هل أصبح لبنان جزءا من دولة العراق والشام الوهابية ؟

خضر عواركة
نفى عدد من الناشطين المقربين من المنظمات السلفية في لبنان ما نقلته مصادر الى وكالة اسيا عن انشاء المجلس الجهادي الاعلى للدولة الاسلامية في لبنان – كجزء من الكيان الذي يسعى الوهابيون الممولون من السعودية والمتقاطعون بالفكر والممارسة مع تنظيم القاعدة لانشائه في العراق وسورية ولبنان .
وتعليقاً على ما سبق ذكره يشير الداعية السلفي عمر بكري ان مجلس شورى المجاهدين هو مجلس جديد يتم التداول به من بعض الدوائر الخاصة، لكن لم يشر الى مكان وجود المجلس المذكور".
واعتبر ان ذلك لو كان صحيحا فإنه يستبعد جلوس بعض الشخصيات مع بعضها لا سيما الشيخ طارق السعدي مع الشيخ أسامة الشهابي، ويشير الى ان السعدي وعصبة الأنصار يختلفون عن الشهابي، ويشير الى أن عصبة الأنصار تميل الى العلاقة مع الدولة وأجهزة الأمن اللبناني ومخابرات الجيش وتعتبر نفسها موجودة فقط في لبنان، وتوجه الإسلاميين بشكل عام ليس مع العصبة فكيف يكونوا وأسامة الشهابي في مجلس واحد".
وأعرب بكري عن تمنيه تأسيس مجلس شورى المجاهدين في لبنان لكن على أرض الواقع لا وجود لعناصره، الا اذا كان ذلك بهدف إصطياد الشباب المجاهد او جعله ورقة بيد فريق الثامن او الرابع عشر من آذار".
أما الشيخ نبيل رحيم فيرى ان لا معلومات صحيحة حول ما يحكى عن تأسيس مجلس شورى المجاهدين، ويشير الى أن الحديث عن دور الإسلاميين في هذه المرحلة ربما يكون مرده الى تحضيرهم كي يكونوا كبش محرقة في تسوية ما في المنطقة والتي تطبخ من قبل الدول الكبرى، وأشار ان إشاعة هذا الكلام يشكل نوع من التشويه للمخيمات الفلسطينية التي لا تشكل بيئة للتيارات الاسلامية فهي تضم مختلف الأطياف كباقي المناطق اللبنانية".
من جهته يرى الشيخ السلفي بلال دقماق في تصريح لوكالة أنباء آسيا أنه وفي ظل غياب الدولة فإن كل شيء يصبح ممكناً، أما حول ما يحكى عن تأسيس مجلس شورى المجاهدين يجيب: "لا أعتقد ذلك واعتبر أنه نوع من التحريض على مخيم عين الحلوة وهو في غير مكانه، ويضيف: "لا أحد يمكنه الدخول الى المخيم ، واعتبر انه الحل في عين الحلوة يتم إسوة بما يتعلق بسلاح حزب الله أي بشكل سياسي".

وكانت مصادر شديدة الاطلاع على اوضاع المنظمات التكفيرية في لبنان قد قالت في معلومات خاصة حصلت عليها وكالة انباء اسيا " ان تنظيم القاعدة يملك هيكلية قيادة معروفة للجهاديين وللخلايا المنتشرة على مساحة واسعة من الديمغرافية الحاضنة للسلفيين وحيث يوجد لتيار المستقبل نفوذ. وتضيف المصادر:
ان علنية مجلس شورى تنظيم القاعدة في لبنان تعني ان الجماعات الجهادية المختلفة مجبرة على مبايعة امير هذا التشكيل الارهابي والذي اصبح يعتبر لبنان ساحة حاضنة لميليشيا علنية تابعة له كما في سورية وكما في العراق.
وفي المعلومات ان جهات تحتمي بحصانة نيابية لبنانية تتعاون مع استخبارات عربية عاملة من لبنان على دعم المسلحين في سورية هي من قامت بتأمين التنسيق اللازم شعبيا وميدانيا لعناصر قيادية من القاعدة و بتغطية امنية من جهاز امني في لبنان تعامل مع القاعديين على اساس انهم جزء من حركة الدعم العربي للمسلحين في سورية، وتحت عنوان دعم الثورة السورية استغلت قيادات القاعدة المساعدة والتسهيلات الامنية والتسليح السهل والاموال الطائلة التي منحت لهم للقتال في سورية، استغلوها لاقامة ميليشيا تابعة لهم اصبحت تضم الاف المسلحين منهم 800 مسلح في عين الحلوة فقط.
وفي المعلومات يتهم جهاز امن في لبنان (ليس بالضرورة ان يكون جهازا رسميا) قياديا في تنظيم عصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة بالمخادعة ويقول بأن هذا القيادي هو عضو في مجلس شورى القاعديين في لبنان وبالتالي هو يخادع السلطات اللبنانية ويتعاون علنا معها في حين أنه يسهل للقاعدة التحرك باسم تنظيمه في عين الحلوة وفي مناطق اخرى.
وأستشهد المصدر بالمجموعة التي تضم خمسة عناصر كان الجيش قد اعتقلها قبل اسابيع في منطقة عرسال – اللبوة والتي تبين ان معهم احزمة ناسفة ومواد متفجرة واسلحة ، واعترف اعضائها بتجنيدهم على يد احد ابرز الناشطين في دعم الثورة السورية من طرف عصبة الانصار.
ويتابع المصدر العامل مع جهاز امن في لبنان فيقول:
العلاقة القوية بين عصبة الأنصار و تنظيم القاعدة ثابتة امنيا وموثقة باعترافات معتقلين في العراق وفي سورية وفي لبنان، واخر المعتقلين الذين اعتقلهم الجيش في البقاع الشمالي اثناء دخولهم من عرسال باتجاه بعلبك ليسوا فقط من اعترف بذلك، بعدما جندهم شخص مهم في تنظيم عصبة الانصار ثم ارسلهم الى الشيخ سالم – ر، بحسب اعترافات المعتقلين ثم ارسلهم الشيخ الى عرسال للذهاب والقتال في سورية. ولكن مسؤول كبير في القاعدة اعاد ارسالهم الى لبنان مزودين بعبوات ناسفة واحزمة واعتدة عسكرية.
مصدر في عصبة الانصار رفض هذه الاتهامات واعتبر ان دعمهم للثورة في سورية امر معروف وكذلك تعاونهم مع الدولة اللبنانية وحتى مع حزب الله لمنع الفتن المذهبية، فكيف نقاوم الفتنة علنا ونعمل من اجلها سرا؟ وختم المصادر بوضع المعلومات عن مجلس الجهاديين في اطار محاولة اجهزة مخابرات عربية توريط العصبة في مشاريع يعملون من اجلها لخلق فتنة بين الشيعة والسنة في لبنان وهو المشروع الذي ترفض عصبة الانصار الدخول فيه لانه مشروع اسرائيلي بايدي عربية. وفي حين يقول المصدر ان ابو طارق السعدي بالتأكيد لا علاقة له بالقاعدة، حاولت اسيا الاتصال بالسعدي للحصول منه على رد مباشر فتبين ان كل هواتفه مغلقة.
وكالة انباء اسيا حصلت على اسماء يقول المصدر في جهاز امني في لبنان عن مجلس شورى القاعدة المفترض انهم يقودون التنظيم في " ولاية لبنان " وهم:
ويقول المصدر الأمين في مزاعمه:
التنظيم الميلشياوي التابع للقاعدة يضلل الاجهزة المعادية له من خلال تكثيف التسميات ، حيث يستخدم في كل منطقة اسما مختلفا ويتغطى بغطاء سياسي وميلشياوي مختلف، ففي طرابلس يوزع رجاله بين الجماعات وقادة المحاور ولكنهم عمليا اقوى من كل الجماعات، وللتنظيم المذكور هو له قائد هو السعدي وهو مرتبط ب
المجلس الجهادي للقاعدة في لبنان والذي يدير شؤون كل الجماعات المرتبطة بالقاعدة في لبنان ويشرف على انشاء ميليشيا مرتبط بتنظيم القاعدة مباشرة وهذا المجلس مؤلف من أحد عشر عضو وهم :
- أسامة أمين الشهابي ، يعاونه كل من أيمن التوجري من التابعية الليبية
- محمد أحمد غنيم / فلسطيني
- وفيق محمد عقل / فلسطيني
- علي محمد قاسم حاتم / لبناني
- عماد ياسين ياسين / فلسطيني
- سليم محمد حليمة / فلسطيني
- ابراهيم أحمد حميد / فلسطيني
- هيثم السعدي ، أبو طارق / فلسطيني
توجد عدة كوادر قيادية في التنظيم المذكور تعمل ضمن لجان خاصة مرتبطة بتنظيم القاعدة الدولي مباشرة وله هيئة ارتباط عليا مع مجلس شورى المجاهدين وهم :
- التونسي محمد بوشريك
- التونسي صلاح حسن
- الجزائري توفيق بوقرة بوصالح
- نور الدين بدر الدين مصلح / سوداني
- عمر أحمد سويد/ سعودي معروف بأنه ممول رئيسي مالياً للتنظيم .
و تفيدنا المصادر أن أعضاء هذه الهيئة على علاقة مع زعيم تنظيم القاعدة الدكتور ايمن الظواهري مباشرة .
و يطرح هذا الامر تسائلات عديدة حول تنظيم عصبة الاسلام ، فهذا التنظيم كان قد تم تأليفه من قبل الشيخ هشام الشريدي وبعد اغتياله أسندت قيادة التنظيم إلى الشيخ أحمد عبد الكريم السعودي الملقب أبو محمود الذي لا يزال يقيم في منزله في ظل إجراءات أمنية مشددة ويتحاشى من الظهور العلني مسنداً كافة الأنشطة الأمنية والسياسية والعسكرية الى شقيقه المدعو هيثم السعدي الملقب أبو طارق والذي يعتبر ناطقاً رسمياً باسم التنظيم في لبنان .
عديد المجموعات القتالية التابعة للقاعدة من جنسيات مختلفة ، فلسطينية ، جزائرية سورية ، فلسطينية سورية ، مغربية ، أردنية ، شيشانية ، تونسية ، مايقارب العشرة الف على الاراضي اللبنانية كافة منهم الثمانمئة عنصر على الأقل في عين الحلوة وهو مسلحون بالسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل ، وأماكن انتشارهم في المخيم هي على الشكل التالي :
- حي حطين وبداخله تتواجد مجموعات فتح وجماعة النور .
- حي التعمير وهو مركز رئيسي لتنظيم جند الشام وهو أحد أجنحة عصبة الأنصار .
- حي طيطبا
- حي الطوارئ
- حي الصفصاف وهو المعقل الرئيسي لعصبة الأنصار ، وتوجد أسف هذا الحي أنفاق أرضية تؤدي الى منازل كوادر وأعضاء التنظيم .

بين النفي السلفي واصرار عصبة الانصار على كذب هذه المعلومات، وبين حقيقة وجود مجلس شورى للقاعدة في لبنان بحسب عمر بكري، اين الحقيقة؟ واي الخيارات افضل لحماية لبنان؟
سؤال برسم القوى السياسية وخاصة تلك التي تعتبر ان وحش القاعدة ممكن ترويضه ودفعه ليصبح اليفا يقاتل في سبيل الست او الشيخ في الرياض او الاميركي السعودي الجنسية بندر.