يوميات عسكري ليبي .........{ الموسيقار }

يوميات عسكري ليبي ___________ هذه يوميات حزينة واتذكر انها في مثل هذه الايام او قبلها بقليل كنت احد ضباط الشعب المسلح ومهمتى كانت الدفاع عن باب العزيزية مع مجموعة من كتيبة امحمد المقريف التي انتمي لها الي يومنا هذا باعتزاز الايام الاخيرة لنا في باب العزيزية كانت حالكة السواد وكان القلق والحيرة يسيطران علينا فلم تعد تآتي للكتيبة تعليمات من آمرها وحتي عندما نسأل عن ضابط او جندي معنا لا نتحصل على أجابة وانقطعت الاتصالات بينا وبين غرفة الكتيبة ولم نعد نعرف من اين سوف ناتي بالعتاد والذخيرة فيما لو حصلت المواجهة بالقرب من اسوار باب العزيزية احد الضباط الموجودين معنا قال لنا ذات ليلة ان الآمر البراني اشكال مشغول بخطة حماية طرابلس وهو ينشر القناصين على المباني ويجهز في قوة ضاربة لحرب شوارع دامية في طرابلس هذه الاخبار كانت ترفع من معنوياتنا وتؤكد في صمودنا ولكن بعد يومين من سماعنا هذه الاخبار السارة سمعنا ان آمر الكتيبة البراني اشكال الذي كنا طيلة سنوات نعطي له التحية ونقول له تمام سيدي لم يكن يعرف من السيادة شي فالآمر الجبان كان اقرب الي العبيد منه الى الاحرار كان عبارة عن قشرة رفعتها الرياح عندما اشتدت علينا وبالرغم من هذه الكارثة قررنا ان نمضي في الدفاع عن حصن باب العزيزية المنيع حتي النهاية لان الموت في سبيل صمود باب العزيزية شرف طالما حرصنا عليه فكيف نتركه في لحظة ننتظرها ، لم نخرج من باب العزيزية الا بعد نفاد ذخيرتنا والقصف المستمر للاباتشي على كافة ابواب السور بالنسبة لي خرجت مع احد الجنود وكان مصابا وضعته في شقة قريبة لضابط نعرفه واتصلت بأهله وانطلقت انا في رحلة الخروج من طرابلس لم استطيع الوصول الي سرت حيث قائدي الاعلي وفي بني وليد قررت ان اخوض اخر حروبي ولم يحالفنا النصر رغم صمودنا مع آهل المدينة فالناتو كان يحاربنا من السماء ليتقدم العملاء، من مدينة بني وليد خرجت من ليبيا كلها احسست بالهزيمة لأول مرة في حياتي وتذكرت جملة نابليون بونابرت الشهيرة الجندي عندما يهزم يجب الا يكون موجود لان الرد الوحيد على الهزيمة هو الانتصار وهذا مافعلته ولكن وقت الرد قد اقترب ولهذا عدت مجددا الي بلادي وهذه المرة لن يكون هناك خروج آخر اما ان ننتصر او نموت في بلد يستحق ان تمنحه حياتك في سبيل ان يعيش وتذكرت بعد كل هذا كيف يعيش البراني اشكال وامثاله في مزبلة التاريخ في الوقت الذي يستعد فيه التاريخ لكتابة ملحمة بطولية اخري نحن ابطالها وليبيا مسرحها . ولازال العزف مستمراً { الموسيقار }

تحية الى كل الابطال الاحرار المحبين للوطن وللقائد وبإذن الله طالما هناك رجال بهذا التفكير وحب الوطن والاصرار غلى فداء الوطن فان النصر حليفهم ان شاءالله