المخـــــــاض العســـــير

وطن ممزق بين شرق تائه وسط الأنفجارات والأغتيالات اليومية وجنوب مهمش ومرعوب من دفن النفايات النووية ووسط تائه بلا وجهة ولاهدف وغرب مترقب متوجس من القادم وعاصمة تئن تحت وطئة عصابات الخطف والأبتزاز ومؤتمر غارق في فضائح الرشاوي والعري وحكومة لاتحكم خارج حدود القاعة ومفتى يحرف الكلم عن مواضعه ويصدر فتاويه علي قدر العمولة ومواطن فقد البوصلة فلا هو قادر علي الرجوع للوراء ولا الخروج لبر الأمان واعلام يطبل ويلمع الممولين أفرادا وأحزابا وتعليم يشوه ويزور التاريخ وينفث سمومه في عقول الأجيال .. ومليارات تعبر الحدود دون رجعه .. ونفط تحتكره مافيا تبيعه في السوق السوداء تحت جنح الظلام كالخمور والمخدرات .. وفساد يستشرى في أوصال الوطن .. وقانون يطبق حسب الأهواء .. وقضاء يحكم تحت أفواه البنادق .. ورذيلة تمارس دون خجل أو حياء .. وعمالة وخيانة وتبعية يفاخر بها أصحاب الهدايا والعطايا والمترعرعين في غرف المخابرات الأجنبية .. وحقد وكراهية تفرق بين المرء و أخيه وأمه و أبيه وصاحبته وبنيه .. وجريمة تنفذ بأتقان ومشاهد حية بحرفية أكثر من دور السينما .. وحزن يعتري الوجوه .. ووجع تفضحه أعين المارة .. ودموع ودعوات خلف الأبواب الموصدة .. وحسرة تترجمها آهات حارقة في الأحاديث الجانبية .. وشعور الندم والذنب يقود حتى حدود الأنتحار .. وكذب وخداع معلن دون الحاجة للتبرير .. وعجز وفشل في القدرة علي رؤية المستقبل .. وعناد متأصل يمنع من سماع الأخر .. وتهم جاهزة لمن يختلف في الرأي والأسلوب .. وزوار الفجر يختارون المكان والضحية حسب مفعول الجرعة .. ومراهقين مولعين بالدعاية يكسرون حدود الأداب والأخلاق .. وجاهلون فارغون يتصدرون واجهة السياسة والثقافة والدين ..... ومعاناة وألم وأحتقان ينذر بزلزال لم يسجله قط مقياس ريختر .. يوما تشخص فيه الأبصار وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .. يوما بوادره ظاهرة وعلاماته واضحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .. يوما سيكون من أيام القدر الرهيبة التي تسجل حدثا يغير مجرى التاريخ ويصنع المعجزة ويجزي فيه الصابرون بماصبروا ويلبس الوطن حلة جديدة بثيابا خضرا من سندس وإستبرق ويعود لقمة المجد التى أعتادها ونكهة الكرامة التي لاتليق الا به ولون العزة التي تزين ملامحه ودور الريادة والقيادة لصف الحق والخير .. وخيمة الأصالة تنصب لتشع نور الهدى للعالمين .. وباب العز يكون قبلة للأحرار والصالحين والبسطاء الطيبين .. يوما تهدى فيه القرابين بالأرواح والمهج لترفرف عاليا وتمسح عن أجواء الوطن كل سواد وتهطل زخات تطهر الثرى من أثار المجرمين .. يوما يكون العزف فيه بأزيز الرصاص والهدايا بالدم القاني الزكي حتى تعود كلمة الله هي العليا وراية الأسلام خفاقة عالية ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق .. وعصر الجماهير يزحف حثيثا يلهب المشاعر ويبهر الأبصار .. والقائد الأمين هو الوجهة التي تهتدي بها الشعوب نحو الفردوس الأرضي و الملاذ الأخير  ... الفــــــــــــــــارس

احسنت اخي الفارس

احسنت اخي الفارس