القلمون: معقل لنحو 25 الف “تكفيري” بمحاذاة لبنان

حسان الحسن

قد تشهد الساحتين اللبنانية والسورية مزيداً من أعمال التصعيد في الاسابيع المقبلة، لغاية إنعقاد مؤتمر “جنيف2 “، وذلك بأمر عمليات سعودي، لعلّ المملكة تحقّق من وراء ذلك مزيداً من كسب اوراق القوة على طاولة المؤتمر المذكور، لاسيما أن هناك إنعكاساً كبيراً للأزمة السورية على الأوضاع في لبنان على مختلف الصعد الامنية والاجتماعية والسياسية.
ولا ريب أن إنغماس “السعودية” في الازمة السورية وفشلها في تحقيق التزامها أمام الإدراة الاميركية، وهو إسقاط الحكم السوري، جعلها تلجأ الى اعتماد سياسة “تعطيل كل شيء واحراق كل شيء”، في إشارةٍ الى تعطيل تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وتسخين الساحة الطرابلسية، إضافة الى تصعيد وتيرة العنف في سورية والعراق، بإعتبار أن “المملكة” تتعامل مع البلدان الثلاثة كدائرة واحدة، على ما يؤكد مصدر في المعارضة السورية.
ويلفت المصدر ذاته لـ موقع “المرده” إلى أن هناك إمكانية بتوريط النازحين السوريين في الحوادث الامنية اللبنانية، خصوصاً في حال اقدم الجيش السوري على شنّ الهجوم المرتقب على جبال القلمون، حيث يتغلغل نحو خمس وعشرون الف مسلح، ينتشرون على مساحة خمسة آلاف كلم 2 ، بحسب مصدر عسكري.
ويرى المصدر المعارض ان الساحة اللبنانية قابلة للاهتزاز، لا سيما في ضوء الإنقسام الحاد تجاه الازمة السورية، ودخول بعض الأفرقاء اللبنانيين على خطها، مستبعداً في الوقت عينه أن تصل الاوضاع اللبنانية الى حد الانفجار الكبير، ومعتبراً أن تحريك الملف الامني اللبناني لن يشكل أي تاثير على عمليات الجيش السوري على ارض بلاده.
وفي سياق متصل، يرى المصدر أن ما يزيد من إمكان تصعيد الوضع الامني في لبنان، هو دخول قطر مجدداً الى المنطقة من بوابة ملف مخطوفي إعزار، والتي اسهمت الاخيرة بانهائه وإطلاقهم، الامر الذي اثار حفيظة “المملكة” على ما يؤكد المصدر.
وفي هذا السياق، يقول مرجع عسكري واستراتيجي ان “السعودية” أدركت اخفاقاتها في الأزمة، ما دفعها الى اعتماد “سياسة حرق الأخضر واليابس”، جازماً ان هذه السياسة لن تحقق اي أهداف استراتجية، ولن تجلب الا المزيد من الويلات الى الشعب البريء على حد قوله. ويؤكد المرجع فشل طرح معادلات مناطق لبنانية مقابل مناطق سورية، “كالقلمون مقابل جبل محسن”، مذكرا بفشل الطرح المماثل “القصيّر مقابل جبل محسن”، وختم بالقول ساخراً: “قد يطرح المحور المعادي للمقاومة ذات يوم معادلة “موسكو مقابل منطقة سورية معينة”.
في جديد الوضع الميداني، يواصل الجيش تقدمه، لا سيما في “ريف دمشق” و”درعا “، حيث بدأ يفرض سيطرته شبه الكاملة على المفاصل الرئيسية من الأخيرة، ما يسهم بمنع تسلل المسلحين وتهريب السلاح عبر الأردن، بحسب مصادر مطلعة على حيثيات الوضع الميداني. وفي هذا الصدد، تؤكد المصادر ان الجيش احكم سيطرته على غالبية النقاط الاستراتيجية في “الريف”، وطريق دمشق- حمص، إضافة الى طريق السلمية – حلب، ويكون بذلك ابعد اي خطر يتهدد المناطق الحيوية في سورية.
وعن امكان استعادة المناطق الخارجة على سلطة الدولة، خصوصاً في الشمال والمنطقة الشرقية، ترجّح المصادر ان يبدأ الجيش باستعادة تلك المناطق،عقب مؤتمر “جنيف 2 “، مشيرةَ الى أنه في حال تمكّن الجيش من هزيمة المجموعات التكفيرية، فإنّ ذلك يصب في مصلحة “الجيش السوري الحر” راهناً، ويصبح بمفرده الطرف المسلح شبه الاوحد في “جنيف”، ويسحب من النظام ورقة قوة، وهي محاربة الارهاب، ختمت المصادر.

"في حضرة وجودكم لا مكان لليأس و بقداسة دمائكم لنا الغد أجمل

الجيـش العربـي السـوري .. لكـم ألف تحيـة وسـلام