عملية كبرى مرتقبة للجيش السوري ستقلب الموازين عسكريا و سياسيا

خالد عرار

قبل يوم من عيد الاضحى، قامت قوات كومندوس تركية بعملية اقتحام للمعسكر الذي كان يحتجز فيه المخطوفون اللبنانيون ترافقت مع غطاء ناري كثيف من الطيران الحربي التركي، واستطاعت هذه القوات اخراج المخطوفين، من الحصار العسكري التي فرضته ما يسمى «داعش» وهذا ما دفع الاتراك لتسريع العملية قبل ان تسقط من ايديهم ورقة التفاوض، لان الاتراك ووفق مصدر مطلع لا تملك اي سلطة على هذه المجموعة المسلحة، مما قد يعرض حياة الطيارين التركيين للخطر، لان داعش كان يمكن ان تقدم على تصفية مخطوفي اعزاز.
من جهة اخرى يضيف المصدر، ان الذي سرّع عملية التفاوض هي الرغبة التركية – القطرية، محاولة منهما لمحاولة اعادة ما انقطع بينهما وبين حزب الله، وافترضا ان يكون هذا الملف هو تأشيرة عبور للقيادة القطرية الجديدة، ولم تنتهِ الرغبة القطرية عند هذا الحد، بل سعت لعقد لقاء مع قيادة حزب الله في المدى القريب، اما الاتراك فهاجسهم اعادة وصل ما انقطع مع الجمهورية الاسلامية في ايران، من اجل ايجاد موطئ قدم في جغرافيا المرحلة الجديدة القادمة بعد التطورات الميدانية في سوريا، والعمل الجاد لانهاء الازمة السورية عبر الحلول السياسية.
وبموضوع الافراج عن المعتقلات السوريات اكتفى القطريون بضمانة سماحة السيد حسن نصرالله، التي ساهمت في الافراج عنهن في الايام القليلة الماضية.
كل هذه الاحداث المتسارعة يشير المصدر هي انعكاس التطورات العسكرية في سوريا التي يحققها الجيش السوري، والمعلومات التي ترد تشي بأن الايام القادمة ستشهد عملية ضخمة جدا من شأنها ان تقلب الموازين السياسية والعسكرية السورية. هذه التحضيرات اشعرت بعض اجهزة المخابرات بعض الدول الاقليمية ان القرار قد اتخذ للسيطرة على كامل الارياف المحيطة بمدينتي دمشق وحمص، وريف المدن الساحلية، مما سيؤدي ذلك الى انهيار سريع لصفوف المسلحين الغرباء والمحليين، وهذا سيساهم في دفع التسوية التي تلوح في الافق، حيث تحدثت معلومات عن وجود رغبة سعودية شديدة بتحقيق اي انجاز في الساحتين السورية واللبنانية من الحصول على ورقة تخولهم تأجيل عقد جنيف 2 او الحصول على بعض المكاسب. ولفت المصدر ان مؤشرات عقد جنيف 2 ضئيلة، وان عقد سيفشل نظراً لادراك الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية والاقليمية بأن الجيش السوري لن يرضى بأي تسوية على حساب المبادئ والثوابت الوطنية الرئيسية، ابرزها بقاء النظام وحرية الشعب العربي السوري باختيار من يمثله، مما يجعل كلمة الميدان هي الاقوى لان في القوة كلمة الفصل ويشير بعض المحللين العسكريين الغربيين بأنه اذا استمر هذا المسار العسكري المتقدم للجيش السوري سيؤدي الى انتصار كاسح له، وهذا ما ينعكس على الساحة اللبنانية لانها مرتبطة عضويا بالوضع السوري. واستبعد المصدر تشكيل حكومة في لبنان بوقت قريب الاّ على قاعدة 9-9-6 حتى الآن، وقد تتغير هذه القاعدة في المستقبل، وهذه آخر فرصة لقوى 14 آذار، والاّ سيفقدون هذه الصيغة اذا صحت مؤشرات الميدان السوري.