ما سر الإنفتاح الفرنسي على حزب الله؟

يوسف الصايغ

تتوالى في الآونة الأخيرة الدعوات الأوروبية الى حزب الله للمشاركة في عدد من الأنشطة السياسية، ما يطرح السؤال عن سبب هذا الإنفتاح في ظل إدراج الإتحاد الأوروبي لما وصفه بـ”الجناح العسكري” للحزب على لائحة الإرهاب.
وكان لافتا بعد الدعوة التي وجهتها فرنسا إلى حزب الله عبر نائبه علي فياض للمشاركة في لقاء برلماني تلقى الحزب دعوة مماثلة من إيطاليا، في هذا السياق يعتبر النائب في كتلة الوفاء للمقاومة الوليد سكرية في تصريح لوكالة أنباء آسيا أنه “من المؤكد ان فرنسا ربما وصلت الى قناعة بأن هزيمة محور المقاومة هو فوق استطاعتها واستطاعة حلف الاطلسي، خاصة بعد أزمة السلاح النووي والتراجع الاميركي عن العمل العسكري الذي هدد به مقابل الموقفين الروسي – الإيراني”.
ويضيف: أدركت فرنسا انها لن تستطيع السيطرة على أجزاء من المنطقة بالقوة اما عبر التدخل العسكري الخارجي او اسقاط النظام السوري وتقاسم النفوذ مع واشنطن، فادركت ان هذا مستحيل وان المنطقة ستكون موضع تقاسم مناطق نفوذ بين واشنطن وموسكو وليس بين الدول الغربية، وبالتالي: أين موقع فرنسا التي ستكون خارج التفاهم الأميركي – الروسي؟”.
وبناء لما سبق يرى سكرية انه يجب على فرنسا ان تبدأ بمراجعة حساباتها وتحفظ مصالحها ضمن المعادلات الجديدة ولذلك يجب عليها محاورة ايران والنظام في سوريا والمقاومة، ويرجح ان يكون الانفتاح الفرنسي على حزب الله بداية لسياسة فرنسية جديدة في المنطقة، ويعتبر ان القرار الاوروبي ضد حزب الله بات دون أي جدوى مع بدء التحول السياسي الحاصل”.
في سياق متصل كانت مصادر سياسية أدرجت الإنفتاح الفرنسي على حزب الله في إطار التواصل الإيجابي الحاصل على صعيد العلاقة بين إيران والغرب بشكل عام، وتشير في هذا الإطار الى الإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الاميركي أوباما بنظيره الإيراني روحاني، وما سبقه من لقاء جمع الأخير بالرئيس الفرنسي هولاند على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك”.