لواء الاسلام يعلن انسحابه من اللواء 81

عبدلله علي

مع بداية معركة "الخضوع لله" التي أطلقتها الكتائب الإسلامية المتشددة لواء الاسلام وأحرار الشام وجبهة النصرة، سارع لواء الإسلام الذي ادّعى أن قائده زهران علوش يقود المعركة، إلى إعلان سيطرته على اللواء ٨١ دبابات.

وقد كان الإعلان المتسرع عن السيطرة على اللواء ٨١ بمثابة الورطة التي أوقع لواء الإسلام نفسه فيها، وإن كانت العديد من وسائل الإعلام ذات الأجندات المعروفة قد انساقت وراء إعلانه داعمة إياه، وتناقلت خبر السيطرة على اللواء ٨١ دون أن تحاول التأكد من صحة الخبر، طالما أنه يحقق غرضاً ما في سياق الحرب النفسية المدروسة التي يتعرض لها الشعب السوري منذ سنتين ونيف.

وقد كانت وكالة آسيا للأنباء نشرت، منذ أيام، تقريراً مفصلاً يوضح حقيقة المعركة التي جرت في محيط اللواء ٨١ بالوقائع والتفاصيل، وأن الهجوم على اللواء مني بفشل ذريع ولم يتمكن لواء الاسلام سوى من الوصول إلى بوابة اللواء ٨١ بسبب التنسيق الذي كان بينه وبين طاقمي دبابة وعربة شيلكا موكلة إليهما مهمة حراسة البوابة، وذكر التقرير أن الجيش السوري تمكن من إعطاب الدبابة والشيلكا أثناء هروبهما وصد هجوم عناصر لواء الاسلام وأجبرهم على التراجع والانسحاب.

لكن لواء الإسلام بقي متمسكاً بروايته بأنه نجح في السيطرة على اللواء ٨١ بكامله مشيراً إلى كذب كل وسيلة إعلامية تتحدث بغير هذا، رغم أنه لم يستطع سوى توزيع شريط فيديو يظهر بعض عناصره بالقرب من بوابة اللواء وهو ما يؤكد رواية وكالة آسيا.

ولكن هل يمكن إخفاء أمر السيطرة على لواء ضخم بحجم اللواء ٨١؟ ولماذا لم يسارع لواء الإسلام إلى نشر صور سيطرته على دبابات اللواء ومدفعيته (اللواء ٨١ لواء دبابات)، وتوزيع المقاطع التي تظهر عناصره يتجولون في أنحاء اللواء؟

ببساطة لأنه لم يسيطر على أي شبر من مساحة اللواء ٨١، وقد شعر مؤخراً على ما يبدو بفداحة كذبته، فحاول البحث عن مخرج يحافظ فيه على ماء وجهه.

وكان هذا المخرج أنه أعلن عن انسحابه من اللواء ٨١ "بعد السيطرة عليه" وأن هذا الانسحاب جاء استجابة من زهران علوش قائد لواء الاسلام لضغوط أهالي الرحيبة الذين شكوا له أن قوات النظام تنتقم منهم بسبب سيطرته على اللواء ٨١، فوافق علوش على هدنة اقترحها الأهالي وقرر الانسحاب من اللواء ٨١ دون أن يذكر طبعاً ما مصير الدبابات والمدفعية التي كانت متواجدة في اللواء هل سحبها وضمها إلى ترسانته العسكرية أم تركها في مكانها؟.