرية والصاروخية، وتقول المصادر ان نشر هذه القوات وبهذه الكثافة على طول الحدود السورية – اللبنانية له هدفان، الاول، حماية الحدود ومنع المجموعات المسلحة من التسلل، وثانيا للرد على مراكز ومواقع يعتبرهاالجانب السوري بؤرا امنية وعسكرية مناهضة للنظام وجاهزة للانقضاض على المواقع العسكرية السورية لحظة انطلاق الضربة الاميركية حيث تشير المعلومات الى ان هذه الضربة ستترافق بغزو عسكري يبدأ من عدة اتجاهات من الحدود الاردنية والحدود التركية ومن الحدود اللبنانية.

مصادر شمالية توضح ان مجموعات مسلحة في المناطق الحدودية الشمالية تعد العدة للحظة اشارة العملية الاميركية وانها ترى في هذه الضربة الفرصة السانحة للسيطرة على المعابر الحدودية وتوجيه ضربات برية تتزامن مع الضربات الجوية ، غير ان هذه العمليات المتوقعة من الاراضي اللبنانية الشمالية ستكون لها اتعكاساتها الخطيرة على لبنان سواء بحجم الرد السوري عليها الذي سيؤدي الى دمار في القرى والبلدات الحدودية وصولا الى العمق الشمالي اللبناني لا سيما طرابلس سيما ان الجانب السوري قد اتخذ كل الاجراءات الكفيلة بحماية حدوده بالدرجة القصوى.

لذلك تدعو قيادات شمالية تلك القوى والحركات المهللة للضربة الاميركية ان تتوخى الحذر وان تدرك ان الشمال اللبناني لن يكون بمنأى عن هذه العملية العدوانية الاميركية والتي ستدخل المنطقة برمتها في اجواء حرب شاملة بل قد تؤدي الى المس بالسلم الاهلي مباشرة.

في ظل هذه الاجواء القاتمه حيث القوى الاصولية تجد فرصتها في انهيار النظام السوري وانها اللحظة التاريخية لاعلان الخلافة الاسلامية كبديل للنظام السوري بدأت في الوقت عينه على الساحة الشمالية تعد العدة لاعلان الامارة الاسلامية في حين ان السلطات الرسمية اللبنانية لم تتخذ حتى الان اية اجراءات لمواجهة تداعيات الغدوان الاميركي الذي سيدخل كل المنطقة في اتون حرب شاملة حيث ان ضرب النظام السوري هو ضرب للدولة السورية وبانهيار الدولة السورية انهيار للامن والاستقرار في كل المشرق العربي، حيث يتم احياء عصر العمل الفدائي وعصر الاستشهاديين الذين سيطالون عمق الكيان الصهيوني وكل المصالح الاميركية والاوروبية في لبنان والعالم حسب رأي قيادي شمالي مخضرم.